لفت مراسل مجلة تايم الأمريكية بالقاهرة إلى أن مظاهرات أمس الثلاثاء بعدد من المدن المصرية قد تكون بداية لانتفاضة على شاكلة الهبة الشعبية التي تسببت بسقوط نظام زين العابدين بن علي في تونس. وأوضح المراسل أن أكثر من 85 ألف مصري أكدوا على صفحات موقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت (فيسبوك) عزمهم المشاركة في المظاهرة التي يتوقع أن تكون، في حال مشاركة نصف الرقم المعلن، حدثا تاريخيا بالنسبة للنشاط السياسي الشعبي في عهد الرئيس حسني مبارك. ونقل المراسل أن الداعين للمظاهرة التي أطلق عليها اسم “يوم الثورة”، نشروا على موقع فيسبوك عددا من المطالب تبدأ من رفع الأجور وتنتهي عند تحديد الفترة الدستورية لمنصب رئيس الجمهورية. على الطرف الآخر، بات النظام الحاكم يدرك خطورة هذه التحركات ويعي أهمية المحافظة على الأمر الواقع مع السماح لبعض حالات التنفيس بالخروج إلى الشارع لتخفيف حالة الاحتقان التي ولدتها الظاهرة التونسية التي أشعل شرارتها الأولى محمد البوعزيزي الذي أحرق نفسه وتوفي إثر ذلك. ويقول مراسل المجلة الأمريكية إن بعض أصحاب المحلات التجارية بالقاهرة تلقوا تعليمات بعدم فتح متاجرهم أمس الثلاثاء، كما أشار إلى أن بعض أعضاء جماعة الإخوان المسلمين تلقوا تهديدات من أجهزة الأمن تحذرهم من مغبة المشاركة في الاحتجاجات. كما تحدثت بعض وسائل الإعلام المصرية، وفق مراسل تايم، عن قيام جماعات موالية للحكومة بطبع ملصقات وقمصان كتب عليها عبارات مؤيدة للرئيس مبارك وذلك لحشد مؤيديها مقابل المشاركين في مظاهرة الثلاثاء. وفي هذا السياق، أعرب بعض الناشطين المشاركين في تنظيم المظاهرة عن قلقهم من أن الأساليب المستخدمة لتحشيد المواطنين عابها الكثير من الخلل لا سيما عبر تحديد مواقع ومواعيد التجمعات في مختلف أنحاء البلاد على صفحة الإنترنت، ما أعطى أجهزة الأمن الوقت الكافي للاستعداد لوقف المظاهرات.