قال اللواء زراد الشريف، رئيس دائرة الاستعمال والتحضير لأركان الجيش الوطني الشعبي، إن الجزائر لديها مسؤولية إقليمية وجهوية في دعم دول الميدان في مواجهة الخطر الإرهابي الذي يهدّد منطقة الساحل برمتها، كما اعترف بأن تعاون القبائل سهل على الجماعات الإجرامية الاستمرار في النشاط والإفلات من الأمن. وأرجع اللواء زراد الشريف، وهو يفتتح أشغال الملتقى الخاص بتداعيات منطقة الساحل والخطر الإرهابي المنعقد، أمس، بفندق الجيش، أن تلك الخصوصية مردها للمكانة الريادية التي تحتلها الجزائر في منطقة الساحل، تمنحها والإمكانيات التي بحوزتها لدعم دول المنطقة لمواجهة التحديات التي تواجهها. وأكد أن التحولات الجيواستراتيجية التي يشهدها العالم بصفة عامة ومنطقة الساحل بصفة خاصة، أصبحت تشكل تهديدا فعليا للأمن والاستقرار وعائقا أمام جهود التنمية وساحة للتدخلات الأجنبية في هذه المنطقة. واعترف ممثل المؤسسة العسكرية بالخطر الكبير الذي بات يهدد شريط الساحل الصحراوي، وأهمية توحيد الجهود الإقليمية لتصدي للجماعات الإرهابية والإجرامية، وعدّد في هذا السياق الأسباب الرئيسية التي تحتم على دول الميدان التجند صف واحد. وحسب اللواء، فإن شساعة المنطقة أحد الأسباب الرئيسية التي تفرض تنسيق الجهود وتوخي الفطنة اللازمة لتغطية نقص التغطية التي توجد حيث لاتتوفر عدد الجنود التغطية اللازمة للمساحة الإجمالية للساحل، بالإضافة إلى اعتبار ثاني يتمثل في خصوصية سكان الساحل الطابع وأخيرا قلة السكان. ومن ضمن الأسباب التي اعتبرها الخبير العسكري، بأنها تساعد على استمرار الجماعات الإرهابية في النشاط بمنطقة الساحل، التعاون الذي تعتمده القبائل في التعامل مع الجماعات الإرهابية، حيث سهلت على هذه الأخيرة البقاء والتأقلم في المنطقة، سيما وأن صعوبة المسالك الصحراوية لا تجعل البقاء والتحرك فيها سهلا دون مساعدة الاهالي والسكان الأصليين. من جانب آخر، أبرز اللواء زراد أهمية هذا الملتقى في فهم الأزمة المتعددة الأبعاد التي تعيشها المنطقة، خاصة وأن مجلس الأمن رفع خيار التدخل العسكري الذي تدعمه فرنسا بشكل كبير، ولا ترى حل آخر سواه لتسوية الأزمة هناك، خاصة وأن هذا الموضوع كان محور الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الفرنسي مانويل فالس مؤخرا للجزائر. من جانبه، اعتبر العقيد بركاني بشير، مدير المعهد العسكري للوثائق والتقويم والاستقبالية التابع لوزارة الدفاع الوطني، أن منطقة الساحل بمساحتها الواسعة التي يصعب السيطرة عليها أصبحت ”موطنا لانعدام الأمن” مشيرا إلى أن هذا اللقاء ”الذي يشارك فيه خيرة المختصين من شأنه تقديم تشريح علمي مفصل ودقيق للأوضاع السائدة في المنطقة”. كما شدّد على ضرورة عمل دول المنطقة في إطار منسجم ومتكامل لمواجهة المرحلة الراهنة، معتبرا أن ذلك لن يتأت إلا بتضافر جهود دول المنطقة.