قال مدير الترقية والتعاون على مستوى شركة “سافاكس” للمعارض والتصدير، مولود سليماني “إن مساعي بيع القطاع العمومي في 1997، والمتزامنة مع الطبعة الأولى لصالون الصناعات المصنعة، تحولت إلى مطالب أجنبية للشراكة المنتجة وتوطين الإنتاج في جزائر 2011”. خلال لقاء جمعنا بالمسؤول على هامش صالون الصناعات المصنعة أمس، بقصر المعارض بالصنوبر البحري، أكد لنا محدثنا أن الواقع الاستثماري قد تحول كثيرا في الجزائر، من مساعي بيع الشركات العمومية وتسريح العمال، إلى إعادة الاعتبار للقطاع الصناعي والمنتجين، ومنح التحفيزات للخواص والشركات العمومية لاسترجاع المكانة التسويقية والتجارية عالميا، بعد ضخ الملايير في هذا الشأن. وأضاف محدثنا أن الإشكالية الآن تكمن في التوزيع والتسويق والإعلام لتعريف المنتوج المحلي الذي قفز نوعيا إلى مستويات عالية، وصار بإمكانه منافسة المنتوج الأجنبي، وتحسين الأداء والصورة داخليا وخارجيا. هذا الحديث قادنا إلى طرح عدة تساؤلات على محدثنا بخصوص الصالونات وعقود الشراكة المنتظرة منها، فأجابنا بأن مؤسستهم استطاعت أن تقدم عدة خدمات للشركاء الأجانب، غيرت من نظرتهم السلبية للسوق الوطنية، إلى البحث عن شركاء جزائريين في مختلف المجالات، لاسيما الشركاء العرب والأتراك، مثلما أكد ذلك المستشار الاقتصادي بسفارة السودان، قذافي عبدالله علي محمد، خلال زيارة دبلوماسية للمعرض أمس عندما قال “نحن ننتظر بفارغ الصبر رؤوس أموال جزائرية لإقامة الشراكة المثمرة في السودان، نقترح التنقيب عن النفط والذهب مع سوناطراك خصوصا، وكذا تربية المواشي والتسمين والزراعة، ولاسيما زراعة القطن، بما أن الجزائريين متمكنون في الصناعات النسيجية”، مشيرا إلى ضرورة تكثيف المبادلات وتعريف البلدين إعلاميا واقتصاديا لتعزيز الشراكة. من جهته، قال مستشار سفارة تونس، أنيس السعداوي، خلال نفس الزيارة “حققنا نموا في المبادلات البينية فاق 8 بالمئة بعد 8 أشهر مضت، وبخصوص الاتفاقيات المشتركة، فإن مشروع نفط البحر والاتفاقية التجارية التفاضلية الموقعة في 2008، لا تزال سارية المفعول بعد سقوط نظام بن علي، لأن العلاقات تفوق السلطة إلى الشعب”، ولقد ارتاح كثيرا للصالون، داعيا كل الشركات الجزائرية وفي مختلف القطاعات للتوجه إلى تونس، كما شدد على ضرورة رفع حجم المد الجزائري بالنفط إلى تونس. للإشارة، فإن وفودا من تركيا والمغرب والصين زاروا الصالون من قبل، فيما زار وفدا السودان وتونس الصالون أمس، وهي دول إلى جانب سوريا ومصر، تتنافس بقوة في قطاعات النسيج والأثاث، وتهتم كثيرا بالسوق والشركات الجزائرية، حسب محدثنا مولود سليماني.