من المقرر أن توقع السلطة والمعارضة اليمنية اليوم في العاصمة السعودية الرياض اتفاقا حول تطبيق المبادرة التي طرحتها دول مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة وانتقال السلطة في اليمن. وقال الامين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، سلطان البركاني، لوكالة “فرانس برس”: “لقد تلقينا دعوة من السعودية للتوقيع الاربعاء في الرياض على مبادرة مجلس التعاون الخليجي”. أكد مسؤول في المعارضة أن وفدا يمثل اللقاء المشترك (تحالف المعارضة البرلمانية) سيتجه اليوم الى الرياض لتوقيع الاتفاق. وكان مسؤول في المعارضة اليمنية قد توقع أمس الثلاثاء أن يعلن مبعوث خليجي خلال الايام القليلة المقبلة وقت ومكان التوقيع المنتظر على اتفاق ترعاه دول خليجية يضمن استقالة الرئيس علي عبد الله صالح بعد نحو 33 عاما من الحكم. هذا ونقلت وكالة “رويترز”، أمس، عن رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني، محمد باسندوة، قوله إن من المتوقع أن يزور الامين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، صنعاء خلال أيام قليلة لوضع اللمسات النهائية على اتفاق يقضي بتنحي صالح بعد 30 يوما من توقيع الاتفاق. وعما إذا كان من الممكن التوقيع على الاتفاق الذي توسط فيه مجلس التعاون الخليجي خلال الايام القليلة القادمة أجاب بأنه يتمنى ذلك. وكانت صحيفة “أخبار اليوم” المقربة من اللواء علي محسن الأحمر، قائد الفرقة الأولى مدرع توقعت أن يتم التوقيع النهائي على المبادرة السبت في الرياض، مؤكدة نقلا عن مصادر لم تسمها في ائتلاف اللقاء المشترك المعارض تلقيه ضمانات إقليمية ودولية لتنفيذ بنود المبادرة. وأكدت قيادات اللقاء المشترك أنها تلقت اتصالات تلفونية من أمراء وملوك دول خليجية تؤكد الالتزام بتنفيذ جميع بنود المبادرة وآليتها التنفيذية بدءا من اللحظة الأولى للتوقيع. وقال الناطق الرسمي باسم أحزاب اللقاء المشترك، محمد قحطان، إنه تم إبلاغ الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي بالموافقة النهائية بعد تلقي ضمانات من دول المجلس وأميركا وأوروبا بشأن الاعتراضات التي أوردها على عدد من نقاط المبادرة. وتنص المبادرة على تعيين الرئيس صالح رئيسا للوزراء تختاره المعارضة لتشكيل حكومة وحدة تضم جميع الأطياف، ثم يقدم صالح استقالته لمجلس النواب خلال ثلاثين يوما ويسلم السلطة لنائب رئيس من الحزب الحاكم. من جهة أخرى، نقلت قناة “الجزيرة” عن مصادر لم تسمها أن هناك مشاورات بين المعارضة وشركائها وأطراف سياسية أخرى - بينها معارضة الخارج وسفراء أميركا والاتحاد الأوروبي ودول الخليج - حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية. وأضافت أن الضمانات التي تلقاها أحزاب اللقاء المشترك تهدف إلى إزالة أسباب التوتر سياسيا وأمنيا دون رفع الاعتصامات من الساحات حتى تنفيذ الاتفاق. وفي المقابل، يصر شباب الثورة المعتصمين في ساحات متوزعة على أغلب محافظات اليمن، على الاستمرار في الاعتصامات حتى تنحي صالح، وأبدى كثيرون امتعاضهم من موافقة اللقاء المشترك للمبادرة. وعلى الصعيد الميدني، أصيب،أمس، عدد من الأشخاص بجروح أحدهم خطيرة في تفريق قوات من الحرس الجمهوري والأمن المركزي لمتظاهرين يطالبون بإسقاط النظام بمدينة تعز اليمنية، جنوب العاصمة صنعاء.