الجامعة أصبحت أداة لتقسيم العالم العربي بواسطة أطراف فاعلة في المؤسسة اعتبر د. اسماعيل دبش، المختص في الشؤون الدولية أن حضور الجزائر القمة العربية الاربعاء المقبل في العراق يأتي في سياق رغبة الجزائر في الوقوف في وجه دعوات التدخل الأجنبي في أي دولة عربية الذي تسعى بعض دول الخليج إلى تمريره في قمة بغداد، داعيا دول الخليج إلى التراجع عن سياساتها في تنفيذ أجندات الغرب وإسرائيل في تقسيم العالم العربي. اعتبر الدكتور إسماعيل دبش، المختص في العلاقات الدولية في تصريح ل "الفجر" أن القمم العربية منذ بناء الجامعة عودتنا على أن قراراتها عادة ما تبقى حبرا على ورق، سواء في أعز فترات الانتصارات والقوة العربية أو قمة الاعتداءات الإسرائيلية، فما بالك اليوم والأمة تعيش وضعا مزريا، وبالتالي فالتعويل على القمة العربية المقبلة، حسب د. اسماعيل دبش لحل المشاكل العربية حقيقة مجرد سراب، بل أكثر من ذلك اعتبر د. دبش ان "الجامعة العربية أصبحت اليوم للأسف أداة لتأجيج الصراع وتقسيم العالم العربي بواسطة أطراف فاعلة في الجامعة تنفيذا لإرادات خارجية". وحول مشاركة الجزائر في القمة العربية المقرر عقدها الأربعاء المقبل في بغداد، اعتبر د. دبش أنها محاولة للتقليل من المزايدات عن الموقف العربي وعدم ترك الكرسي شاغرا، كما أنها تعبر عن رغبة من الجزائر لتسجيل موقف مادامت لا تستطيع تغيير مواقف بعض الأطراف العربية، ويتمثل ذلك في رفض الجزائر للتدخل الخارجي الذي تدعمه هذه الأطراف – في إشارة إلى دول الخليج – وبالتالي يمكن القول إن الجزائر تحاول بتسجيل حضورها التقليل من أخطار نتائج القمة العربية التي يريد الغرب تحقيقها بأياد خليجية "فالجزائر كان لها الدور الفعال في إبعاد أي تدخل في سوريا". أما عن انعقاد القمة العربية في العراق وتأثير الوضع الأمني والتفجيرات التي عرفها البلد مؤخرا على حضور وغياب الزعماء، اعتبر أن انعقاد القمة في بغداد قد يساهم في دعم الموقف الجزائري الرافض للتدخل الأجنبي الذي تتبناه بغداد أيضا ولهذا ترددت دول الخليج كثيرا في قبول انعقاد القمة العربية في العراق بحجة تدهور الوضع الأمني الذي قلل الأستاذ د. دبش من تهديده مشيرا إلى "أن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش زار العراق في أحلك ظروف الوضع الأمني كما أنه بالإمكان التحكم في ذلك لفترة معينة نظرا لتوفر الآليات". وفي حديث عن خيارات حل الأزمة السورية، رجح الدكتور دبش تبني خيار الحوار خاصة وأن كلا من النظام والمعارضة في الداخل وافقا على ذلك خاصة وأن ما يسمى بالربيع العربي أفرز بدائل لأنظمة جاهزة لتبني المشروع الصهيوني والتطبيع مع إسرائيل وهي بدائل تحول الوطن العربي الى منطقة استراتيجية لمواجهة الامتداد الصيني-الروسي. كما رفض د. دبش ما يسمى بوصول الاسلاميين الى السلطة كبديل عن الانظمة القائمة، مؤكدا أن هذه الانظمة لو كانت تعتمد النظام الاسلامي حقيقة لطالبت بزوال إسرائيل أولا وليس دعم العلاقات معها وتمرير أجنداتها ... كما دعا المختص في العلاقات الدولية د. اسماعيل دبش دول الخليج الى مراجعة مواقفها وسياساتها مما تقوم به من تنفيذ اجندات الغرب في المنطقة العربية وحذرها من أنها ستلقى مصيرا أسوأ من سابقاتها؛ حيث قال إن "دول الخليج تحفر قبرها بنفسها فدورها قادم وما يسمى بالثورات عندها ستكون أسهل من غيرها على اعتبار أن أغلب سكانها ليسوا عربا ف 95 بالمائة من دولة قطر مثلا أسيويين وماذا لو صدر قانون أممي يفرض منح الجنسية مثلا لكل من يقيم في بلد ل 10 سنوات وفقا لمفهوم المواطنة؟