كشفت صحيفة (صندي تلغراف)، أمس، أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، قام بست زيارات سرية إلى طرابلس للقاء العقيد معمر القذافي خلال السنوات الثلاث التي تلت تنحيه عن منصبه عام 2007. وقالت الصحيفة إن خمسا من الاجتماعات التي عقدها بلير مع القذافي جرت خلال الأشهر الأربعة عشر التي سبقت إخلاء سبيل الليبي المدان بتفجير طائرة لوكربي، عبد الباسط المقرحي، من السجن في اسكتلندا قبل أكثر من عامين. وأضافت إن واحدا من الاجتماعات التي عقدها بلير، الذي يشغل حاليا منصب مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط، جرى في جانفي 2009، حين كان مصرف جي بي مورغن الأمريكي، حيث يعمل بلير مستشاراً مقابل مليوني جنيه إسترليني في العام، يتفاوض على اتفاق مع هيئة الاستثمار الليبية. وأشارت الصحيفة إلى أن منظمة (غلوبال ويتنس) لمكافحة الفساد اعتبرت أن الصلات التي أقامها بلير مع هيئة الاستثمار الليبية تمثل تضاربا في المصالح مع دوره كمبعوث للرباعية وجامع تبرعات لصالح افريقيا ومستشار تجاري، وأعلن روبرت بالمر، المتحدث باسمها، أن من الصعب “تخيل كيف يمكن أن يوازي بلير بين عمله كمبعوث سلام في الشرق الأوسط وبين عقد صفقات تجارية مع القذافي”. ونسبت إلى متحدث باسم بلير قوله “إن الأخير لم يكن له أي دور، سواء رسميا أو غير رسمي بأجر أو من دون أجر، مع هيئة الاستثمار الليبية أو الحكومة الليبية، ولم يطوّر أبدا أي علاقة تجارية أو استشارية مع أي شركة ليبية أو كيان ليبي“. وكشفت (صندي تلغراف) أيضا أن وزارة الخارجية البريطانية منحت تأشيرة دخول إلى هناء، ابنة القذافي، لزيارة بريطانيا في العام الماضي رغم أنه أُشيع من قبل بأنها قُتلت في غارة أمريكية على طرابلس عام 1986.