علمت “الفجر” من مصادر حسنة الاطلاع، أن نار الاحتجاج التي اشتعلت بكل من بلديتي الناصرية وبرج منايل، من طرف شباب المنطقة، للمطالبة بمناصب عمل، وكذا المستحقات المالية، كانت وراءها أطراف سيتم الكشف عنها في الأيام القادمة الاحتجاجات تتحول إلى اعتداءات بالأسلحة البيضاء حيث أن السلطات المحلية كانت منحت محاضر تنصيب وأوراق الحضور اليومية ممضاة على بياض، لبعض شباب المنطقة في إطار عقود ما قبل التشغيل، وهو ما أدى بالمستفيدين إلى تلقي أجورهم الشهرية دون أن يعملوا يوما أو يداوموا في مناصب عملهم. أرجعت مصادرنا، سبب الاحتجاجات التي عرفتها البلديتين خلال الأشهر الماضية، إلى المطالبة بمناصب شغل، حيث أقدم المحتجون على غلق الطريق الوطني رقم 12 الرابط بين العاصمة وتيزي وزو، بعدما كانوا يستفيدون في السابق من عقود عمل في إطار عقود الإدماج المهني، مقابل 12 ألف دينار شهريا، مضيفة، أن السلطات المحلية منحت بعض الشباب محاضر تنصيب وأوراق الحضور اليومية ممضاة على بياض، الأمر الذي أدى بالمستفيدين إلى تلقي أجورهم الشهرية دون أن يعملوا يوما أو يداوموا في مناصب عملهم، غير أن ما حدث مع تغيير إجراءات سير الجهاز، الذي أوكل تسييره لمديريات الولاية، التي تتردد في إجبار الشباب المستفيدين من هذه الصيغة على الدوام اليومي، مقابل حصوله على مستحقاته المالية، ما أدى إلى ظهور هذه الاحتجاجات التي عرفتها بلديتي برج منايل والناصرية دون بلديات الولاية. وكشفت مصادرنا، في سياق متصل، عن وجود العديد من المستفيدين من عقود ما قبل التشغيل، يعملون في مناصب عمل أخرى، وهو ما صعب عليهم مهمة المداومة اليومية في مناصب عملهم، وفقا للصيغة الجديدة التي استفادوا منها، بعدما كانوا في وقت سابق يتقاضون مستحقات عقود الإدماج المهني وأجرهم الشهري، في المؤسسات والإدارات التي يعملون فيها بصفة عادية. تحقيق ولائي حول الاعتداءات المسجلة إثر الاحتجاجات من جهة أخرى، علمت “الفجر”، أن السلطات الولائية ببومرداس، فتحت مؤخرا تحقيقا معمقا حول الاحتجاجات المتكررة التي عرفتها كل من بلدية الناصرية وبرج منايل، بعدما دخلت أطراف خفية لدفع الشباب إلى الاحتجاج وغلق الطريق تحت غطاء المطالبة بحل جملة المشاكل الاجتماعية المهنية، لتتسلل عصابات مدججة بأسلحة بيضاء تقوم بعمليات السطو والسرقة تحت طائلة التهديد. واستنادا للمصادر ذاتها، فقد جاء هذا على خلفية عدد من الشكاوى قدمها المتضررون، الذين أكدوا أنهم تعرّضوا للسرقة تحت طائلة التهديد من طرف شباب أغلقوا الطريق الوطني رقم 12 في شطره الرابط بين العاصمة وتيزي وزو، على مستوى كل من الناصرية وبرج منايل. وأضافت مصادرنا أن هؤلاء الشباب يقومون بالاتفاق سلفا للخروج إلى الشارع والمطالبة بدفع أجورهم المتأخرة، كون غالبيتهم يعملون في إطار عقود ما قبل التشغيل، لكن اتضح أن عصابات متكونة من حوالي 15 فردا بالناصرية وما يقارب 20 شخصا ببرج منايل، هي التي تقود العمليات الاحتجاجية لتغطية عملياتها الإجرامية، والقيام بسرقة وابتزاز المسافرين ومستعملي الطريق تحت طائلة التهديد بأسلحة بيضاء، وعبوات الغاز المسيلة للدموع. وأشارت مصادر “الفجر” إلى أن التحقيقات ستكشف عن جملة من التفاصيل والمفاجآت، بعد أن اتضح أنه من بين المحتجين من لم يعمل ولو لمرة، غير أنه تسلم مستحقات مالية عن طريق إرغام مستخدميهم تحت التهديد على إمضاء وثائق تثبت حضورهم. وقد كانت “الفجر” سباقة لطرح القضية، وذلك من خلال نقل شهادات حية لبعض الضحايا الذين وقعوا بين أيدي العشرات من الملثمين بالموازاة مع عملية قطع الطريق، من طرف المحتجين، حيث تم استغلال الوضع لابتزاز المواطنين بالأموال للسماح لهم بالمرور، كما ذكر شهود عيان حينها أن أفراد العصابة يقومون باستدراج ضحاياهم إلى مناطق معزولة من خلال تقمص دور فعلي حيث يقومون بتوجيه الغرباء عن المنطقة نحو مسالك المنطقة لاجتناب الحركة المرورية الخانقة المفروضة بسبب الطريق المقطوع، غير أنه بمجرد بلوغ مكان تنفيذ الجريمة يقومون بسد الطريق أمام الضحية باستعمال جذوع الأشجار والعجلات المطاطية، ومحاصرته من كل الجوانب قصد إجباره على الدفع لهم مقابل المرور تحت طائلة التهديد بأسلحة بيضاء.