استغل النجم السابق لليتيمة حفيظ دراجي زيارة الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش للدوحة لاستضافته في لقاء خاص بقناة الجزيرة الرياضية في برنامج “في أي بي” الذي تم بثه سهرة أول أمس، وفيه تحدث الكوتش وحيد عن عدة أمور تخصه وتخص منتخبنا الجزائري. “برمجنا هذه الزيارة منذ شهرين” استهل الكوتش وحيد حديثه بالتأكيد أن تواجده بالدوحة كان مخططا له منذ شهرين، حيث اتفق بشأنها مع رئيس الفاف الحاج روراوة للقيام بهذه الزيارة وأكد أن تواجده في بلد كأس العالم ليس للسياحة وإنما لمعاينة لاعبي الخضر عن قرب. “المعاينة القريبة أكثر من ضرورية” من أهداف هذه الزيارة هي الوقوف على يوميات اللاعبين كيف يتدربون...كيف يعيشون...لأن المنتخب الجزائري لديه أهداف يسعى لتحقيقها وعليه أن يكون هناك تواصل كامل بين اللاعبين ومدربهم حتى يتمكّنوا من بلوغ النجاح. “ظروف العمل ممتازة لكن..” أكد المدرب الفرانكو-بوسني أن ظروف العمل التي وقف عليها في قطر جد ممتازة لكن المشكلة الوحيدة التي طرحها للاعبيه هي أن ريتم دوري النجوم القطري جد منخفض وأن على لاعبيه الانتباه للأمر، لأن مواجهات الخضر ستكون في مستوى أعلى بكثير وعليهم أن يكونوا في الموعد حتى لا يفوتهم قطار الخضر... “على الخليجيين مضاعفة مجهوداتهم” ولتفادي هذا الأمر، فإن حاليلوزيتش أكد بأنه تحدث مع لاعبيه وأعلمهم بهذا الأمر وطالبهم بمضاعفة مجهوداتهم لأنهم لو واصلوا العمل بنفس الريتم الذي تعودوا عليه في الدوري القطري فإنهم سيخسرون مكانتهم مع الخضر، لكون التحديات التي تنتظر المنتخب الوطني أقوى وأكبر واللعب في مستوى عال يتطلب من الجميع أن يكونوا جاهزين بدنيا وذهنيا وفنيا وعليهم أن يكونوا في فورمتهم لضمان مكانتهم. “تسلمت منتخبا منهارا” وعاد الكوتش للتحدث عن كيفية قبوله تدريب المنتخب الجزائري رغم أنه كان قد عاهد نفسه بعدم العودة للعمل في إفريقيا بعد تجربته المريرة مع فيلة كوت ديفوار، فوقتها كان يخطط للعودة للعمل مع الأندية لكنه وجد نفسه يقبل مهمة تدريب الجزائر التي وجد منتخبها منهارا، فاللاعبين فقدوا الرغبة في تطوير مستواهم وكأن وصولهم لكأس العالم كان القمة التي لا يمكن تجاوزها وهو ما جعله يحس بصعوبة المهمة. “نعم فكرت في الانسحاب بعد التربص الأول” كشف المدرب البوسني عن سر كمين حدث له خلال أول تربص له مع الخضر في مركز ماركوسي، حيث أكد أنه وبعد المعاينة الأولية للمنتخب فإنه قد فكر جديا في الانسحاب والتنحي ويكون ذلك لكثرة المشاكل التي اعترضت الخضر وقتها، خاصة الأخطاء الإدارية البليغة التي حدثت وقتها وأبرزها عدم وصول الاستدعاءات لبعض اللاعبين في وقتها وكذا عدم تمكن العيفاوي وعسلة من الحصول على تأشيرة الدخول لفرنسا مما جعله متذمرا من البداية الخاطئة، وفكر جديا في الرحيل قبل أن يتراجع ويقرر المواصلة. “لا يمكنني انتقاد سلفي” قال الكوتش وحيد إنه استلم فعلا منتخبا منهارا لكنه لا يعطي الحق لنفسه لانتقاد من سبقوه على رأس هذا المنتخب خاصة وأن الجزائر عام 2010 قد تمكّنت من العودة إلى المونديال بعد ربع قرن من الغياب، وبالتالي فمهما يكن فقد كان هناك دفع إيجابي لهذا المنتخب وعلينا عدم الالتفات للوراء بل التقدم نحو الأمام. “تجربتي المرّة مع كوت ديفوار أثرت فيّ كثيرا” كما وقف ذات المتحدث عند تجربته مع منتخب كوت ديفوار والتي كانت حسبه ناجحة إلى حد بعيد، بدليل أنه ما يزال يحتفظ بصداقات مميزة مع أغلب الإيفواريين الذين اعتبروا إقالته خسارة للفيلة، لأنه كان قادرا على الذهاب إلى أبعد من تأهيل رفقاء دروغبا إلى الدور ربع نهائي من الكان وإيصالهم للمونديال. طردت بعد 23 مباراة دون خسارة...؟ شدد المدرب البوسني على أن تجربته مع كوت ديفوار كانت ناجحة جدا لكونه قاد الفريق للتأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا دون أي هزيمة وبأكبر رصيد نقطي في كل المجموعات. وبعد تألق في 23 مباراة تعرض لخسارة أمام الجزائر في الدور ربع النهائي للكان 2010 في كابيندا الأنغولية، فكان مصيره التنكر والإقالة وهو ما أثر فيه كثيرا وجعله يشطب من قاموسه العمل في إفريقيا. تواجد اللاعبين الكبار لا يكفي قال الناخب الوطني إن مشواره مع فيلة كوت ديفوار أكد له أن توفر اللاعبين المميزين غير كاف لإعداد فريق قوي، بل يجب أيضا الانضباط والجدية والعمل المتواصل. وأكد أن لا شيء يخفى عليه في عالم كرة القدم بدليل أنه نجح مع نادي ليل الفرنسي الذي استلم مقاليده وهو في القسم الثاني وبعد ثلاثة مواسم قاده للعب دوري أبطال أوروبا وهذا نتيجة اخلاصه لعمله. تلقيت اتصالات لمرافقة الخضر للمونديال لكني رفضت كشف المدرب البوسني أن أطرافا جزائرية اتصلت به بعد إقالته من منتخب كوت ديفوار وعرضت عليه مرافقة المنتخب الجزائري في مغامرته المونديالية بجنوب إفريقيا، لكن مبادئه - كما قال - لم تكن لتسمح له بقبول عرض كهذا، لأن المنتخب لم يكسب التأهل لنهائيات المونديال بضربة حظ بل كان لديه طاقم فني هو الأحق بقيادته في النهائيات. روراوة أصرعلى استقدامي ورغم أنه قد اقتنع بضرورة العمل بعيدا عن إفريقيا، إلا أن رئيس الفاف الحاج محمد راوراوة أصر على استقدامه واتصل به في عدة مناسبات مما جعله يسأله عن سبب هذا الإصرار قبل أن يقبل بالمغامرة التي لو راوده شك بشأن نجاحها لما قبلها أصلا، حيث أكد من البداية لرئيس الفاف أنه لو تكن الأمور غير منضبطة فإنه يفضل أن ينسحب حفاظا على صداقتهما... الروح الجماعية قوة الخضر من بين الأسباب التي دفعت بحاليلوزيتش قبول عرض الخضر هو اقتناعه بأن الجزائر تملك مواهب فنية كبيرة قادرة على الذهاب بعيدا، فنقطة قوة الخضر حسبه هي الروح الجماعية. وأكد بأنه يركز على هذه النقطة لتحقيق الطموحات التي ينتظرها منه الجميع. أقدّس ساعات النقاش بعد تجارب في فرنسا، تركيا، السعودية...وكوت ديفوار فمدرب الجزائر يؤمن بأن الجانب البسيكولوجي هو مفتاح نجاح أي فريق وهذا ما جعله يؤكد أنه يقدّس ويخصص ساعات للنقاش مع اللاعبين لمعرفة طريقة تفكيرهم وإرشادهم لما هو مفيد. لازلت أحلم بكأس العالم قال صاحب ال15 مشاركة دولية مع منتخب يوغسلافيا سابقا خلال الفترة الممتدة من 1976 إلى 1985 إنه ما يزال توّاقا لاكتشاف نهائيات كأس العالم، فعندما كان لاعبا وبعد أن اختير كأحسن لاعب في يورو 1978 الخاصة بصنف الآمال، كان الكل ينتظر أن يسطع نجمه في مونديال 1982 بإسبانيا لكنه لم يشارك لأسباب وصفها بالجهوية المقيتة. وبعد أكثر من ربع قرن تمكن من التأهل كمدرب مع منتخب كوت ديفوار لكنه تعرض لإقالة مفاجأة قبل فترة قصيرة من تحقيق هذا الحلم الذي يأمل أن يعانقه مع المنتخب الجزائري.