شاهد العالم، أمس، وعلى المباشر أولى صور للرئيس المصري السابق حسني مبارك بعد غياب دام أزيد من 8 أشهر منذ أن تمكن شباب ميدان التحرير من الإطاحة به ونظامه، وظهر مبارك وهو ممدد على سرير طبي متحرك داخل القفص الحديدي بقاعة المحكمة بأكاديمية الشرطة قرب العاصمة المصري القاهرة بشير عبد الفتاح الباحث المصري ل"الفجر": "القضاء المصري لن يتمكن من استدعاء قادة المجلس العسكري للشهادة" حيث تمت محاكمته لأول مرة في عدة قضايا أخطرها إصدار أوامر بقتل حوالي 800 متظاهر مصري في ميدان التحرير وعدة محافظات مصرية أخرى. كما شملت المحاكمة حضور جمال وعلاء مبارك المتهمين في قضايا فساد رفقة حبيب العادلي وزير الداخلية المصري الأسبق وسبعة من مرافقه، وغاب عن المحاكمة المتهم حسين سويلم الذي يوصف بأنه الساعد الأول لمبارك في قضايا نهب المال العام. في بداية المحاكمة وقف كل من علاء وجمال في قفص الاتهام جنب والدهما، وكان جمال ينحني بين الفينة والأخرى ليتحدث معه وقد وقف بجواره شقيقه علاء الذي كان يتحرك كثيرا وينظر إلى الأمام تارة والخلف تارة أخرى قبل أن يجلس على مقعد داخل القفص. ويُحاكم مبارك في ثلاث تهم رئيسية هي قتل متظاهرين خلال ثورة ال25 من يناير، وتصدير الغاز المصري إلى إسرائيل، وإهدار المال العام. وإذا تمت إدانته بالتهم الموجهة إليه قد يواجه حكما بالإعدام. وأنكر مبارك الاتهامات المنسوبة إليه في بداية محاكمته بتهم تتصل بقتل المتظاهرين عمدا واستغلال النفوذ وإهدار المال العام. وقال مبارك الذي ظهر في قفص الاتهام ممددا على سرير طبي متحرك بعد أن ووجه بالاتهامات "كل هذه الاتهامات أنا أنكرها كاملة". كما أنكر علاء وجمال ابنا مبارك الاتهامات الموجهة إليهما باستغلال النفوذ متمثلا في الحصول على منازل فاخرة في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر من المتهم الذي يحاكم غيابيا رجل الأعمال حسين سالم. وقرر المستشار أحمد رفعت رئيس محكمة جنايات شمال القاهرة استمرار نظر القضية التي توصف بأنها "محاكمة القرن" إلى يوم 15 أوت القادم، مع إيداع مبارك بمستشفى المركز الطبي العالمي بطريق مصر الإسماعيلية الصحراوي على إلزامه الحضور إلى جميع جلسات محاكمته التي يشير القضاء المصري إلى أنها ستستمر إلى فترة طويلة. وكانت طائرة إسعاف صغيرة تتسع لنحو عشرين راكبا أقلت مبارك ومرافقين له اليوم من مطار شرم الشيخ إلى مطار ألماظة العسكري شرق القاهرة لينقل منه إلى مقر المحكمة. وقبل ذلك كان نقل في سيارة إسعاف من مستشفى شرم الشيخ الذي يرقد فيه إلى المطار تحت حراسة من قوات الجيش والشرطة، وفق مصادر متطابقة. ويُعد مبارك أول حاكم عربي يقف وراء القضبان للمحاكمة منذ اندلاع ثورات عربية مطالبة بالإصلاح والديمقراطية عرفت إعلاميا باسم "الربيع العربي". وكان الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، الذي كان أول حاكم عربي يطاح به، حوكم غيابيا على اعتبار لجوئه للسعودية. علال محمد ائتلاف 25 يناير ل "الفجر" "ظهور مبارك على السرير رسالة لطلب الرحمة،، ولا تنازل عن " القصاص "للشهداء" عبر أعضاء من ائتلاف شباب ثورة 25 يناير المصرية، عن رضاهم من انطلاق أولى جلسات الرئيس المصري السابق حسني مبارك، مؤكدين في تصريحات ل"الفجر" أنهم يثقون في القضاء المصري التي تتابع مبارك في تهم الفساد وأصدر أوامر بقتل المتظاهرين في ميدان التحرير، ووصف شباب ميدان التحرير صور مبارك وهو ممدد على سرير العلاج من داخل قفص الاتهام محاولة لاستعطاف الشارع المصري والعفو عن مبارك خصوصا وأن المحاكمة تتزامن مع احتفال العالم الإسلامي والعربي بشهر رمضان الكريم، وقال عمرو عز عضو ائتلاف شباب ميدان التحرير: "لن نتنازل عن حق القصاص لشهداء ميدان التحرير، لأن شرع الله القصاص". وهو ما اتفق معه الصحفي المصري حمادة الكاشق المنسق العام لاتحاد شباب ثورة 25 يناير قائلا: "مجريات الأحداث في مصر تتطلب التعجيل في محاكمة مبارك، وإن ظهور مبارك داخل القفص جنب مصر ثورة أخرى اليوم تطالب بتطهير البلاد من رموز النظام ما بعد مبارك، إلا أن المحاكمة تؤكد لنا أن شيئين إثنين أولها أن الحديث عن مبارك كان يحكم من شرم الشيخ غير صحيح، وأن شرعية الثورة وأهدافها تمشي الآن في طريقها الصحيح". ع. م بشير عبد الفتاح الباحث المصري ل"الفجر": "القضاء لن يستدعي قادة الجيش للشهادة لأن ذلك يفتح أبواب الفوضى" اعتبر بشير عبد الفتاح الأكاديمي الباحث في مركز الأهرام للدارسات السياسية والاستراتيجية أن توجه هيئة دفاع عن الرئيس المصري السابق حسني مبارك، إلى طلب استدعاء المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يشغل طنطاوي منصب وزير الدفاع منذ 20 عاما ويدير شؤون البلاد للشهادة في المحاكمة، خطوة بإمكانها فتح أبواب الفوضى في مصر، وقال بشير: "إن استدعاء القيادات الكبرى في الجيش المصري للشهادة يعتبد اتهاما مباشرا إلى الجيش المصري بتورطه في عمليات ضد ثوار ميدان التحرير السلميين، يعد مؤشرا واضحا على محاولة دفاع مبارك إلى خلط الأوراق لجلب تعاطف شعبي مع مبارك وإحراج القضاء المصري الذي يتعذر عليه المساس بالمجلس العسكري المصري".