أجمع عدد من متتبعي الشأن الاقتصادي وتبعا لمؤشرات التقارير الدولية الصادرة مؤخرا، على أن الجزائر دخلت مرحلة العد التنازلي لمواجهة أزمة ندرة ”الموارد الطاقوية ”بالنظر إلى غياب استراتجيات بديلة وانعدام مشاريع جدية لاستغلال الطاقات المتجددة”. توقع مدير الدراسات السابقة لمجمع سوناطراك، عبد الرحمن مبتول، في تصريح ل”الفجر”، ندرة حتمية في مادتي الغاز والبترول اللتين دخلتا مرحلة العد التنازلي استنادا لما تثبته آخر المؤشرات الاقتصادية، بالنظر إلى احتياطيات الغاز التي لا تتعدى 2000 مليار متر مكعب عكس ما يتم تداوله بشأن 4000 مليار متر مكعب. وأشار نفس المتحدث أن هذا التهديد غير ناتج عن المنافسة الأمريكية والإيرانية التي تمثل 50 بالمائة من التواجد الخارجي على مستوى السوق الأوروبية، بالرغم من تسجيل انخفاض في معدل الصادرات الذي من شأنه أن يخدم الصالح الوطني، إنما المشكل، حسبه، يكمن في ارتفاع مؤشر الاستهلاك الداخلي الذي وصل حدود 70 بالمائة، ليخصص بذلك ثلث إنتاج سوناطراك أي ما يعادل 30 بالمائة نحو التصدير للأسواق الخارجية، ما يعني بداية من 2016 إلى غاية 2020 سيتم تسجيل ندرة في مادة الغاز ما سينتج عنها أزمة حقيقة خاصة أن 50 بالمائة من مداخيل الخزينة العمومية تمثلها عائدات الغاز بالعملة الصعبة.