الرئيس السوري بشار الأسد رئيس شاب ولكنه يتصرف في إدارة حكم بلاده كما لو كان شيخا هرماً مثل الشيوخ الذين يجثمون على صدر الحكم في البلدان العربية كما يجلس أو يجثم الفقر على صدر شعب الصومال واليمن وبنغلاديش! الأسد طبيب عيون متخرج من أحسن جامعة في طب العيون في العالم ومع ذلك لا يرى ما يحصل في بلده كما يجب! هل من المنطق أيها الرئيس "الأسد" أن يقال بأن قانون الطوارئ الذي عاشت تحته سوريا الشقيقة 60 سنة لابد قبل رفعه من سن قانون مكافحة الإرهاب!؟ قانون الطوارئ عندما تم إقراره سنة 1963 في سوريا لم يكن الإرهاب موجودا.. وسن القانون بحجة أن البلاد في حالة حرب مع إسرائيل! وقد انتهت الحرب منذ عقود ولكن لم ينته قانون الطوارئ هذا!؟ وإذن ما علاقة قانون الإرهاب الذي يراد سنه بقانون الطوارئ الذي سن أساسا في سياق الحرب مع إسرائيل؟! قانون الطوارئ هذا سن قبل ميلاد الرئيس بشار الأسد نفسه بعقود وليس بسنين! ومع ذلك يتمسك به بشار الشاب الرئيس كما لو كان هذا القانون هو أساس الاستقرار في سوريا!؟ ولو قال الرئيس الأسد: إن الشعب السوري تعود على العيش تحت قانون الطوارئ ولا يعرف العيش بدون هذا القانون! لأن %70 من الشعب السوري ولدوا بعد سن هذا القانون! لو قال بشار هذا الكلام للرأي العام لكان قوله مقبولا ومنطقيا أكثر من أن يقول للسوريين: "إلغاء قانون الطوارئ يدعم الإرهاب في سوريا"! أتذكر أن أحد القياديين في حزب البعث السوري اتصل سنة 1989 بالسيد عبد الحميد مهري ليسأله: "هل كان ما تقوم به الجزائر من إصلاحات بعد أحداث أكتوبر عملا جديا يهدف للتعددية فعلا أم هو مجرد لعبة سياسية لإلهاء الرأي العام الجزائري والدولي وتجاوز مخلفات أحداث أكتوبر"؟! فكان جواب مهري للمسؤول البعثي السوري: إن ما تقوم به الجزائر من إصلاح دستوري سياسي هو أكثر من لعبة سياسية شوية"! ويبدو أن الجماعة السياسية المحيطة بالشاب الرئيس بشار تواجه الآن ما واجهته الجزائر سنة 1988 بلعبة سياسية حتى ولو بدت أنها أكثر من لعبة شوية! فالحديث عن الإرهاب والتمرد المسلح للشعب.. وتخويف السوريين من الإصلاح بخطر الانقسام والإرهاب هو في النهاية أساليب وحلول لم تعد تصدق حتى من أصحابها الذين أطلقوها! وعلى الأسد أن يعرف أنه من الأفضل له أن يعيش قطا محترما في سوريا على أن يكون أسدا هرما في غيرها!