ذكرت بعض المصادر المحلية المتاخمة للشريط الحدودي مع ليبيا ل”الفجر”، أن عشرات العائلات الليبية فرّت من قمع النظام الليبي وطغيان القذّافي وعائلته نحو صحراء الجهة الشرقية من الجزائر... وأوضحت مصادر “الفجر” أن هذه العائلات الليبية دخلت التراب الجزائري دون وثائق ليلا واحتمت بزعماء القبائل الجزائرية المرابطة في الصحراء، والتي يمتهن غالبيتها الرعي في عمق الصحراء، حيث نصبت لهم خيما موازية لخيم سكان البدو الرحل بهذه المناطق، وقدّمت لهم كافة المرافق الخاصة براحتهم من طعام وملبس وغيرها. وتحدثت هذه الأوساط عن الحالة النفسية المتردية التي يمر بها هؤلاء الفارون من ليبيا نتيجة البطش الكبير الذي تعرضوا له على يد نظام القذافي. كما عرفت المراكز الحدودية بكل من تين ألكوم والدبداب بولاية إليزي توافدا كبيرا من قبل عشرات الليبيين وحتى الجزائريين الذين يعملون في القرى والمدن القريبة من الشريط الحدودي، بسبب تصاعد موجة القمع داخل التراب الليبي. وتحدثت هذه المصادر أن احتجاجات عارمة عاشتها هذه المراكز الحدودية في الأيام الماضية، بسبب تعنت السلطات الليبية التي منعت المئات من هؤلاء الفارين نحو الجزائر، وقد استعملت مصالح الجمارك والأمن الليبية القوة في دفع هؤلاء الوافدين، وهو الأمر الذي دفع بالفارين لدخول الجزائر عبر منافذ ومسالك صحراوية دون المرور بشكل قانوني، مستعينين في ذلك ببعض الرعاة بالصحراء. ومنعت السلطات الليبية دخول أو خروج أي شخص دون إذن من مصالحها أو تأشيرة من سفارتها. ورغم كون هذه العائلات الفارة من ليبيا تربط بعضها علاقات مصاهرة أو عمل مع نظرائهم في الصحراء الجزائرية، إلا أنهم وجدوا في القبائل الصحراوية الجزائرية متنفسا لراحتهم وسندا قويا لهم في محنتهم. وبالموازاة مع ذلك، تحدثت بعض المصادر ل”الفجر” عن فرار مئات السجناء الجزائريين بالسجون الليبية ودخولهم نحو التراب الجزائري عبر سيارات رباعية الدفع، أو عن طريق الحمير والدواب، وهذا بالتعاون مع بعض أهالي الصحراء بولاية إليزي. وينحدر غالبية هؤلاء السجناء من ولايات حدودية صحراوية كإليزي وتمنراست، ورڤلة والوادي وبعض مدن الشرق كتبسة وسوق أهراس.. سجنوا بليبيا بتهم المخدرات والتهريب، ومنهم من حكم عليه بالإعدام.