دعا المجاهد الرائد عز الدين زراري، ضباط جيش التحرير الوطني الذين مازالوا على قيد الحياة، للإسهام بشهاداتهم الحية من أجل كتابة تاريخ هيئة أركان جيش التحرير الوطني، فيما كذب اللواء خالد نزار، الأصوات التي تحاول تقزيم دور جيش الحدود، وخص بالذكر الرئيس الراحل هواري بومدين، الذي أشاد بدوره وزير المجاهدين محمد شريف عباس. اعتبر، أمس، الرائد عز الدين، في مداخلة ألقاها بمناسبة تنظيم الندوة الوطنية الأولى حول تأسيس هيئة الأركان، بفندق الجيش بالعاصمة، أن قلة المعلومات التاريخية حول هذه الهيئة تستدعي إعادة النظر في التطرق لها من جديد، عن طريق إشراك صانعيها، موضحا أنه حان الوقت لإظهار أهميتها الكبيرة، بالنظر للدور المحوري الذي لعبته خلال ثورة التحرير، وتمكنها من هزم القوة الاستعمارية رغم قلة الإمكانيات المتوفرة لديها، وأضاف أن الذكرى الخمسين للاستقلال يجب أن تسجل خلالها هذه المعطيات التاريخية حتى تبقى راسخة لدى الأجيال. وقال الرائد عز الدين، الذي تطرق إلى جوانب تاريخية متصلة بالإعلان عن تشكيل هيئة الأركان، إن ضباط جيش التحرير الوطني الذين أسسوا النواة، الذين لا يزالون على قيد الحياة، عليهم المسارعة إلى الإدلاء بشهاداتهم وتقديم جميع الوثائق التاريخية التي من شأنها خدمة تاريخ الجزائر، وواصل بأن قوة هذه الهيئة تكمن في كونها استطاعت قهر المستعمر الفرنسي، رغم قلة الإمكانيات المتاحة لها، وصعوبة قنوات الاتصال بين قادتها، بفعل الحصار والمراقبة التي كانت مفروضة عليها من طرف العدو، مشيرا إلى أن قيادتها كانت تستطيع متابعة ما يقوم به المجاهدون، من خلال اطلاعها على الأخبار التي تنقلها وسائل الإعلام الفرنسية عن العمليات الاستشهادية والفدائية. من جهته، أشاد وزير المجاهدين، محمد شريف عباس، بالدور الكبير الذي قام به الرئيس الراحل هواري بومدين، على مستوى هذا التنظيم، ما حول الثورة الجزائرية إلى أحد النماذج الناجحة عبر العالم. وفي السياق ذاته لم يفوت اللواء خالد نزار الفرصة للإدلاء بشهاداته حول هيئة أركان جيش التحرير، مفندا جميع الأصوات التي شككت في الدور الذي قام به جيش الحدود، خاصا بالذكر الرئيس الراحل هواري بومدين، حيث قال “إننا لم نكن نتناول المحمصة بالحدود، مثلما يقول البعض، بل كانت هناك مهام صعبة وشاقة على عاتقنا، وكنا نواجه خطر الموت في كل لحظة”، ليطرح بعدها مشكل قلة الإمكانيات والذخيرة، والدور الكبير الذي قام به الرئيس الراحل هواري بومدين، عندما كان في صفوف جيش التحرير، في تكوين وتوجيه الجنود وتأطيرهم. وتعمد اللواء خالد نزار التأكيد على هذه النقطة، رغبة منه في تمرير رسالته إلى بعض الأطراف التي كانت تكيل اتهامات للرئيس الراحل هواري بومدين وفريقه، حول مسائل متصلة بالثورة، مثلما ورد في كتاب سعيد سعدي، والمعارضين لطرح الرئيس هواري بومدين، حول مسائل تاريخية أخرى متصلة بتشكيل الحكومة المؤقتة ودورها، حيث اتهمه بعض المجاهدين، ومنهم عبد الحميد مهري، بتهميش الشخصيات التي رعت اتفاقيات إيفيان.