الفنانون الجزائريون يقدمون طابعا غنائيا متميزا، فلو توفرت الإمكانيات لكانوا في مصاف الفنانين المشهورين يتطرق الفنان الكويتي عبد الله الرويشد، في هذا الحوار الذي جمعه ب”الفجر”، سهرة أول أمس بركح الكازيف بسيدي فرج بالعاصمة، في إطار سهرات وليالي الديوان الوطني للثقافة والإعلام، عن مشواره الفني وأهم المحطات التي ميزت مسيرة هذا الفنان الذي بدأ الغناء وهو في سن الثالثة عشر، حيث عزف حينها على آلة العود، من ألبوماته ”ليل السوالف”، ”ليلة عمر”، ”مسحور”، ”الشوق والدمعة”، ”رمادي ”وغيرها، حاز على الكثير من الجوائز التكريمية ومنها جائزة أفضل مطرب عربي لعام 1999 عن أغنية ”أخر حبيب”.. هل أنت مطلع على تجربة الفن في الجزائر، كيف تراها وأين وصلت برأيك؟ *مما لا شك فيه بأن تجربة الفن الجزائري غنية عن التعريف مثل باقي بلدان العالم، فهي لا تخلو من الفن مهما كان نوعه، فكانت مشاركة نوال الكويتية مع مطرب جزائري خير دليل ذلك بالنسبة لنا في الخليج، وبالتالي فالفن الجزائري هو امتداد لتلك الأسماء اللامعة في سمائه وفي مقدمتها الراحلة وردة الجزائرية،التي فاقت شهرتها حدود الوطن العربي بالإضافة إلى ملك الراي الشاب خالد، إلى جانب بروز كم كبير من الشباب استطاعوا أن يظهروا فنهم وبأشكال متعددة، حيث أجزم القول هنا بأن الفن الجزائري متميز على مستوى الشكل والطابع. وهل تستهويك فكرة تقديم عمل فني مشترك مع فنانين جزائريين كما قدمتها مع فنانين عرب آخرين في تجاربك الفنية السابقة؟ *سيكون لي الشرف الكبير أن أقوم بهذا الإنجاز مع فنان أو فنانة من الجزائر، أتمنى أن يكون لي مشاركة في الدويتو مع جزائريين، ومن الأصوات التي تعجبني كثيرة لكن أفضل صوت ملك الراي الجزائري الشاب خالد وهو من الأشخاص الذين ثبتوا سكة وخطا للغناء الجزائري، وعموما الفنانون الجزائريون لديهم طابعا غنائيا منفردا ومتميزا، إن كان على مستوى اللحن أو الكلمات أو الأداء أيضا، ولعل التنوع الكبير الذي تمتاز به الوصلات الفنية الجزائرية هو الذي ساعد على أن يكون فنانوكم من طينة الكبار، ولو كانت لديهم الإمكانيات الكبيرة التي تدعمهم لكانوا في مصاف الفنانين المشهورين، ولكن ورغم ذلك فالفنان الجزائري معروف وأينما حط رحاله صنع النجومية والتميز وخير دليل على ذلك الراحلة وردة الجزائرية التي ترك غيابها عن الساحة الفنية العربية فراغا كبيرا. أغنيتك الأخيرة ”بلد الضباب”، لاقت انتقادات شديدة من قبل محبيك ومعجبيك حيث اعتبر هؤلاء أن الأغنية صورت بجرأة زائدة عن اللزوم، ما ردك على هؤلاء المنتقدين وهل ستكرر في المستقبل التعامل مع المخرجتين إليسا أيوب ولوليتا صهيون؟ *هذه وجهة نظرهم وبالتالي فكل واحد له رؤية خاصة يحلل ويناقش بها الأغنية وطريقة تصوير الكليب وقصة الأغنية، فوجود آراء منتقدة لا يعني انعدام آراء موافقة، أما أنا فأرى بأنها أغنية جميلة جدا على المستوى التقني والجمالي إلى جانب الكلمات، لها طابع معين، والدليل على ذلك أنها لاقت رواجا كبيرا وصدى منقطع النظير في كافة أرجاء الوطن العربي. على صعيد آخر، أتشرف للمرة الثانية والثالثة وغيرها، بالتعاون مع المخرجتين أليسا أيوب ولوليتا صهيون حيث قد قدمنا أغنية ”بلد الضباب” بصورة مختلفة عن الكاميرا، وطبيعة المكان الذي قدَمنا فيه أغنية ”بلد الضباب” بصورة مختلفة عن الكاميرا وعن طبيعة المكان الذي صورنا فيه، فهذه أول تجربة وسألتقي بهما في أعمال أخرى متجددة. مع موجة ربيع الثورات العربية، ألم تفكر في تقديم أغنية عن هذه الثورات؟ *لا أحب تناول المواضيع السياسية، وأرجو أن يحترم جمهوري وقراء جريدتكم المحترمة رأيي هذا، ولكن على صعيد القضايا الإنسانية، فأنا دائما أطمح لتقديم أغاني من هذا النوع وقد سبق لي أن غنيت للقضية العراقية والقضية الفلسطينية، وفي هذا الصدد أيضا يمكنني أن أقول بأنني أحضر لعمل خاص ومتكامل حول فلسطين بمشاركة كوكبة من الفنانين العرب، والعمل من كلمات الشاعر الكبير محمود درويش وألحان عبد العزيز من قطر، وأشير فقط إلى أنه مثل الأوبرا المنجزة سابقا والموسومة ب ”الحلم العربي”، لكن هذه المرة تتحدث عن الاحتلال والغزو الذي يحدث لفلسطين وما يتعرض له شعبها الأبي الصامد في وجه الصهاينة. بالإضافة إلى الغناء، أنت ملحن أيضا وسبق لك تقديم أعمالك لفنانين آخرين صنعت لهم نجاحا وشهرة كبيرة، ألم تندم على تقديمك لأغاني معينة كنت تتمنى لو احتفظت بها لنفسك؟ *لقد قمت بتقديم بعض الأغاني الرائعة لمجموعة من الفنانين والفنانات من الخليج العربي على غرار الفنانة نوال الكويتية، والمطربة أحلام، وكذا الفنانة شذى حسون بالإضافة إلى فنانين آخرين خليجيين، وفي هذا الباب لا يساورني الندم أبدا على ما قمت به، بل على العكس تشرفت كثيرا بذلك، بل ومن دواعي سروري أن يتم تعاون بيني وبين هؤلاء سواء من الخليج والمشرق أو من بلدان المغرب العربي. وأعتبر هذه التجربة بالناجحة والمفيدة لأنها سمحت لنا بتقوية جسور التواصل والتعاون في هذا المجال كما خلقت تلاحما عربيا بيننا. هل هناك أغنية تمنيت لو غنيتها أنت؟ *بكل صراحة الأغنية الشهيرة ”دي دي” للشاب الخالد، نظرا لتميزها وتميز من قام بأدائها. ألم تفكر في خوض تجربة التمثيل كما أصبح يفعل غالبية الفنانين اليوم؟ *بكل صراحة وبغض النظر عما يعمد إليه الفنانون الآخرون فأنا لا أملك الرغبة إطلاقا في التمثيل وليس فيه أصلا أية استعدادات، لأنه بكل بساطة هذا المجال الفني يرتكز على خط معين، تفكير معين وإستراتيجية معينة لذا لا أريد إقحام نفسي في ميدان لا أميل أليه ولا أحبذ اكتشاف ما بداخله، فأدع تفكيري وتخميني للفن والطرب. ما الجديد الذي يحضر له الرويشد، ومتى سيكون حاضرا؟ *أفكر حاليا في الاشتغال على عمل من تلحيني قد تكون الانطلاقة فيه بنسبة كبيرة مباشرة بعد نهاية شهر رمضان المبارك، وهو جديد فني عاطفي يضم أغاني مختلفة ومتنوعة تتحدث عن الحب والعاطفة باللهجة الخليجية، حيث سينتج من طرف شركة روتانا. هل تفكر في تقديم أغنية باللهجة الجزائرية في المستقبل؟ *كما سبق وقلت لك، أفكر في أداء دويتو مع فنان أو فنانة جزائرية بغض النظر عن اللون الموسيقي الذين ينشطون فيه، فما يهمني هو التعامل مع فنان جزائري بغرض تطوير التعاون الفني والغنائي بيننا، وإذا تم هذا العمل سيكون بأداء جزائري وخليجي يمس الكلمات واللحن والموسيقى، من جهة أخرى لا يبقى التعامل فقط على إنتاج دويتوهات مشتركة وإنما سأعمل لاحقا على تأدية أغاني باللهجة الجزائرية وربما بطبوع جزائرية محضة وخليجية كذلك.