أن لا يؤمن الفرد على نفسه في الشوارع والطرقات بات في مجتمعنا أمرا عاديا، لاسيما في بعض المناطق المشبوهة، وهذا في ظل انتشار ظاهرة قطاع الطرق، لكن أن يمتد الإجرام إلى بيوت الناس المطمئنين فإن الأمر ينذر بوجود خلل لا بد من تداركه وفي هذا السياق، نظرت محكمة الجنايات بمجلس قضاء البليدة، في ملف الإعتداء على عجوز في الثمانين من العمر تقطن بمفردها بأحد أحياء مدينة فوكة بولاية تيبازة، والتي كادت أن تلقى حتفها على يد مجموعة من الأشرار شهر سبتمبر من السنة الماضية، أين فتحت صبيحة ذلك اليوم المشؤوم باب منزلها لفتاة في ال28 من العمر أرادت شربة ماء، وهو ما لبته العجوز بختة التي ما كادت تستدير متوجهة نحو مطبخها حتى فوجئت بيد غادرة من الوراء تضربها على الرأس، ليقوم مرافق الفتاة بغلق فمها بشريط لاصق ويربطها بعدها من يديها ورجليها، طالبا منها أن تدله على مكان المجوهرات والأموال التي تملكها والتي تعود في حقيقة الأمر لابنها المغترب الذي يحتفظ بثروته عندها، حسب المعلومات التي وصلت إليه رفقة بقية شركائه ممن كانوا يحرسون أسفل العمارة، والتي لم يكن مصدرها حسبهم سوى حفيد الضحية، الذي وجهت له رفقة البقية تهمة تكوين جماعة أشرار ومحاولة السرقة المقترنة بظروف العنف والتهديد والتعدد وحجز شخص وتعذيبه. بالرغم من تخطيطهم المحكم، إلا أن الجناة، وعددهم 5 رجعوا خائبين إذ لم يجدوا شيئا من الثروة التي منوا بها أنفسهم، ليغادروا ساحة الجريمة تاركين وراءهم الضحية في حالة يرثى لها قبل أن يتدخل أحد الجيران لفكها، فيما تمكن سائق السيارة الذي أوصلهم إلى عين المكان من التعرف على هويتهم. لم ينفعهم بعدها الإنكار أمام تعرف الضحية أيضا عليهم، قبل أن يعترفوا بما ارتكبوه طالبين من العجوز الصفح عنهم أثناء جلسة المحاكمة، في الوقت الذي تمسك حفيدها بالقول أن لا علاقة له بكل القضية ولا بالمتهمين. تجدر الإشارة إلى أنّ النيابة العامة التمست عقوبة 15 سنة نافذة في حق جميع المتهمين، قبل أن تنطق هيئة المحكمة بعقوبة السجن النافذ ل5 سنوات لأربعة من المتهمين، فيما برأت حفيد الضحية من كل ما نسب إليه من تهم.