طالبت القابلات المشاركات في لقاء علمي أمس، بإنشاء مجلس لأخلاقيات المهنة لتحديد واجبات وحقوق هذا السلك الذي سينظر في بعض القضايا المتعلقة بممارسة هذه المهنة وحماية القابلات في مسارهن المهني. اعتبرت مختلف المشاركات في هذا اللقاء المنظم من طرف فرع القابلات التابع للمؤسسة الوطنية لترقية الصحة والبحث العلمي بمناسبة اليوم العالمي للقابلات. وقد تضمن هذا اللقاء الذي يندرج أيضا في إطار التكوين المتواصل جملة من المداخلات من بينها مداخلة للسيدة يمينة كاشا قابلة بالمؤسسة الاستشفائية نفيسة حمود (بارني سابقا) تناولت فيها “الحمل وفقر الدم” الذي تعاني منه نسبة كبيرة من النساء خلال فترة الحمل حيث تعاني منه ما بين 30 إلى 80 بالمائة من الحوامل بالدول السائرة في طريق النمو. ودعت المختصة إلى ضرورة الكشف عن أسباب انخفاض الهيموغلوبين لدى المرأة الحامل، وذكرت في هذا الصدد، أن الالتهابات الفيروسية وتشوهات العظام أو الإصابة بالطالاسيميا، تتسبب في انخفاض مادة الحديد بالدم مما يستدعي التكفل والمتابعة الجيدة للمرأة الحامل التي تعاني من هذه الأمراض لحمايتها وحماية جنينها، كما حثت المشاركات على إجراء تحاليل طبية للحوامل، وعدم توجيههن لمصالح حقن الدم إلا في الحالات النادرة داعية إلى ضرورة احترام قواعد التغذية وتفادي المواد الغنية بالكافيين التي تمتص الحديد. ومن جهتها دعت السيدة فاطمة الزهراء يوسفي (قابلة) في مداخلتها إلى ضرورة الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم بمراكز التخطيط العائلي لمكافحة هذا المرض القاتل الذي يمكن حماية النساء منه عن طريق الوقاية. ودعت نفس المتحدثة إلى إعداد استراتيجية وطنية تساعد على التخفيض من عدد الإصابات وبالتالي الوفيات مؤكدة على إيجاد صيغ لجذب النساء المتزوجات، البالغات 25 سنة وما فوق، إلى إجراء الفحوصات الطبية وضمان المتابعة للواتي هن أكثر عرضة للإصابة بسرطان عنق الرحم. ومن جهة أخرى ركزت السيدة فوزية كركاش مدرسة بالمدرسة الوطنية للتكوين شبه الطبي لحسين داي على مختلف المراحل التي عرفتها مسيرة القابلات بالجزائر منذ الفترة الاستعمارية إلى الوقت الراهن. وطالبت بتوسيع دور القابلة المحصور في الوقت الحالي في وحدات الأمومة والطفولة ومصالح التوليد إلى تربية النشء على مستوى المؤسسات التعليمية. أما رئيس المؤسسة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، الأستاذ مصطفى خياطي، فقد أشار إلى أن التكوين النظري الذي تدعمه الدولة لا يترجم على أرض الواقع. وذكر في هذا الصدد بالعدد الكبير من الحوامل اللواتي لازلن يفقدن الحياة بمناطق الهضاب العليا والجنوب نتيجة غياب مختصين يتكفلون بهن، فيما عادت رئيسة فرع القابلات بمؤسسة “الفورام” السيدة دليلة زغميري لدعوة القابلات والمهتمات إلى موافاة الموقع الإلكتروني للفرع بمختلف الاقتراحات الخاصة بظروف عمل وآفاق تطوير هذا السلك.