بالرغم من الموقع الهام الذي تكتسيه عاصمة البيبان إلا أنها تبقى لحد الساعة تفتقر للعديد من المشاريع التي تنفس عن العائلات البرايجية، حيث يبقى سكان الولاية في كل سنة وراء البحث خارج أسوار الولاية في تغيير الجو والتنزه. في جولة قامت بها جريدة ”الفجر” بعاصمة الولاية، أوضح معظم سكان الولاية ممن التقيناهم بأنهم يعانون من نقص أماكن عمومية مهيأة لقضاء أوقات فراغهم مع عائلاتهم، وعن كيفية استغلال عطلهم الصيفية أوضحوا بأنهم يلجأون إلى التنقل إلى الولايات المجاورة رفقة أبنائهم وزوجاتهم للتنزه في الحدائق المجهزة بألعاب مخصصة للأطفال، وغير ذلك من الأماكن الملائمة التي تساهم في تغيير الجو وكسر الروتين اليومي، الذي يؤثر على نفسيات العديد من النساء الماكثات في البيت خاصة، كما أوضحت إحدى النساء اللواتي التقينا بهن، والتي أضافت بأن الولاية تفتقر حتى للمساحات الخضراء وأماكن مخصصة للأطفال، هذا ما أثر على حياة الكثير من العائلات الفقيرة التي لا تسمح إمكانياتها بالتنقل للنزهة خارج الولاية بسبب تكاليف الإقامة وغير ذلك. وفي الشأن نفسه، أوضح مواطنو ولاية برج بوعريريج بأنهم ينتظرون إعادة فتح حديقة التسلية ”النور والنسيم” المتواجدة بالمدخل الشرقي لعاصمة الولاية من أجل استغلالها في ظل انعدام المساحات المخصصة لهذا الغرض بالولاية. في هذا السياق، تحدثت ”الفجر” إلى السيد تباني عبد الرحيم، صاحب مشروع إعادة تهيئة الحديقة، الذي أوضح بأن عملية الانتهاء من أشغال تهيئة الحديقة في مرحلتها الأخيرة، ليتم دخولها حيز الخدمة مطلع شهر جويلية من السنة الجارية، معتبرا بأن إعادة فتح هذه المنشأة سيسمح بتغطية العجز الكبير المسجل في فضاءات الراحة والتنزه بولاية برج بوعريريج، مضيفا أن هذا الفضاء الترفيهي سيكون بمثابة متنزه حقيقي للعائلات البرايجية ولكل سكان الولايات المجاورة، وذلك لما سيوفره من مرافق هامة للراحة والاستجمام المخصصة للأطفال والعائلات، حيث أكد صاحب المشروع بأن هذه الحديقة بمثابة ”مفاجأة سارة” لسكان المنطقة لما تحتويه على جوانب مختلفة تصب كلها في خدمة الزوار والعمل على تقديم خدمات نوعية لهم. ومن جهة أخرى، أوضح ذات المتحدث بأنه سيتم في مرحلة ثانية فتح حديقة التسلية المائية مطلع شهر سبتمبر المقبل، حيث تم تجهيز هذه المنشأة بخدمات من الصنف الأول على المستوى الوطني، حيث تضم مسبحا بمساحة ألف متر مربع بموجات يبلع طولها 1 متر و80 سم ومسبحا مماثلا للأطفال يحتوي على 22 لعبة مائية وثلاث حلبات للتزحلق يبلغ علوها 17 مترا وطولها 150 مترا. ومن أجل ضمان تسيير أمثل لحديقة الألعاب والتسلية التي تتربع على مساحة 16 هكتارا، باشرت المؤسسة إجراءات استقبال عروض الاستغلال من طرف الراغبين في النشاط عبر هذه الفضاءات واستغلال المحلات التجارية المخصصة وفق دفتر شروط، وذلك بهدف ضمان الراحة والترفيه للزوار. وعلى صعيد آخر وبهدف التوسع السياحي بولاية برج بوعريريج، تتهيأ مديرية السياحة لعاصمة الولاية في برمجة عدة مشاريع تنموية بهدف تحسين الوجه السياحي للمنطقة التي تزخر بالعديد من المؤهلات القاعدية، حيث تم الشروع في إعداد دراسات لتهيئة أربعة مواقع هامة أولها منطقة ”بومرقد” المتواجدة بالجهة الشرقية لعاصمة الولاية، والتي تتشكل من كثافة لا بأس بها من الأشجار، مشكلة بذلك نسيجا غابيا متموقعا بالجهة العليا للمنطقة، والموقع الثاني بمنطقة ”حمام البيبان” المتواجد بالجهة الغربية بالقرب من بلدية المهير، وكذا منطقة ”غابة سد عين زادا” المتواجدة ببلدية عين تاغروت، والمنطقة الرابعة تمثلت في ”واد التوت” الواقعة ببلدية رأس الوادي المتواجدة جنوب شرق عاصمة الولاية، كل هذه المناطق تم اختيارها من قبل مديرية السياحة من أجل استغلالها في مجال السياحة والتي تعول عليها السلطات الولائية في استقطاب الزوار في الترفيه عن أنفسهم وخلق أكثر من متنفس يستفيد منه المواطن البرايجي بالأخص، بأقل تكاليف ممكنة، ويبقى أمل الشارع البرايجي من السلطات المحلية في الإسراع في فتح مثل هذه الفضاءات من أجل تمكينهم من ملء أوقات فراغهم مع أبنائهم وعائلاتهم في جو ملائم ومحترم.