ستصدر حديثا للكاتب بشير مفتي مؤلف جديد اختار له عنوان “أشباح المدينة المقتولة”، العمل الصادر عن منشورات الاختلاف ومنشورات ضفاف ببيروت، عبارة عن رواية اجتماعية تراجيدية من 280 صفحة، تحكي قصة شخصيات اجتماعية متعددة تسكن في حي شعبي واحد اسمه “مارشي اثناش”، وكل شخصية تتناول سرد الرواية على لسان الكاتب سعيد الذي يحكي قصته وقصص بعض سكان الحي كالمجاهدة التي تعيش وسط عزلة طويلة، وقصة حبه مع زهرة الفاطمي، إلى جانب والده الشاعر السجين المعتقل سنة1988. من خلال تطور أحداث الرواية يكشف الكاتب مفتي عن جملة من النقاط على غرار أنه كتب الرواية عن ذاكرة مدينة تشوهت مع الوقت ولم تعد تقدر على دفع أبناءها إلى الحياة، وعملت على دفنهم وهم أحياء عندما كانت تقتل فيهم كل رغبات الحياة، حيث يشير إلى تقاطع روايته مع سيرة أجيال متعددة بعضها تعود إلى حكايتها إلى ما قبل الثورة كوالد الكاتب الشاعر المنبوذ من طرف الحكومة الذي يعتقل مرتين، خلال انقلاب بومدين على بن بلة أكتوبر 1988، وكذا شخصية المجاهدة زهية التي تتعرض للاغتصاب كل ليلة من طرف “القايد” إلى غاية انفجار الثورة حيث التحقت بها، وفي السياق نوه مفتي إلى الخراب الذي طال البلاد سنوات التسعينيات رغم حلم أكتوبر حلت الحرب الأهلية لتكسر كل أمل من خلال التفجيرات التي تهز بالجزائر العاصمة بشكل يومي.