تقول زوجة: زوجي لا يصلي! وتكون صلاته مجرد حركات لا خشوع فيها، ولا يصلي الصلاة في وقتها، وقد حاولت معه كثيرًا، لكن لا فائدة! فماذا أفعل!؟ لقد مللت كثيرًا. - كثيرة هي القواعد التي تبني البيت المسلم، ما بين تفاهم ومودة ورحمة ورؤية مشتركة وتلبية للحاجات، وإن من أهم القواعد التي تبني البيت المسلم بل تعتبر الأساس الراسخ لأي بيت يريد أن تكون السعادة شعارًا له ومنهجًا، هي تقوى الله عز وجل والبناء الإيماني. لقد حث الله تبارك وتعالى على أهمية البناء الإيماني وشرط أن يكون الأساس الراسخ لأي بنيان يريد أن يشيده الإنسان فقال تعالى: {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [التوبة 109]. فالتقوى هي أساس كل بنيان، وكذلك البيت المسلم الذي يتأسس من بدايته على الصلاح والاهتمام بالجانب الإيماني في علاقة الزوجين مع الله تبارك وتعالى، ولذا نجد أيها الأزواج أن البيت المسلم الذي أسس على تقوى الله عز وجل تكون صفاته كالتالي: - الحرص على أداء فرائض الله تبارك وتعالى في وقتها. - نشأة الأبناء على طاعة الله عز وجل، لأن الأبوين مهتمان بعلاقتهما مع الله عز وجل، وبالتالي ينشأ الأبناء من خلال المحاكاة والقدوة على عبادة الله عز وجل. - قلة الخلافات بين الزوجين، لأن أصل علاقة الزوجين مبني على أساس قوي لا يتزعزع مهما كانت الأسباب، وإن حدث خلاف فسرعان ما يبادر الزوجان إلى حله. - السكينة والطمأنينة النفسية في البيت. أما البيت الغير مهتم بطاعة الله عز وجل، فنجد أن صفاته هي: - التفريط في الفرائض وتفويتها وتأخيرها. - يكبر الأبناء وهم لا يدرون أمر دينهم، فبالكاد يعرفون الصلاة والقرآن، وللأسف لا يحافظون عليها. - أصل العلاقة بين الزوجين لا يكون على طاعة الله عز وجل، وإنما يكون على المادية والمصلحة. إن من أهم الأشياء التي جعلها الله عز وجل من وظائف الإنسان في هذه الأرض هو عبادة الله عز وجل، قال تعالى: {وَمَاَ خَلَقَتُ اَلْجِنَّ وَاَلْإِنْسَ إِلَاَ لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات 56]. فلقد خُلقنا لأمر عظيم، وخطب جلل، خلقنا لعبادته سبحانه وتعالى وتوحيده، خلقنا لحمل أمانة التكليف، التي عرضت على السماوات والأرض والجبال؛ فأبين أن يحملنها، وحملها الإنسان فكان ظلومًا جهولًا إذ ضيعها، وما رعاها حق رعايتها. تلك الأمانة التي جعلت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لصحبه الكرام: “إني أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون، أطَّت السماء، وحق لها أن تئطَّ، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته لله تعالى ساجدًا”. إن الزوج والزوجة من أهم واجبتهما قبل أن يكونا زوجان، أن يؤديا حق الله عليهما من العبادة، فالزوج لا يفرط أبدًا في الصلاة، بل ويذهب ليصلي في بيت الله عز وجل، ويصوم رمضان ولا يمنع الزكاة، وكذلك الزوجة لا تفرط في فريضة من فرائض الله عز وجل. ولذلك لا عذر للزوج عند الله عز وجل إن فرط في حق الله عليه، فالزوج بذلك يحصد عدة أمور سلبية: - معصية الله عز وجل، فالتفريط في الصلاة ذنب من أعظم الذنوب. - سوء القدوة للأولاد، فالأبناء حينما يشاهدون الأب لا يصلي يؤثر عليهم سلبيًا بعد ذلك، ويصبح عندهم أمر التفريط وعدم المحافظة على الصلاة من الممكن فعله. وهنا يجب أن نطرح السؤال الذي تسأله الزوجات الآن، ماذا تفعل الواحدة إذا رأت زوجها لا يصلي؟ .. يتبع