قائد ثوار طرابلس يرفض إلقاء السلاح ويطالب بمكافأة رجاله أعلنت الأممالمتحدة أن المعارك التي تدور منذ أسبوعين بين قبائل في جنوب شرق ليبيا أسفرت عن سقوط أكثر من مئة قتيل وتشريد آلاف الأشخاص، مضيفة أن المنطقة ما زالت تشهد توترا بالرغم من التوصل إلى هدنة. في حين شهدت الحدود الليبية التونسية أيضا مواجهات عنيفة بين عناصر الشرطة الليبية وجماعات مسلحة من قبيلة ”زوارة” غير بعيد عن معبر ”رأس جدير” جنوب شرق تونس. وقالت وكالات تابعة للأمم المتحدة في بيان مشترك نشر بعد بعثة تقييم على الأرض، أن ”أكثر من مئة شخص قتلوا في هذه المعارك التي أرغمت نصف سكان مدينة كفرة إلى النزوح عنها”. وتتطابق هذه الحصيلة مع حصيلة تلقتها وكالة فرانس برس، قبل أسبوع، من مصادر قبلية في قبائل التبو وقبائل الزوي التي تدور المعارك بينها منذ 12 فيفري. ودخلت وحدات عسكرية ليبية الجمعة إلى مدينة كفرة لفرض الأمن فيها وتوصلت إلى فرض هدنة بين المقاتلين. وأشارت الأممالمتحدة إلى أنه وبالرغم من وقف العمليات العدائية فإن ”الوضع ما زال متوترا في كفرة” حيث ينتظر 200 مهاجرا لمغادرة المنطقة. يشار إلى أن مدينة كفرة التي يقطنها 40 ألف نسمة تقع في جنوب شرق ليبيا على الحدود مع تشاد والسودان ومصر وهي نقطة عبور استراتيجية للمهربين في الصحراء. وفي سياق آخر قال قائد ميليشيا ليبية قوية أنها لن تستجيب لطلب الحكومة حل الميليشيات، لأن الحوافز المعروضة ليست سخية بدرجة كافية، مطالبا بمنازل وسيارات وقروض بدون فوائد لرجاله حتى يمكنهم ”تحقيق احلامنا”. وحاربت الميلشيات لإنهاء حكم معمر القذافي الذي استمر 42 عاما، لكن بعد خمسة أشهر ما زالت وحداتها المدججة بالسلاح تجوب الشوارع ولا تستجيب إلا لأوامر قادتها وتستهين بسلطة الحكام الجدد للبلاد. ويدعو المجلس الوطني الانتقالي الميليشيات للاندماج في الشرطة والجيش الجديدين، لكن لم تستجب حتى الآن إلا نسبة صغيرة منها. وقال عبد الله ناكر قائد واحد من أكبر فصيلين للميليشيا ينتشران في طرابلس، إن مقاتليه لن ينضموا إلى المبادرة الحكومية إلا أن يعلموا بوضوح ما هي المزايا التي سيحصلون عليها. وأبلغ ناكر للتلفزيون الليبي الأحد أن الناس تحتاج إلى رواتب أعلى واستقرار اقتصادي وتأمين طبي ومنازل وسيارات وأن الرجال العزاب يريدون الزواج. وفي تطور آخر شهدت الحدود التونسية الليبية ليلة الاثنين إلى الثلاثاء مواجهات عنيفة بين عناصر الشرطة الليبية وجماعات مسلحة من قبيلة ”زوارة” غير بعيد عن معبر ”رأس جدير” جنوب شرق تونس. ونقلت وكالة ”يونايتد برس أنترناشونال” عن شهود عيان أن ”مواجهات عنيفة اندلعت في ساعة متأخرة عندما شنت مجموعات مسلحة من قبيلة زوارة هجوما على أفراد الشرطة العسكرية الليبية التي بسطت نفوذها قبل يومين على الجانب الليبي من معبر (رأس جدير) الحدودي مع تونس”. وكانت وحدة من الشرطة العسكرية الليبية تمركزت ليلة السبت إلى الأحد في معبر (رأس جدير) الحدودي وتمكنت من إحكام سيطرتها على الجانب الليبي من المعبر المذكور الذي كان تحت سيطرة الجماعات المسلحة من قبيلة زوارة”. ويشهد المعبر الحدودي التونسي - الليبي المشترك ”رأس جدير” الواقع على بعد نحو 600 كيلومتر جنوب شرق تونس العاصمة منذ أشهر مشاكل أمنية متعددة دفعت السلطات التونسية إلى إغلاقه أكثر من مرة. كما سجلت الحدود الجنوبيةالشرقية الليبية مع التشاد والسودان ومصر منذ أسبوعين معارك ضارية بين قبيلتين من منطقة ”الكفرة” راح ضحيتها أكثر من مائة مدني ليبي، حسب ما أعلنت عنه الأممالمتحدة.