يشتكي مربو الإبل عبر بلديات الشريط الحدودي بوادي سوف، من تهديد بعض العصابات الإجرامية التي تسللت مؤخرا لهذه الصحاري، واتخذت من قرى الشكشاك والشارع في أقصى الصحراء بالجهة الشرقية من الوادي قرب الصحاري المتاخمة لولايتي تبسة وخنشلة، وشرعت في تنفيذ مخططاتها اللصوصية، حيث تعمد لسرقة ثروة الإبل من هذه القرى الصحراوية محاولة البزنسة بها في دول الجوار، خاصة في تونس وليبيا في نشاط متصل مع بعض الشبكات الدولية المتخصصة في هذا المجال. أوضح بعض سكان هذه الجهة أن هذه العصابات كوّنت إسطبلات كبيرة ومحاشر تحبس فيها قطعان الإبل في قرى صحراوية بعيدة، وتجبر أصحابها على دفع مبالغ خيالية مقابل تسلمهم لإبلهم، حيث يفرضون رسوما من نسج خيالهم تتراوح مابين 3000 و5000 دج على الرأس الواحد، ما أرهق كاهل هؤلاء المربين وجعلهم يفكرون في التخلي عن تربية المواشي من خلال تعاظم هذه المخاطر وتقاعس الجهات الرسمية عن حمايتهم وتوفير مناخ ملائم وتذليل كل الصعوبات، وهو ما يجعل المربين في بعض الأحيان أمام الإكراه يتخلون عن إبلهم خوفا من انتقام هذه العصابات التي تهددهم من حين لآخر بمزيد من أعمال السرقة، في حال إصرارهم على عدم الرضوخ لمطالبهم التي كونوا منها أموالا طائلة بفعل هذه الأعمال الإبتزازية. ويتركز حجز الإبل بشكل أكبر في قرى جارش والميتة وبابار وراح ضحية هذا العمل التعسفي فقدان عشرات الرؤوس من الإبل في الأسابيع الماضية، ووصل العدد المحتجزة إلى 500 رأس، ناهيك عن تدهور صحة المواشي المحتجزة الذي نتج عنه تقهقرا في مردود الحليب واللحوم. وحسب بعض المربين فإن هذه العصابات تطردهم من الرعي في المناطق الفاصلة بين ولايتي الوادي وخنشلة وكذا تبسة، بحجة أن هذه المناطق ملك للعروش، مشترطين عليهم دفع مبالغ باهظة نظير السماح لهم بالرعي فيها، الشيء الذي ولد في أنفس هؤلاء المربين الغرابة في وطنهم مستحسنين تعامل السلطات التونسية لهم في حال توغل إبلهم في أراضيها. واستغرب المربون عدم إيفاء السلطات الولائية لوعودهم التي قطعوها معهم في اللقاءات التي جمعتهم مع هؤلاء المربين العام الماضي. وأمام هذا الوضع المأساوي يناشد هؤلاء المربون الغرفة الفلاحية ومديرية المصالح الفلاحية ووالي ولاية الوادي، التدخل وإنصافهم وتخليصهم من هذا الكابوس الذي يهدد بإندثار ثروة الإبل بوادي سوف.