اتفق المغرب وإسبانيا على فتح مركز شرطة مشتركة وتعزيز التنسيق الأمني، لا سيما على معبري مدينتي سبتة ومليلية الحدوديتين والخاضعتين لسيطرة إسبانيا، وذلك على خلفية التوتر الذي أعقب تعرّض مواطنين مغاربة لاعتداءات من جانب الشرطة الإسبانية في مليلية.وجاء هذا الاتفاق بعد زيارة قام بها وزير الداخلية الإسباني ألفريد بيريز روبالكابا إلى الرباط أجرى خلالها مباحثات مع نظيره المغربي الطيب الشرقاوي، كما اجتمع مع الملك محمد السادس.وبدأ النزاع منتصف الشهر الماضي عندما اشتكت الرباط من ”عنف” الشرطة الإسبانية مع المغاربة عند محاولتهم دخول مليلية، وطلبت من مدريد توضيح هذه الممارسات التي وصفتها بالعنصرية.وقد شهدت بعض المدن المغربية احتجاجات على تصرفات الشرطة الإسبانية، وفرض متظاهرون مغاربة حصاراً على بوابات مليلية بشكل متقطع ومنعوا مؤقتا الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية من دخول المدينة.ولتهدئة التوتر، قالت إسبانيا إنها مستعدة لتقديم توضيحات للحكومة المغربية واقترحت إجراء حوار بشأن تلك الأحداث، كما اتصل ملك إسبانيا خوان كارلوس هاتفيا بنظيره المغربي، الأسبوع الماضي، واتفق الطرفان على زيارة يقوم بها كارلوس للمغرب في موعد سيحدد لاحقا. وفي مؤتمر صحفي عقد في الرباط بعد الاجتماع، لم يشر روبالكابا إلى الحوادث إلا بتلميحات محدودة، وقال إن المحادثات تركزت على محاربة بلاده للجريمة المنظمة وتهريب المخدرات والهجرة غير المشروعة، وأضاف ”اتفقنا على جعل ما حدث من الماضي. وانتهى الأمر”. كما صرّح بأنه اتفق رسميا على الاجتماع مرة واحدة على الأقل سنويا مع نظيره المغربي لضمان استقرار العلاقات، وأن الشرطة الإسبانية والمغربية ستجتمعان كل ثلاثة أشهر لمحاولة العمل معا بشكل أوثق داخل الجيبين.وكشف أن شرطة البلدين ستقيم مكتبا للشرطة في كل من مدينة طنجة المغربية ومدينة الجزيرة الإسبانية بحلول الصيف القادم، حيث ستعمل الشرطة الإسبانية والمغربية معا.ويعتبر المغرب سبتة ومليلية في شمال البلاد ”مدينتين محتلتين” ويطالب بهما باعتبارهما جزءا من أراضيه يخضعان فعلياً للسيطرة الإسبانية، ويشكل هذا الخلاف مصدر توترات دبلوماسية متكررة بين البلدين.