تسببت مواجهات عنيفة نشبت أمس بمدينة بنغازي شرق ليبيا بين متظاهرين مسلحين والقوات الخاصة الليبية في مقتل 6 أشخاص من قوات الجيش وإصابة آخرين، حيث هاجم المسلحون منشآت للشرطة والجيش وحاولوا الاستيلاء على الأسلحة، ما دفع رئيس أركان الجيش إلى التحذير من كارثة أمنية تهدف إلى ترب الثورة الليبية وهي لا تزال في مهدها. الحادثة دفعت برئيس أركان الجيش الليبي بالإنابة إلى التحذير من دخول البلاد في حمام دم يصعب الخروج منه لسنوات، وحذر رئيس أركان الجيش المكلف اللواء سالم القنيدي من خطر ما تعيشه مدينة بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية شرق البلاد، كما هدّدت وزارة الدفاع الليبية بالرّد على كل من يتعدى على مقرات الجيش والشرطة والممتلكات العامة في ليبيا، وشدّدت الوزارة من خلال بيانها أمس على الرد بقوة على كل من يحاول مهاجمة مقرات الجيش والشرطة والممتلكات العامة. ووقع الهجوم قرب مقر قيادة القوات الخاصة ”الصاعقة والمظلات” التي لا تبعد كثيرا عن وسط المدينة، وذكرت القوات الخاصة ”الصاعقة” على صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك أن اشتباكات بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية اندلعت بين عناصرها ومجموعة ممن وصفتهم بالخارجين عن القانون، وحذرت قيادة القوات من تكرار مثل هذه الاعتداءات التي لن تتهاون في التعامل معها لاحقا وأنها ستلجأ إلى استخدام القوة لمواجهة القوة حفاظا على أمن الدولة وبسط الاستقرار، خاصة في ظل ما تعيشه معسكرات بنغازي التي تتعرض لهجوم من قبل بعض العصابات ما يعرض البلاد لكارثة وبنغازي تحديدا التي تشكل بؤرة توتر واسعة بوصفها أكثر الأماكن استهدافا بالهجمات الانتحارية والاشتباكات المسلحة من قبل الميليشيات المسلحة التي هددت ولا تزال تهدد ليبيا التي تبني جيشها بخطوات ثابتة. يذكر أن شرارة الاشتباكات انطلقت مساء أمس الأول، عقب اقتحام متظاهرين مقر اللواء أول مشاة في بنغازي، غير أن الأمر تطور فجر أمس بعد أن هاجم مسلّحون مجهولون وحدات من القوات النظامية في مقدمتها قوات الصاعقة المكلفة بحماية المدينة أمنيا منذ أكثر من شهر.