نعيمة دزيرية، شيخة الفن الحوزي الجزائري استطاعت على مدار ربع قرن أن تقدم الكثير للأغنية العصامية والأندلسية حيث تدرج مشوارها بين مدرسة الفخارجية وألحان وشباب كما تأثرت بفنانين كبار أمثال ”فضيلة الدزيرية، عمر الزاهي والهاشمي قروابي في حوار لها مع” الفجر”، تحدثت عن مسيرتها الفنية ومشاريعها القادمة.. نعيمة بعد تجربة فنية طويلة مازلت تصنعين الحدث في الأغنية الحوزية. كيف كانت بدايتك مع الغناء؟ بدأت بدراسة الفن وأنا جد صغيرة في فرقة الفخارجية حيث ترعرعت في عائلة جد محافظة وتعشق الفن الأصيل منذ الصغر تعلقت بهذا النوع من الغناء، صوتي كذلك يلائم كثيرا نوع الحوزي ويتماشى مع طبعه، أجد نفسي مرتاحة كثيرا وأنا أردد أغاني فضيلة دزيرية، الحاج الغافور وعبد الكريم دالي.. تخرجت من مدرسة ”ألحان وشباب ”أوائل الثمانينات وتحصلت على المرتبة الثانية رغم صغر سنك، حدثينا عن تلك التجربة؟ شاركت وعمري 14 سنة بأغنية ًمال حبيبي مالوً للمرحومة فضيلة ديزرية وكانت الأجواء حماسية ورائعة وكل الأصوات التي تخرجت في ذلك الوقت استطاعت أن تفتك مكانا لها في عالم الغناء، أما عن ”ألحان وشباب” اليوم، بكل صراحة لم أتابعها جيدا ولا أعرف كيف كانت الظروف، لهذا لا أستطيع أن أحكم عليهم، لكنني سمعت بعض الأصوات المشاركة فهي جميلة ومميزة وأتمنى لها التوفيق. هل تظنين أن دراسة الموسيقى مهمة في حياة أي فنان خاصة وأننا نعرف أن بعض الأصوات في الساحة الفنية لم تدرس ولم تتلق تكوينا أكاديميا في الموسيقى؟ الدراسة مهمة وضرورية جدا خاصة للذي يؤدي نوع الحوزي والأندلسي يجب عليه أن يعرف الطبوع والأوزان. الكثير من المطربين يسقطون في الميزان لأنهم لا يغنون بشكل صحيح ولم يدربوا أصواتهم على ذلك، ليس من الضروري الالتحاق بمعهد للموسيقى الجمعيات والمدارس العريقة في الجزائر كثيرة وتفي بالغرض غير أن الغناء المرتجل عمره قصير ولا يمكن أن يوصل مؤدييه الى أماكن بعيدة. من هي الأصوات التي تحب الاستماع إليها نعيمة مع العلم أنك تؤدين الأغنية الشرقية ببراعة؟ أحب كل ما هو جميل، أحب الأصوات الجميلة، أعشق صوت وأغاني المرحوم عبد الكريم دالي، وفضيلة دزيرية، أحب خليفي أحمد ورابح درياسة، أحب كذلك المطربة وردة الجزائرية وأم كلثوم. ما هي الأصوات التي تستطيع أن تؤثر على أداء نعيمة دزيرية؟ أتأثر بنفسي ولا أحاول تقليد أي صوت بالعكس، هم الذين يقلدونني والكثير منهم قالوا لي بأنني كونت مدرسة خاصة بنوع خاص بي، ونعيمة لا تقلد أي فنان وعندها طريقتها الخاصة، وهذا هو سر حب وتعلق الجمهور بي.. يلاحظ جمهورك أنك تتعاملين باستمرار مع سلمى عنڤر التي فجرتك ب”مازالني على ديداني” ما السبب؟ سلمى عنڤر فنانة بمعنى الكلمة، أستشيرها في كل شيء، وهي التي تشرف على كل ألبوماتي. صحيح أتفاءل بها وألبومي الجديد يكون طبعا تحت إشراف سلمى عنڤر، ولكنه يحوي على مفاجآت كبيرة جدا.. رغم السنين الطويلة التي قضيتها في الميدان الفني، إلا أنك مازلت تعتمدين على الأغنية التراثية التي تعيدينها؟ الأغاني القديمة التي أعيدها أعطيها روحي وطبعي الخاص، وأضيف لها الكثير لكي تنجح مثلما حصل في ألبومي ”المقنين الزين”، وحتى زمان كان الحاج رابح درايسة يعيد تسجيل أغاني من التراث وكان ناجحا جدا لأنه كان يؤدي بلقب وبإحساس، ومواضيع ثقيلة وذات معنى وهدف،ليس عيبا أن يعيد المطرب بين الحين والآخر في ألبومي الجديد خمس أغاني من كلماتي وألحاني وواحدة مع السيدة سلمى بالإضافة الى أغاني من الرصيد التراثي الجزائري،أتمنى أن يلاقي نجاحا وصدا طيبا لدى الجمهور هل تتنبئين أنت أو سلمى بنجاح أي أغنية أو أي ألبوم مثلما حصل مع أغنية ”مازالني على ديداني” وماذا تتوقعان لهذا الألبوم الجديد؟ في الكثير من الأحيان لا أتوقع نجاح أي أغنية لكن سلمى تعرف جيدا الأغاني التي” تضرب ”في السوق وتوقعت نجاح، مازالني على ديداني وفعلا نجحت. أما الألبوم الجديد سيكتشف فيه الجمهور مفاجآت كثيرة جدا وسينزل ألبوم آخر لايف إلى السوق بطلب من الجمهور. كلمة أخيرة للجمهور؟ أشكر جمهوري العزيز على حضوره الدائم في حفلاتي على دعمه المتواصل لفني كما أتمنى لهم عيدا سعيدا وكل عام والجزائر بخير.