يطرح فلاحو ولاية الطارف مع كل موسم غرس وبذر، مشكلا قديما جديدا يؤثر بشكل أو بآخر على محصولهم الزراعي، وهو غياب المكننة الفلاحية في الولاية، ما يؤثر بشكل كبيرا على المردود الفلاحي، خاصة في شعبة الطماطم الصناعية، في ظل تقاعس وتهرب اليد العاملة من الأشغال الخاصة بالفلاحة. لهذا يتم كل موسم صيف موعد جني الطماطم إتلاف عشرات القناطير من مادة الطماطم الصناعية التي تتعفن في البساتين، ما يجعل الفلاحين يفكرون ألف مرة قبل أن يقرروا التوجه أو عدم التوجه إلى هذه الشعبة، بوصفها صارت مغامرة بالنسبة لهم، وهذا ما يعيد طرح ملف المكننة بصف عامة. وعليه سجلت جمعية المكننة الفلاحية بولاية الطارف نقصا كبيرا في العتاد الذي يحتاج إليه الفلاح، خاصة في عمليات الحرث العميق، الذي يمكن من خلال هذه العلمية أن تخرج الأتربة الغنية بالعديد من المواد التي تساهم في ترقية المنتوج، في حين يتم استبدال التربة الظاهرة لترجع للعمق لتخصيبها من جديد، بالإضافة إلى آلات الجني والحصاد. وفي هذا الباب يقول رئيس جمعية المكننة، هامل عمار، أن المكننة بولاية الطارف غائبة بشكل كبير، خاصة في مجال الحرث والزرع والحصاد لجني الطماطم الصناعية، ويجب أن تكون هناك آلات في الحظيرة الفلاحية بالطارف، الفلاح صار لا يقدر على العمل في ظل هذه الظروف والمعطيات المتوفرة. ومن جهة أخرى، أقرت الغرفة الفلاحية بهذا المشكل المطروح بحدة، وكان الرد على لسان ساسي لعباضلية، رئيس الغرفة، والذي قال إن هناك نقصا كبيرا في مجال الجرارات الكبيرة للحرث العميق. أما بالنسبة للمكننة في مختلف الشعب، فنحن في الغرفة، يقول ساسي، نعمل على التحسيس بأهمية هذه العملية بشكل كبيرا. وبين هذا وذاك تبقى مطالب الفلاحين بضرورة توفير المكننة لهم مرفوعة بقوة للجهات العليا في البلاد من أجل تحسين المردود والمساهمة بشكل كبير في اقتصاد البلاد، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في المجال الفلاحي، ولما لا تصدير المنتوج إلى الخارج، يقول أحد الفلاحين.