قدم وزير الخارجية الجزائرية فرصة مشاركة الجزائر في الدورة ال 66 للجمعية العامة للأمم المتحدة ملخصا عن فحوى الإصلاحات التي باشرتها الجزائر، مستشهدا في هذا المقام بتحرير القطاع السمعي البصري وإلغاء بعض العقوبات على الصحفيين فضلا عن وضع امتيازات لتوسيع مشاركة المرأة في السياسة. واغتنم مدلسي الفرصة لدعوة الأممالمتحدة إلى تبني اتفاقية دولية حول الإرهاب الدولي، في ظل الخلط القائم بين حركات التحرر والمقاومة مع وضع بروتوكول يمنع دفع الفديات للجماعات السلفية الإرهابية. واستنادا إلى نسخة قرار المداخلات للمشاركين في دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، فقد ركز وزير الخارجية، أمس، في كلمة ألقاها أمام المشاركين من وزراء ورؤساء وزراء المشاركين في الدورة ال 66 للجمعية العامة للأمم المتحدة، المنعقدة بنيويورك، على التسهيلات التي وضعتها الجزائر لصالح الشباب من أجل مرافقتهم في إيجاد إطار مناسب لتحقيق مشاريعهم والخطوات التي أجرتها لتسهيل وتوسيع اندماج المرأة أكثر في الحياة السياسية وتوسيع مشاركتها في إدارة المجالس المنتخبة من خلال نظام الحصة المدون في مشروع قانون عضوي. وعلى الرغم من أن الموضوع الأساسي للدورة خصص للحديث عن دور الوساطة في تسوية النزاعات بطرق سلمية والانتفاضات العربية وتناولها من زاوية إيجابية من طرف أغلبية المتدخلين، إلا أن وزير الخارجية، مراد مدلسي، طرحها من جانبها السلبي، عندما أثار نقطة الخسائر البشرية الكبيرة التي سجلت خلال الحرب في ليبيا، مشيرا إلى ما وصفه ب “أعمال العنف التي شهدتها بعض دول المنطقة” وهو تلميح صريح إلى الانعكاسات السلبية للحرب التي مست دول الجوار وفي مقدتها تلك المعنية بالخطر الإرهابي بالساحل وفي مقدمتها الجزائر. وأفصح ممثل الدبلوماسية الجزائرية عن أمله في عودة السلم والأمن للمنطقة والتعجيل في تكوين حكومة ممثلة لجميع ممثلي الشعب الليبي، وجدد بالمناسبة عزم الجزائر على العمل مع السلطات الليبية الجديدة، كما التقى مدلسي برئيس المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي الليبي، محمود جبريل. وانتقد بالمناسبة مواصلة الحصار على قطاع غزة فضلا عن عرقلة مسار السلام بالشرق الأوسط، داعيا الأممالمتحدة إلى التحرك لرفع الحصار عن قطاع غزة وتصحيح الخطإ الذي ارتكب في حق الفلسطينيين. وفيما يخص ملف الصحراء الغربية، جدد ضرورة الحوار بين الطرفين حتى يتمكن الصحراويون من اختيار مصيرهم بكل حرية. وفيما يتصل بمكافحة الإرهاب، دعا مراد مدلسي إلى تبني اتفاقية دولية حول الإرهاب الدولي ووضع بروتوكول يمنع دفع الفديات للجماعات السلفية الإرهابية، وهذا في الوقت الذي تنتقد فيه الجزائر التعريف الأوروبي للإرهاب، الذي يقيم خلطا بين حركات التحرر والإرهاب، والدليل تصنيف حركة المقاومة الإسلامية حماس ضمن الحركات ذات الصلة بالجماعات الإرهابية، بل أن الأمر تعدى ذلك مثلما هو الأمر بالنسبة للفرنسيين الذين يعتبرون بعض التفجيرات التي قام بها المجاهدون إبان الثورة أعمالا إرهابية لأنها ببساطة مست مدنيين. وذكر مدلسي في هذا الإطار بالإجراءات الهامة التي اتخذت خلال ندوة لمكافحة الإرهاب والتنمية والهادفة في مجملها إلى تجفيف منابع الإرهاب واجتثاث جذوره.