أعلنت وزارة الخارجية السورية أمس الثلاثاء عن أن سفراء الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وسويسرا وتركيا وإيطاليا وإسبانيا وبلجيكا وبلغاريا وألمانيا وكندا في سوريا أشخاص “غير مرغوب فيهم عملا بمبدأ المعاملة بالمثل”. وأصدرت الوزارة قائمة بأسماء السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية الأجنبية المعتمدة في سوريا “غير المرغوب فيهم” في بلادها من بينهم السفير الأمريكي روبرت فورد. وذكر البيان أن “بعض الدول الأجنبية قامت مؤخرا بإبلاغ رؤساء بعثاتنا الدبلوماسية وأعضاء من سفاراتنا بأنهم أشخاص غير مرغوب فيهم وبالعمل بمبدأ المعاملة بالمثل قررت سوريا اعتبار السفير الأمريكي روبرت فورد الموجود حاليا ببلاده للتشاور شخصا غير مرغوب فيه”. كما اعتبر البيان أ السفير البريطاني سايمون كوليس الموجود ببلاده للتشاور ومستشاره ستيفن هيكي شخصان “غير مرغوب بهما”. وضمت القائمة أسماء 17 شخصا هم سفراء وملحقون عسكريون وقائمون بالاعمال ومن بينهم الاسماء الآنفة الذكر. وأكدت الخارجية في بيانها أنها “مازالت تؤمن بأهمية الحوار القائم على مبادئ المساواة والاحترام المتبادل بين الدول” مشيرة إلى أن “الدبلوماسية هي أداة ضرورية للتواصل بين الدول لحل النزاعات والمشاكل المعلقة”. وأعربت سوريا عن أملها في أن”تؤمن تلك الدول التي بادرت لهذه الخطوة إلى تبني ذات المبادئ مما يسمح بعودة العلاقات إلى طبيعتها بين الطرفين مجددا”. وكانت هذه الدول قد قامت بطرد السفراء السوريين من بلادها احتجاجا على مجزرة “الحولة” التابعة ل “ريف حمص” وسط سوريا التي وقعت اواخر شهر ماي الماضي وراح ضحيتها أكثر من 100 شخص أغلبهم من الأطفال والنساء. وكانت سوريا قد قررت طرد القائم بالاعمال الهولندي بدمشق مؤخرا على خلفية طرد السفير السوري من هناك على مبدأ المعاملة بالمثل. وفي سياق اخر أعلن مقاتلون سوريون الثلاثاء عدم التزامهم بوقف إطلاق النار الذي توسط المبعوث الدولي العربي كوفي عنان لتفعيله في سورية قبل ثمانية أسابيع تقريبا، وذلك في وقت تصاعدت فيه أعمال العنف ما يؤذن بسقوط سورية في براثن حرب أهلية. وقال أبو علاء القيادي في الجيش السوري الحر لوكالة الأنباء الألمانية: “لم نعد قادرين على الالتزام بخطة السلام، بينما لا يحترمها الطرف الآخر .. إنها حرب حقيقية الآن بين قوات النظام وبيننا”. وتحدث ناشطون عن أن اشتباكات تدور في درعا جنوبي البلاد وفي إدلب على الحدود مع تركيا في الشمال، وأن قوات النظام تستخدم المروحيات لدك مواقع المسلحين. وفي غضون ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن القوات النظامية اقتحمت بلدة “كفر زيتا” في محافظة حماة وسط سورية بعد ثلاثة أيام من القصف والاشتباكات. وذكر المرصد أن “القوات النظامية التي تضم دبابات وناقلات جند مدرعة بدأت حملة مداهمات وسط إطلاق رصاص كثيف ووردت معلومات عن انسحاب مقاتلي الكتائب الثائرة المعارضة من البلدة”. وأضاف أنه “بعد الاقتحام دخل الشبيحة لسرقة كل ما يحمل من المنازل والمحال التجارية التي نزح أصحابها خلال الاشتباكات والقصف”.