تمكن كل من أتباع حركة الاستقلال الذاتي لمنطقة القبائل ”الماك” غير المعتمدة التي يتزعمها المغني القبائلي فرحات مهني، والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية من استقطاب ما لا يقل عن 4 آلاف متظاهر، خرجوا، أمس، في مسيرة سلمية حاشدة احتفالا بالذكرى ال 33 للربيع الأمازيغي، والذي عرف على غير العادة حضور ممثلين عن أمازيغ ليبيا والمغرب وكذا مناضلين في حركة الأزواد المالية، دون أن يتم التفطن لهم بين حشود المتظاهرين، بعدما تم تأطيرهم بطريقة محكمة، علما أن ”الماك” سبق وأن وجّه دعوة لهؤلاء بعد لقاء قياديين في الحركة ومناضلين أمازيغ بفرنسا لزيارة الجزائر والمشاركة في مسيرة 20 أفريل. وقد انطلقت المسيرة من الجامعة المركزية لتيزي وزو، حيث تمكن أتباع ”الماك” من احتلال الصفوف الأولى في هذه التظاهرة التي عرفت مشاركة كبيرة للطلبة، إلى جانب مختلف الفئات العمرية، أين رفع هؤلاء شعارات مطالبة بوجوب الكف عن الضغوطات التي تمارسها السلطة ضد أبناء المنطقة لإجهاض مساعيهم وكذا طمس مقوماتها الثقافية والتاريخية، رغبة من السلطة في زجها في دوامة مشاكل لا متناهية حسب شعارات ”الماك”، مع دعوتهم إلى رفع الضغوطات الممارسة في حقهم لإبعادهم عن النضال السياسي، فضلا عن مطالبتهم بفتح المجال لممارسة الديمقراطية بكل أبعادها مع تعزيز حرية التعبير وإعطاء الكلمة للشعب لكي يثبت وجوده. وقد واصل المتظاهرون مسيرتهم فيما بعد لغاية وسط المدينة مرورا بالشارع الكبير لعمالي أحمد، قبل أن يواصل المتظاهرون زحفهم إلى المقر القديم للبلدية الذي حول اليوم إلى متحف بلدي، في حين غيّر الأرسيدي وجهته باتجاه مقر الولاية بقيادة الأمين العام للحزب محسن بلعباس ورئيس المجلس الولائي السابق ونور الدين آيت حمودة ومنتخبين محليين آخرين، حيث تجمعوا قرب دار الثقافة مولود معمري قبل أن يختتموا مسيرتهم بمقر الولاية، حيث قرؤوا رسالة تنديدية بما تعيشه الثقافة الأمازيغية اليوم، والتهميش الذي يلاحق سكان منطقة القبائل في مختلف المجالات قبل أن ينسحب الجميع من الطرفيين في هدوء دون تسجيل أعمال شغب تذكر، بفعل التجنيد الأمني الذي رافق المسيرة منذ انطلاقها لغاية النهاية، مع التذكير أن جبهة القوى الاشتراكية قد اختفى عن مسيرة الربيع الأمازيغي هذا العام.