نطقت محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجلفة في قضية القتل التي راح ضحيتها حارس شركة كوسيدار بسلمانة، في الجلفة، بإدانة المتهمين الرئيسين كل من “أ.م” و”ج.ع” بالسجن المؤبد، مع تغريمهما ب400 مليون سنتيم. فيما أدانت المتهم الثالث المدعو “م.ش” بثلاث سنوات سجنا نافذا وغرامة مالية مقدرة ب 10 ملايين سنتيم. تعود وقائع القضية إلى شهر فيفري الماضي، حين تم العثور على جثة الضحية بعد أن تم ردمها داخل حفرة يفوق عمقها المترين، حيث تم إبلاغ مصالح الدرك الوطني بالحادثة، لتباشر تحقيقات واسعة في القضية إلى أن تم التوصل إلى سائق الشاحنة الذي تكفل بنقل الجرافة إلى ولاية وادي سوف رفقة اثنين من أفراد العصابة، حيث صرح أثناء التحقيق معه أنه تقلى عرضا من طرف شخصين يتمثل في كرائه من أجل تحويل جرافة من ضواحي بلدية سلمانة بالجلفة إلى غاية ولاية وادي سوف. وتم الاتفاق على مبلغ 25000 دج مقابل ذلك، وبعد تحديد الموعد التقى بهما بمحطة نقل المسافرين وتوجهوا نحو مكان تواجد الجرافة، حيث طلبوا منه التوقف بعيدا عنها بأكثر من 500 متر في مكان يسمح لهم بحملها على مقطورة الشاحنة، إلا أنهما تفاجآ بتواجد الحارس ولم يجدا طريقة للتخلص منه سوى قتله بواسطة آلة حادة ودفن جثته داخل حفرة عميقة، ليتوجه بهم بعد ذلك إلى ولاية وادي سوف، وهي العملية التي تم التخطيط لها قبل تنفيذها لمدة فاقت الشهرين بعد نسخ مفاتيح الجرافة. بعد ذلك طلب المحققون من إدارة الشركة تزويدهم بصور لجميع عمالها، خاصة سائقي الآليات الثقيلة، ليتم عرضهم على سائق الشاحنة، والذي تعرف بدوره على أحدهم، تبين أنه سائق الجرافة نفسها التي تم الإستيلاء عليها، ويتعلق الأمر بالمدعو “أ.م” البالغ من العمر 21 سنة، والقاطن بضواحي ولاية بجاية، ليتم إلقاء القبض عليه. وبعد التحقيق معه أنكر في البداية أن تكون له صلة بالجريمة، إلا أنه انهار بعد ذلك واعترف بالأفعال المنسوبة إليه، وأضاف أن له شريكان، الأول يدعى “ج.ع” يبلغ من العمر 31 سنة ويقطن بولاية تيزي وزو، وهو عامل في نفس الشركة في فرعها بضواحي الشارف في ولاية الجلفة، والثاني يدعى “ش.م”، يبلغ من العمر 29 سنة ويقطن بولاية وادي سوف، ليتم إلقاء القبض عليهما. وبعد محاكمتهم تمت إدانتهم بالعقوبات المذكورة أعلاه.