هدد سيف الله بن حسين زعيم تنظيم أنصار الشريعة المتشدد، أول أمس، بشن حرب شاملة تطيح برئيس الوزراء التونسي علي العريض، بعد يوم واحد من تحميل العريض لابن حسين مسؤولية انتشار السلاح في تونس. يعد هذا أول تهديد مباشر للحكومة التي يقودها إسلاميو النهضة، مما يزيد الأمور تعقيدا على الحكومة المشكلة حديثا ويهدد استقرار الوضع في البلاد التي لم يستتب الأمن فيها لحد اليوم، وقال بن حسين المعروف باسم ”أبو عياض” في رسالة نشرها على الصفحة الرسمية لأنصار الشريعة موجها كلامه إلى حركة النهضة ”أمسكوا مريضكم عنا وإلا سنوجه حربنا ضده حتى إسقاطه وإلقائه في مزبلة التاريخ”، مشيرا إلى ضرورة أن يتدارك العريض الأمر قبل فوات الأوان. وتسعى الشرطة التونسية جاهدة للقبض على بن حسين لاتهامه بالتحريض على مهاجمة السفارة الأمريكية سبتمبر الماضي احتجاجا على الفيلم المسيء للإسلام، حيث خلف هذا الهجوم أربعة قتلى، حيث تمكن بن حسين من الفرار في الشهر ذاته من قوات الشرطة التي حاصرت آنذاك مسجدا وسط العاصمة كان يلقى فيه خطبة، كما اشتبكت قوات الأمن التونسية في الأشهر القليلة الماضية عدة مرات مع متشددين إسلاميين قرب الحدود مع الجزائر وليبيا كانوا يحاولون إدخال السلاح إلى تونس، بالإضافة إلى عثور الشرطة على مخابئ كبيرة للسلاح في الشهرين الماضيين واعتقلها نهاية العام الماضي 16 سلفيا قالت إنهم يجمعون الأسلحة لإقامة دولة إسلامية. على صعيد آخر فتحت وزارة الداخلية التونسية تحقيقا خاصا في قضية تعدي شرطيين على فتاة وسحبها في الطريق العام مما أدى إلى تعريتها أمام الملأ في شارع وسط العاصمة، بعد رفضها طلب الشرطة مرافقتهم إلى المركز، وقالت الداخلية في بيان لها إنها بصدد البحث في تحديد المسؤوليات على إثر نشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر سحل فتاة من قبل شخصين أحدهما بزي رسمي والثاني بزي مدني في شارع ”جون جوريس” بتونس العاصمة أثناء مسيرة المنتدى الاجتماعي العالمي الثاني عشر الذي تستضيفه تونس، حيث أظهر الشريط استخدام الشرطيين القوة في التعامل مع الفتاة، التي حاولت الفرار لكنهما اعتديا عليها بالضرب وجذبها من ثيابها مما تسبب في تعريتها، وأثار مقطع الفيديو الذي تداولته شبكات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع غضب الرأي العام في تونس وفجّر موجة احتجاجات واسعة طالبت بضرورة محاكمة المتهمين.