دعت روسيا، ائتلاف المعارضة السورية الجديد المعلن عنه في قطر، إلى العمل على إنهاء الأزمة السورية عن طريق التفاوض مع النظام ورفض التدخل الخارجي، بينما بادرت عدة أطراف عربية، إقليمية ودولية لإعلان ترحيبها وتأييدها بالائتلاف أما حلف الناتو فأعلن استعداده الدفاع عن تركيا، كما تحدثت تسريبات إعلامية عن اقتراب التدخل العسكري البريطاني في سوريا. وقال أندرس فو راسموسن، أمين عام حلف شمال الأطلسي في اجتماع في براغ، أمس الإثنين، إن الحلف سيدافع عن تركيا عضو الحلف التي ردت النيران بعد أن سقطت قذائف مورتر، أطلقت من سوريا داخل حدودها. وزاد قلق تركيا بشأن أمن حدودها مع سوريا في جنوب شرق البلاد حيث تحارب أنقرة كذلك تمردا كرديا. وأضاف راسموسن ”الحلف كمنظمة سيفعل ما يلزم لحماية حليفتنا تركيا والدفاع عنها. لدينا كل الخطط جاهزة للتأكد من إمكانية الدفاع عن تركيا ونأمل أن يكون ذلك رادعا أيضا حتى لا تتعرض تركيا لهجمات”. وأشاد راسموسن بالاتفاق الذي وقعته جماعات معارضة سورية، يوم أول أمس الأحد، بنبذ خلافاتها وتشكيل إئتلاف جديد، وقال ”المعارضة المنقسمة تشكل مشكلة بالطبع لذلك نحتاج لمعارضة أكثر توحدا”، وتابع ”ما حدث في الدوحة خلال مطلع الأسبوع كان على الأقل خطوة واحدة كبيرة إلى الأمام، وننتظر لنرى ما إذا كانت هذه المعارضة الأكثر توحدا قوية بما فيه الكفاية”. وتقول تركيا أنها تجري محادثات مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي بشأن نشر محتمل لصواريخ باتريوت سطح جو لحمايتها من امتداد الصراع في سوريا إلى أراضيها، ولم يدل راسموسن بتصريحات محددة بشأن النشر المحتمل لصواريخ باتريوت. من جهة أخرى، ذكرت بعض التقارير المنشورة في الصحافة البريطانية أن بريطانيا يمكن أن تتدخل عسكريا في سوريا خلال الأشهر القليلة القادمة، وكشفت أن القوات الخاصة البريطانية تساعد في تدريب فرق اغتيال تابعة للمعارضين السوريين على استهداف الرئيس السوري بشار الأسد وقادته، بعد فرض حظر على الطيران في جميع أنحاء سوريا، ذكرت صحيفة ”تيلغراف” البريطانية، الأحد، أن قائد أركان الجيش البريطاني، الجنرال ديفيد ريتشاردز، اعتبر أن تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في سوريا قد يجبر القوى الكبرى على دراسة خيارات إجراء تدخل عسكري ”محدود للغاية” في سوريا الشتاء المقبل. ويعد تصريح ريتشاردز أخطر تحذير واضح بعد الإعلان عن تغير في السياسة البريطانية في الأسبوع الماضي باتجاه إمكانية تسليح المعرضة السورية، ثم مؤخرا التلميح بإمكانية التدخل العسكري. وبحسب تقرير ال ”تيلغراف”، فإن التحول الأخير في السياسة البريطانية، الذي يقوده رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، قد فاجأ حلفاء بريطانيا، لا سيما الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي طالما أعربت عن شكوك بخصوص التدخل في سوريا. وأعلنت الولاياتالمتحدة أنها ستقدم دعمها للمعارضة السورية بعد الاتفاق الذي توصلت إليه في الدوحة فصائل المعارضة السورية. وقال مساعد المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر، إن الائتلاف يفتح الطريق أمام نهاية النظام السوري. ولاقى إعلان الفصائل السورية المعارضة تشكيل ائتلاف جديد بغرض توحيد الصف ترحيبا غربيا واسعا، ويأتي هذا في الوقت الذي شهدت العاصمة المصرية القاهرة اجتماعا لوزراء الخارجية العرب لبحث تطورات الأزمة في سوريا. وسارعت بريطانيا وفرنسا بالترحيب بإعلان الفصائل السورية تشكيل ائتلاف جديد، وبموجب الاتفاق، تتوحد المعارضة تحت لواء ”الائتلاف” الذي تنبثق عنه حكومة مؤقتة وتنضوي تحته المجالس العسكرية المعارضة على الأراضي السورية والذي سيشرف أيضا على صندوق إنقاذ لنقل المساعدات إلى الداخل. ميدانيا، تعرضت بلدة رأس العين الواقعة على الحدود مع تركيا إلى قصف شنته طائرات تابعة للجيش السوري ما أسفر عن مقتل 4 سوريين على الأقل وإصابة آخرين، ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن شهود قولهم إنهم شاهدوا أعمدة كثيفة من الدخان الأسود في الوقت الذي هرع فيه كثير من السوريين بعيدا عن المنطقة لعبور الحدود إلى تركيا. وذكرت وكالة أنباء الاناضول التركية، أن القصف كان يستهدف مصنعا لإنتاج الأغذية يسيطر عليه مسلحو المعارضة وسبقه تحليق مروحية للاستطلاع، ونقلت الوكالة عن رئيس بلدية جيلانبينار إسماعيل أرسلان قوله ”هناك جرحى في الجانب السوري بل أيضا في جيلانبينار بسبب تناثر الزجاج جراء وقع الانفجار”. وتعد رأس العين أحد المعبرين الحدوديين إلى تركيا يسيطر عليهما الجيش السوري في حين يسيطر مسلحو المعارضة على أربعة معابر أخرى.