يبحث المبعوث الدولي المشترك إلى سورية الأخضر الإبراهيمي، في وقت لاحق من هذا الأسبوع في دمشق سبل حل الأزمة السورية، ويلتقي بالمسؤولين السوريين وعلى رأسهم الرئيس بشّار الأسد، وفقا لما أعلنه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وجدد بان دعوته لمجلس الأمن الدولي، لاتخاذ إجراء بشأن سورية، وللقوى الدولية أن تستخدم نفوذها للضغط على طرفي الصراع لوقف العنف. وأضاف في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة السويسرية بيرن ”الممثل الخاص المشترك الأخضر الإبراهيمي سيذهب قريبا لعقد اجتماعات مع السلطات السورية، بما في ذلك الرئيس الأسد”. من جهته، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من التدخل في النزاع السوري لدعم طرف على حساب آخر، مؤكدا أن متابعة الأحداث المأساوية التي تعيشها سورية بعدم المبالاة أمر غير مقبول. وقال لافروف في الاجتماع الوزاري لمنظمة التفاعل وبناء تدابير الثقة في دول آسيا والذي بدأ أعماله،أمس، بالعاصمة الكازاخستانية استانا أن ”الأزمة السورية باتت من القضايا الدولية الأشد إلحاحا، فمن غير المقبول متابعة هذه بلا مبالاة أوالتدخل في النزاع لدعم طرف على حساب آخر على حد سواء”. وأشار لافروف إلى أن ”كل اللاعبين الخارجيين وضمنا الدول الأعضاء في منظمة التفاعل وبناء تدابير الثقة، يجب أن يطالبوا كافة أطراف النزاع في سورية بوقف نزيف الدماء فورا، وضمان الظروف لكي يجتمع السوريون - وليس المرتزقة طبعا- على طاولة الحوار بعيدا عن أي تدخل خارجي من أجل البحث عن سبل تحقيق المصالحة الوطنية بناءً على الاساس المتفق عليه بالإجماع ألا وهو قرارات مجلس الأمن الدولي وخطة كوفي عنان للسلام والمذكرة الصادرة عن الاجتماع الوزاري في جنيف”. وشدد الوزير على أن موسكو ”تدعم بقوة جهود الأخضر الإبراهيمي المبعوث الخاص لجامعة الدول العربية والأمم المتحدة الى سورية والمبنية على الوثائق المذكورة”. وأشار لافروف إلى أن الأزمة السورية جزء من التطورات الدراماتيكية التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط، مضيفا أن هذه التطورات ”تقوض الاستقرار في دول كثيرة، والأمر الأكثر خطورة أنه يجري استغلال هذه التطورات للتحريض على مواجهات طائفية وإثنية”. وأشار الصحفي الروسي نيكولاي سوركوف في تعليقه على تصريحات لافروف إلى أن موسكو تتعرض للضغط السياسي الشديد لتعديل موقفها ولكي لا تعرقل تبني قرارات صارمة حول سورية في مجلس الأمن الدولي، مؤكدا أن تصريحات وزير الخارجية الروسي تؤكد ثبات موقف موسكو بهذا الشأن. وكان الإبراهيمي قد أكد أنه سيقوم خلال أيام بأول زيارة له للعاصمة السورية دمشق منذ توليه منصبه، وأنه يتطلع لمقابلة الأسد، ”لكنه ليس واثقا من مقابلته”، بحسب ما نقلت عنه وكالة رويترز. وقال بان، الذي كان يتحدث بجوار رئيسة سويسرا إيفلين فيدمر شلومف، ”يجب أن يكون لدى جميع الدول الأعضاء إحساس بالمسؤولية المشتركة في التعامل مع مثل هذا الوضع في سورية، حيث تتعرض حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية للإساءة والانتهاك”.