فشلت رئيسة البرازيل ديلما روسيف في وضع حد لحالة الهيجان التي تعرفها البلاد ولم تنجح مقترحاتها في تهدئة المتظاهرين الذين يصّرون على مواصلة احتجاجاتهم وحراكهم الشعبي المناهض للأوضاع الاجتماعية الرديئة، مطالبين بضرورة تحسين ظروف الحياة وداعين الى تحقيق العدالة الاجتماعية والقضاء على الطبقية التي يعاني منها المجتمع. خرج أمس عشرات الآلاف من البارازليين في مظاهرات حاشدة عمّت 35 مدينة وكانت أقل حدة من تلك التي شهدتها البلاد الخميس الماضي وتخللتها أعمال عنف، غير أنها تعد استمرارا للغضب الشعبي على الحكومة المسيّرة للبلاد، إذ لم تفلح وعود الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف في خطابها المتلفز أمس الأول في تهدئة الهيجان الذي تعرفه البلاد، بدليل استمرار المظاهرات التي كانت أعنفها الموقعة ليلة الخميس الى الجمعة التي اكتسح فيها المحتجون شوارع أكثر من 100 مدينة للمطالبة بتحقيق العدالة الاجتماعية، وتوعدت الرئيسة بتحسين الخدمات العامة كما طرحت جملة إصلاحات تمس مجالات التعليم الصحة والمواصلات، غير أن المواطنين الذين وصل عددهم المليون شخص يصرون على مواصلة التظاهر احتجاجا على الأوضاع المعيشية الصعبة، مطالبين بتجسيد فعلي لوعود الحكومة للقضاء على الفقر الذي يعاني منه غالبية الشعب الخاضع لسلطة الطبقات الاجتماعية، ورغم المظاهرات تنظم بشكل سلمي إلا أنها سجلت وقوع أول ضحية، كما تعرف الاحتجاجات اشتباكات بين المتظاهرين بين الفينة والأخرى ما أدى الى إصابة العديد من الجرحى. وتشير استطلاعات للرأي الى مساندة 75% من سكان البرازيل في التظاهرات المناهضة للسياسة الحكومة وقراراتها التعسفية، وهي الانتقادات التي توجهها الطبقة المتوسطة المحرك الأساسي لهذا الحراك مطالبة بضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية في البلاد، ومهددة بمواصلة المظاهرات التي انطلقت ضد زيادة تعريفة المواصلات لتتوسع المطالب فيما بعد الى تحسين مجال التعليم والرعاية الصحية ويتسع نطاقها ليشمل الضرائب المرتفعة والتضخم والفساد وضعف مستوى الخدمات العامة مثل المستشفيات والمدارس والطرق وغيرها من مستلزمات الحياة الكريمة.