عاد ملف ظاهرة البناء الفوضوي داخل المحيط السهبي للبلديات السهبية إلى الواجهة بعد تدخل المجالس البلدية خلال سنة 2008 للقضاء على الظاهرة من خلال هدم عدة بناءات خلّفت آنذاك نزاعات كبيرة بين أعراش البلديات المقيمين بالمناطق السهبية والموّالين القادمين من خارج تراب الولاية ممن مستهم عملية الهدم. وقفت المجالس البلدية لكل من بلديات النعيمة، الشحيمة، عين الذهب، الرصفة، سيدي عبد الرحمن، الفايجة، زمالة الأمير عبد القادر، مادنة، شلالة وغيرها من البلديات السهبية لولاية تيارت مؤخرا على إحصاء نحو 30 حالة بناء فردية على شكل مزارع أنجزت داخل الشريط السهبي من طرف موالين محليين من مختلف بلديات ولاية تيارت وآخرون من ولاية الجلفة والأغواط الذين تمكّنوا من إنجاز هذه المزارع على مستوى منطقتي فيض الزجة والشهيبات متسببين في تخريب مئات الهكتارات من المساحات العشبية ونبات الحلفاء واستغلال مئات الهكتارات الأخرى لممارسة الفلاحة وفي مقدمتها زراعة الحبوب في صورة صارخة يترجمها بوضوح - حسب زيارتنا الميدانية للمناطق المتضررة - تحدي كل القوانين التي تمنع استغلال المناطق السهبية. وبالرغم من المحاولات المتكررة للسلطات المحلية للبلديات المتضررة للتدخل وهدم هذه البنايات ومنعهم من استغلال المساحات السهبية للحرث والرعي الفوضوي والتخريب اللاّمتناهي للغطاء النباتي ومورد الحلفاء، فإن زحف البناءات الفوضوية من طرف الموّالين متواصل على حساب الشريط السهبي للبلديات المعنية، والممتد على مساحة مئات الآلاف من الهكتارات، ما جعل السكان يطالبون بتدخل السلطات الولائية لردع مافيا السهوب وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من شبح التخريب.