أحدث حريق ناتج عن شرارة كهربائية على مدخل عمارتين بحي 300 مسكن شرق مدينة مستغانم صباح أول أمس الخميس حالة من الهلع لدى سكان الحي الذين ذهلوا لمشهد النيران المتصاعدة، وأكملوا ليلتهم في العراء متحملين برودة الطقس، فيما قطعت مصالح شركة توزيع الكهرباء والغاز التيار الكهربائي وغاز المدينة عن المنطقة، ما ضاعف من معاناتهم. وعلمت “الفجر” من مصادر محلية أن الحريق ناتج عن سوء ربط قنوات المياه الممددة فوق العدادات الكهربائية، حيث أدى تسرب المياه منها على العدادات الواقعة في مدخل العمارتين إلى احتراقها، وفيما أخمد الحريق الأول بسرعة، تصاعدت ألسنة النيران في العمارة الثانية، ولم تتدخل مصالح الحماية المدنية إلا بعد ساعات، حسب تصريح العديد من سكان الحي الذين خرجوا بأطفالهم و نسائهم إلى الشارع خوفا على سلامتهم رغم برودة الطقس. كما امتلأت جميع الشقق القريبة بدخان كثيف لاتزال آثاره بادية على الجدران، فيما قطع التيار الكهربائي وغاز المدينة بصفة احترازية عن الحي برمته، لتجنب تصاعد الحريق، ثم أعيد في كامل الحي قبل الزوال باستثناء العمارتين المعنيتين، إلا أن العملية أرغمت السكان على المبيت في ظلام دامس، فيما حاول الكثير منهم البحث عن قارورات غاز البوتان لتعويض غاز المدينة واستعمالها في التدفئة، كما شهد الحي حملة تضامن غير مسبوقة، حيث شارك سكان العمارات المجاورة في إخراج المتضررين من شققهم لحمايتهم من الدخان المتصاعد، قبل وصول فرق الحماية المدنية في صورة تضامنية لاقت استحسان الجميع، وقد أجمع العديد منهم على ضرورة تدخل السلطات المعنية لإبعاد قنوات المياه عن العدادات الكهربائية، بحيث لايزال الخطر قائما مادامت القنوات ممدة فوقها بشكل ينذر بالكارثة. يذكر أن حوادث احتراق العدادات الكهربائية قد تزايد بشكل لافت خلال سنوات الأخيرة، حيث عرف الحي الجامعي 2000 سرير حريقا مماثلا قبل أشهر، خرج على إثره مئات الطلبة احتجاجا على سوء ربط التيار الكهربائي، ما عرض حياتهم لخطر حقيقي.