فنانون من المغرب، تونس، سوريا ولبنان يحطون رحالهم لأول مرّة بالمهرجان يستعد القائمون على المهرجان الوطني لموسيقى الشباب بولاية أم البواقي، لاحتضان الطبعة السابعة لهذه التظاهرة الثقافية التي درجت الولاية على تنظيمها منذ 6 سنوات، وذلك من خلال التحضيرات الحثيثة لإنجاح هذا المهرجان الذي ستنطلق فعالياته في 2 جويلية المقبل إلى غاية 7 من ذات الشهر. ومن المتوقع أن تعرف هذه الطبعة برنامجًا ثريًا ومميزًا ومفاجآت تجعلها تختلف عن الطبعات السابقة، وذلك من خلال مشاركة نخبة من الفنانين العرب من مختلف الدول العربية، على غرار تونس والمغرب وسوريا ولبنان، وفق ما كشفه محافظ المهرجان، فريد ربّاح، خلال الندوة الصحفية التي عقدها مؤخراً بفندق فينيسيا بمدينة أم البواقي. محافظ المهرجان كشف عن الكثير من التفاصيل حول هذه التظاهرة الثقافية، ولأول مرة كشف فريد رباح عن الغلاف المالي الذي تم رصده لهذا المهرجان والذي قدر ب 12 مليون دج، كما أشار محافظ المهرجان إلى أن القائمين على هذه التظاهرة الثقافية خصصوا برنامجًا خاصًا يومي 4 و 5 جويلية يتناسب مع الاحتفال بالذكرى ال51 لاسترجاع السيادة الوطنية. فريد رباح كان رده قاسيًا جدًا على الانتقادات الموجهة إلى محافظة المهرجان، التي تجاهلت دعوة الأسماء الفنية المحلية بالولاية للمشاركة في فعاليات الطبعة السابعة من هذه التظاهرة الثقافية، و قال إن المهرجان له طابع وطني وليس محلي، وكشف بالمناسبة أنه يطمح لأن تكون الطبعة الحالية ذات طابع مغاربي، وعليه لابد أن يكون هناك تنوع في الأصوات وعدم اقتصارها على منطقة معينة دون غيرها. كما سطر القائمون على الطبعة السابعة أنشطة متنوعة، كالحفلات الغنائية التي سيحتضن فعالياتها كل من دار الثقافة نوار بوبكر والقاعة المتعددة الرياضات، إضافة إلى أنشطة فنية وفكرية مختلفة من خلال يوم دراسي حول الأغنية التراثية من تنشيط مختصين وأساتذة في التراث، التاريخ والموسيقى إلى جانب إصدار مجلة ثقافية ثرية من 60 صفحة ملونة في إطار الاحتفال بخمسينية الاستقلال، ستحوي جل ما تم تقديمه خلال الطبعات الست الفارطة من حياة الفنانين وحوارات وصورهم وبورتريهات وقاموس للمشاركات الفنية للمطربين الجزائريين الذين مروا على ولاية أم البواقي. كما سيتم تنظيم معرض خاص بالكتب والدراسات الخاصة بالموسيقى وصناعة الآلات الموسيقية عبر التاريخ. وعلى هامش فعاليات التظاهرة ولفائدة المهتمين بالموسيقى، فإنه من المزمع تنطيم ورشات موسيقية على مدار أيام المهرجان، والتي أطلق عليها اسم أقسام الموسيقى (ماستر كلاس) لتعليم أساسيات الموسيقى والعزف وأنظمتها الإيقاعية. وستبدأ هذه الورشات التكوينية يوم 25 جوان الجاري وتمتد حتى 7 جويلية، حيث ستسلم للمشاركين شهادات تكوين من طرف لجنة من خيرة أساتذة الموسيقى. كما سيشمل البرنامج المسطر للمهرجان يومًا دراسيًا للتعريف بالموسيقى العصرية وعلاقتها بالتاريخ سيحتضن فعالياته متحف المجاهد بأم البواقي، لتكون بذلك. وحسب محافظ المهرجان فريد رياح، الطبعة السابعة لمهرجان موسيقى الشباب مميزة عن الطبعات السابقة. كما تقرر اقتصار تنظيم فعاليات المهرجان هذه السنة كحفلات الفنانين وغيرها على مدينة أم البواقي فقط وعدم نقل البعض من السهرات الفنية إلى بعض المدن الكبرى للولاية، كعين مليلة، عين البيضاء وعين الفكرون، مثلما جرت عليه العادة، وذلك بعد رفض السلطات المحلية المعنية استقبال جانب من نشاطات هذا المهرجان بسبب نقص الإمكانيات وافتقارها للمرافق التي تسمح لها باحتضان مثل هذه الحفلات الفنية. وعن الجدوى الاقتصادية لهذا المهرجان أوضح فريد رباح أنه سيتمكن من خلق أكثر من 400 منصب شغل مؤقت، بغض النظر عن تنشيط حركة النقل والإطعام والإيواء وغيرها. مشاركة ألمع نجوم الأغنية المغاربية وتكريم عميد الأغنية الشاوية عبد الحميد بوزاهر ينتظر أن تكتسي الطبعة السابعة حلة جديدة، حسب محافظ المهرجان، حيث ستحمل معها مشاركة حصرية لألمع نجوم الأغنية المغاربية، حيث تم الاتفاق مع العديد من الوجوه الفنية التي ستشارك حصريًا في الطبعة، وستسعد جماهير الأغنية الشبابية وكل سكان ولاية أم البواقي والولايات الشرقية المجاورة. وعن أسماء المطربين المغاربة المشاركين، رفض المحافظ الكشف عنهم تاركًا المجال للمفاجأة، إلى جانب حضور عمالقة الموسيقى والأغنية الجزائرية في كل الطبوع على غرار المالوف والأغنية الشاوية بنوعيها العصري والفلكلوري، الغناء القبائلي الوهراني، الصحراوي، والسطايفي، مؤكدًا أن كل الإمكانيات المادية والبشرية قد تم تسخيرها من طرف الوزارة الوصية وبتعليمة من وزيرة الثقافة، إلى جانب السلطات الولائية والمحلية التي لم تدخر أي جهد لتحضير المهرجان في ظروف جيدة. كما قررت محافظة المهرجان هذه السنة تكريم عميد الأغنية الشاوية الفنان عبد الحميد بوزاهر، بالإضافة إلى تكريم شابين شاركا في برامج تلفزيونية عربية هما: ساعد نزار الذي شارك في برنامج (آراب إيدول) وكذلك الشاب جمال بن مراح من مدينة عنابة الذي شارك في برنامج (ستار أكاديمي مغرب). فريد رباح أشار إلى أن الأسماء التي ستحيي ليالي المهرجان هي نجوم ساطعة في سماء الأغنية الجزائرية والمحلية، بالإضافة إلى اكتشاف مواهب وأسماء جديدة من شأنها إثراء الساحة الفنية الوطنية. الطبعة السابعة من المهرجان كادت تلغى هذه السنة ونشير إلى أن القائمين على الطبعة السابعة للمهرجان الوطني لموسيقى الشباب بولاية أم البواقي، قد خاضوا سباقًا مع الزمن جراء عدم تمكنهم من إيجاد المكان المخصص لاحتضان فعاليات المهرجان، وذلك على خلفية عدم تطابق الرؤى ووجهات النظر بين عديد الأطراف المتنازعة حول إقامته بحجة الأضرار والخسائر المادية الجسيمة التي يخلفها سنويًا، حيث أن أعضاء المجلس البلدي بأم البواقي عقدوا اجتماعًا طارئًا حول مقترح إقامة المهرجان بالملعب البلدي (زرداني حسونة)، بحضور رئيس فريق اتحاد الشاوية عبد المجيد ياحي ورئيس لجنة الأنصار الواعر رشيد، إلا أن الاجتماع لم ينجح حيث قوبل برفض قاطع للمقترح بحجة الأضرار الناجمة التي خلفها ذات المهرجان خلال الطبعتين الأخيرتين. وبرر رفض المقترح كون الملعب سيخضع لأشغال ترميمية تستهدف المدرجات وكذلك العشب الاصطناعي، تحسبًا للموسم القادم لفريق اتحاد الشاوية الذي سيلعب موسمه الأول ضمن نظيرة القسم الوطني الثاني المحترف. وكان لمسؤولي مديرية الثقافة بالولاية موقف مماثل حين رفضوا إقامته بقاعات العرض داخل المديرية، تحت ذريعة المراسلة الوزارية التي تلقوها والتي مفادها إقامة مهرجان الشباب للعامة على الهواء الطلق بدل إقامته داخل قاعة النشطات بذات المديرية، إضافة إلى خوف ذات المسؤولين من تكرار سيناريو الطبعات الماضية التي نجمت عنها خسائر مادية كبيرة مست التجهيزات الصوتية والضوئية والمكيفات الهوائية والكراسي التي رصدت لها الجهات المعنية ما يقارب 4 ملايير سنتيم، من خلال هيكلة وتجهيز القاعة بأحدث الوسائل، واستقدام تجهيزات صوتية وكراسي جديدة وستارًا متحركًا وتجهيزات ضوئية عصرية. لتقرر خلال الأسبوع الماضي فقط السلطات الولائية لولاية أم البواقي، بعد الاجتماع الذي انعقد برئاسة الوالي محمد الصالح مانع التراجع عن فكرة احتضان ملعب (زرداني حسونة) لفعاليات الطبعة السابعة لمهرجان موسيقى الشباب وتحويله إلى القاعة المتعددة الرياضات (بغو عبد الحميد) بمدينة أم البواقي. لجنة تحقيق للتدقيق في ميزانية المهرجان الجدير ذكره أن هذه التظاهرة الثقافية لم تلق رواجًا كبيرًا لدى مواطني مدينة أم البواقي، الذين طالبوا بإعادة الاعتبار للمهرجان من خلال طبعته التي حملت اسم الأسطورة عيسى الجرموني، الذي يعتبر - حسبهم - رمزا من رموز الأغنية التراثية، فيما أكد البعض الآخر أنهم يرفضون جملة وتفصيلا إقامة هذا المهرجان الذي لا فائدة منه. من جهة أخرى أفاد مصدر محلي موثوق ل”الفجر” أنه تم تكوين لجنة تحقيق لتقصي الحقائق والتدقيق في الميزانية المخصصة للمهرجان الوطني لموسيقى الشباب، مع العلم أن هناك عدة قطاعات ساهمت ماديًا وبشريًا هي الأخرى في إنجاح الطبعات الماضية من هذا المهرجان، حيث تفيد بعض التقارير دفع مبالغ مالية لفنانين تصل إلى حدود ال100 مليون سنتيم لسهرة ب (البلاي باك). كما تفيد تقارير متطابقة أن هناك رغبة لدى السلطات الولائية في إلغاء هذا المهرجان بصفة رسمية، وأن طبعة هذه السنة ستكون الأخيرة.