رغم صغر سنه (لم يتجاوز 21 سنة) إلا أن المنشد الجزائري الشاب كمال أشرف رزوق استطاع أن يحظى بشعبية واسعة في مختلف مناطق الوطن، ولعل حرصه الدائم على تقديم أناشيد ومدائح دينية قيمة هو الذي ساعد على انتشاره واكتسابه العديد من الجوائز الوطنية التي جعلته يكون في مصاف المنشدين الجزائريين الكبار منشدونا اكتسبوا شهرة لدى المشارقة أكثر من التي اكتسبوها داخل الوطن “الفجر” التقت به وأجرت معه هذا الحوار للتطرق إلى واقع الإنشاد في الجزائر بعيون أهل الكار.. شاركت مؤخراً في فعاليات المهرجان الوطني للأغنية الروحية الذي احتضنته مدينة البليدة، كيف تقيم هذه المشاركة؟ مشاركتي في المهرجان الوطني للأغنية الروحية بمدينة الورود أفادتني كثيرا، كونها سمحت لي بأن أحتك بالعديد من المنشدين الجزائريين الذين رفعوا صورة الجزائر عاليا في مختلف المحافل العربية، كما كان فرصة لنا نحن الشباب لاكتساب بعض النصائح والاستفادة من الإرشادات التي قدمت لنا طوال أيام التظاهرة، من منشدين وأساتذة سبقونا في هذا المجال. كما كان فرصة لتطوير قدراتنا وترقية الذوق العام للإنشاد بالكلمة الهادفة واللحن الشجي، خاصة وأن الذين شاركوا فيه هم من خيرة المنشدين الجزائريين الذين جاؤوا من مختلف مناطق الوطن للتعرف عن قرب على واقع الإنشاد والمكانة التي وصل إليها المنشد الجزائري مقارنة بالمنشدين العرب الآخرين. وكيف هو واقع الإنشاد في الجزائر اليوم مقارنة بما كان عليه في السابق؟ لا يوجد هناك اختلاف كبير بالمعنى المتعارف عليه في الإنشاد، وهذا راجع إلى كون كل منشد له طريقته الخاصة في إيصال رسالة الإنشاد الهادفة، ولكننا في ذات الوقت نسجل اختلافا كبيرا بين منشدي الجيل الحالي والجيل السابق، خاصة وأننا اليوم أصبحنا نرى بعض من يطلقون على أنفسهم بكونهم منشدين، وهم في الأساس يستعملون هذا كوسيلة للربح السريع ليس إلا، وحين تستمع لأناشيدهم لا تلمس فيها لا جدية ولا هدفا ولا وعيا بالمسؤولية الملقاة على عاتقه أما الناس. هل تقصد هنا المنشدين الذين يستعملون الآلات الموسيقية في أعمالهم أم ماذا؟ أثارت مسألة استعمال الآلات الموسيقية في الأناشيد والمدائح الدينية العديد من المنشدين الكبار في الجزائر والوطن العربي، فهناك من يسمح بوجودها وهناك من يعيب هذا الفعل، وبين قابل ورافض لهذه الآلات وجب التنويه إلى أن هناك فرقا شاسعا بين الإنشاد والمديح الديني، فالمديح لا يكون باستعمال آلات موسيقية بل يعتمد في الأساس على الكلمة والصوت الشجيّ، أما الإنشاد فهو يختلف عليه وأغلب ما يقدمه الجزائريون اليوم هو إنشاد لا مديح ديني. أنت ماذا تقدم في أعمالك؟ أنا أقدم الاثنين، فكما يقال لكل مقام مقال، ومع ذلك فأنا حين أقدم أناشيد دينية لا أحبذ فكرة استعمال آلات موسيقية صاخبة، فالأناشيد الدينية تركز أكثر على الكلمة والرسالة لا على الموسيقى واللحن. حصلت مؤخراً على الجائزة الوطنية الثانية، ماذا يعني لك هذا التتويج وأنت في بداية طريقك في عالم الإنشاد والمديح؟ حصولي ولله الحمد على المرتبة الثانية في مهرجان الأغنية الروحية ما هو إلا توفيق من رب العالمين، رغم أن الأصوات التي شاركت في هذا المهرجان كانت من خيرة المنشدين الجزائريين الذين صنعوا بصمتهم الواضحة في المشهد الجزائري وقبله العربي. بالتأكيد هذا التتويج وأنا في بداية مشواري الإنشادي سيعمل على فتح أفق واسع لي في المستقبل القريب إن شاء الله، وتساعد على اكتسابي لخبرات من سبقوني في هذا المجال وكم هي الجزائر زاخرة بهم. المشاركة في المسابقات العربية كمنشد الشارقة مثلاً تعد حلم كل المنشدين، هل فكرت في خوض غمار هذه التجربة وهل ترى بأنها تجربة مهمة بالنسبة لك كمنشد في بداية مشواره؟ رغم أنني لازلت لم أشارك في هذه المسابقة إلا أنني كنت قد شاركت في العديد من المسابقات العربية، آخرها مسابقة “صوتك واصل”، التي كانت تعرض على قناة فور شباب بالقاهرة، والحمد لله تحصلت على المرتبة الأولى عربيا رغم أن الدعم الذي وصلني من الجزائريين كان قليلاً مقارنة بما وصلني من المشارقة الذين يعرفون كل صغيرة وكبيرة عن الإنشاد والمنشدين الجزائريين. وقد أصبحت مسابقة “منشد الشارقة” ملجأ المنشدين العرب وخاصة الجزائريين في ظل عدم توفر الدعم الكافي لإيصال إنشادهم إلى مختلف أنحاء العالم العربي الإسلامي. قدمت عملك الموسوم ب”اللهم صلّ”، في شكل فيديو كليب، يعرض حاليا على مختلف القنوات التلفزيونية العربية التي تعنى بالإنشاد فيما لازلنا لم نشاهده في القنوات الجزائرية، تعليقك؟ بالمناسبة؛ العمل هذا أنتجته قناة “فور شباب”، الراعي الرسمي للمسابقة الإنشادية العربية “صوتك واصل” التي فزت فيها بالجائزة الأولى. وبعد هذه التجربة القيمة في مشواري الإنشادي تم تصوير فيديو كليب “اللهم صلّ”. حقيقة تمنيت أن يعرض هذا العمل في القنوات الجزائرية، خاصة وأننا الآن نتملك والحمد لله قناة للقرآن الكريم من المفروض أن ترعانا وتعمل على الترويج لأعمالنا كما تفعل مختلف المحطات الفضائية مع منشدي بلدها، خاصة أن المنشدين الجزائريين لديهم شهرة كبيرة في المشرق العربي، واحتضان محطاتنا الفضائية لنا تصب في مصلحتهم ومصلحتنا على حد سواء. في الأخير كيف تقيم عملك الإنشادي مع فرقة “الآفاق”؟ تعد الفرقة أول من اكتشفني وقدمني للجمهور في بداية سنة 2002، والحمد لله قدمت مع هؤلاء العديد من الألبومات والحفلات الإنشادية الناجحة في مختلف مناطق الوطن، وأنا أدين لكل أعضائها بالنجاح الذي أحققه اليوم في عالم الإنشاد على مستوى المحلي والعربي.