الوضع في غزة خانق ونحن أمام معاناة شديدة علاقتنا بالسلطة الجزائرية جيّدة لا نحتاج لوساطة قطرية لأن حماس في اتصال دائم بمصر نفى الدكتور موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ما تردده وسائل إعلام مصرية حول تورط حماس في أحداث العنف الدائرة في سيناء، وقال إنه ليس من مصلحة حماس معاداة دولة مصر وخاصة الجيش المصري، كما نفى المتحدث في هذا الحوار الذي جمعه ب”الفجر”، أن تكون حماس قد طلبت من قطر التوسط لدى مصر لتحسين علاقتها بها أو لفتح المعابر، مضيفا أن حماس في اتصال دائم مع القيادة في مصر ولا تحتاج لوساطة قطرية، كما أكد أن علاقة الحركة بالسلطة في الجزائر جيدة والأنباء التي نقلت حول عدم استقبال قيادات الحركة رسميا في الجزائر غير صحيحة. بعد كل ما يجري في مصر وغلق المعابر وهدم الأنفاق، كيف هو وضع قطاع غزة؟ الوضع خانق، لا وقود ولا مواد أولية، لا صناعة ولا زراعة ولا حتى صيد أسماك، هدم الأنفاق التي كانت مصدر قوت أهل القطاع، انعدام المستلزمات الطبية وأزمة في انتقال الناس سواء للعلاج أو الدراسة الذين كانوا يسافرون عن طريق معبر رفح، غزة تعاني والأزمة في بداياتها فقط ونحن أمام فصول جديدة أمام المعاناة الشديدة. أكدت الأجهزة الأمنية المصرية تورط حركة حماس أولا في تدريب عناصر الإخوان المسلمين في معسكر بغزة وكذلك استضافتها لنائب المرشد، فما حقيقة ذلك وأخيرا الأسلحة التي عليها اسم كتائب القسام، ما تعليقك؟ المتحدث العسكري في مصر ذكر عدة قضايا وذكر أنه من بين المعتقلين أجانب وضمنهم فلسطينيون. وقال أن هؤلاء كانوا ضمن ضباط الأمن الوقائي الذين هربوا من مشاكل غزة وهؤلاء أصلا تابعون لفتح، وليس لحماس علاقة بهم، وما تم ربطه بحماس فكان وجود ملابس شبيهة بملابس القسام وبعض القنابل مكتوب عليها كتائب عز الدين القسام، ووجدوا أيضا عبوات ناسفة تحت أحد أبراج المراقبة وفيه سلك باتجاه غزة، والناطق باسم حكومة غزة تحدث بوضوح وقال أنه من شهرين قبضنا على أحد الضباط الفلسطينيين وقد سرق بعض القنابل ونقلها إلى مصر بغرض اتهام حماس بأنها تورد بعض الأسلحة لسيناء، وبالتالي ليس غريبا أن تكون هذه المسألة مرتبة ترتيبا سابقا، والقضية الثانية المشاهدات التي ذكرت في قصة المتفجرات هي فبركة حقيقية لأن بعض الناس شاهدوا بعض الحفارات تحفر تحت النفق وتأتي بالعبوة وتضعها تحت البرج، ثم تأتي الفرق الهندسية وتكتشف المسألة. والحركة أنكرت صلتها بأي هذه الأمور، وبغض النظر عما ذكر من حوادث حتى وإن افترضنا أنها صحيحة، فهي لا تشكل شيئا لحركة بحجم حماس، وسيناء معروفة بأنها معبر السلاح لغزة وليس العكس، ومن غير المنطقي ولا المعقول أن مصر التي تصب كل جهدها طوال السنوات السابقة للتهدئة مع حماس، ونجحت عدة مرات في أن توجد واقعا للتهدئة، ما بين كتائب القسام والكيان الصهيوني، فليس من المعقول أن تهاجمها كتائب القسام ولا حماس. وهل من المعقول أن تقوم مصر بتهدئة لكي تقاتلها الكتائب أو تحدث اضطرابات على أراضيها؟ ليس من مصلحتنا حتى التفكير في معاداة مصر وهي منفذنا الوحيد، وهي الدولة العربية التي تشرف على القطاع والمورد الأساسي لنا. أما عن قضية دخول قيادات إخوانية لغزة، فهذا فصل آخر من الأقاويل والافتراءات، فقد ذكروا أن البلتاجي في القطاع، وبعد يومين ألقي القبض عليه في مصر، وقالوا أن العريان في غزة، وها هو كل يوم يرسل فيديو مصورا من داخل مصر وكذلك بالنسبة للباقي، فهل يعقل أن يستطيع قيادات الإخوان من تخطي سيناء التي تدور فيها الأحداث اليوم ويمرون لغزة. تشن أجهزة الإعلام المصرية حملة ضارية ضد حركة حماس اليوم ما الهدف ومن يقف وراءها؟ لها أسبابها وتريد أن تجر حماس وكتائب القسام إلى مستنقع آخر نحن بعيدون عنه كل البعد، حماس حركة مقاومة تواجه الاحتلال ومن مصلحة الكيان ضرب مصداقيتها، وتشويه صورتها ومن مصلحته أن يقضي على التأييد الشعبي لحماس ولكتائب القسام، لذا نجد الكثير من هذه الادعاءات تسرب في مواقع إسرائيلية كموقع دبكا، والسبب الثاني بلا شك أن الخصومات الداخلية في فلسطين جعلت كل خصم يريد تشويه الثاني لإضعافه أو إزاحته من الساحة السياسية، وآخرها السفير الفلسطيني الذي من المفروض أن يكون ممثلا لكل الشعب الفلسطيني وليس فتح، نجده يردد تلك الأكاذيب والافتراءات على حماس، إضافة إلى أن الأحداث في مصر وكون حماس ذات خلفية دينية، فتشويه حماس هو أيضا تشويه للإخوان المسلمين. من تعتقده يقف وراء العمليات الإرهابية التي تجرى ضد القوات المسلحة في سيناء؟ كل التنظيمات الدينية سواء جماعة القاعدة أو الجهاد أو التكفيريين أو السلفيين كل هذه الفئات كان هناك فراغ أمني في سيناء ضارب أطنابه ولما وقع تغيير في سياسة الجماعات الإسلامية التي كانت تريد مواجهة الأمريكان أينما كانوا، فبلا شك غيروا في سياستهم وأصبحوا يريدون مهاجمة الكيان الصهيوني، واستغلت هذه الجماعات الفراغ الأمني في المنطقة وضربوا آيلات وتخطوا الحدود وقتلوا الجنود الإسرائيليين من الحدود المصرية الإسرائيلية، واليوم بلا شك إسرائيل اخترقت تلك الجماعات، وقتلت الجنود المصريين ونفذت العديد من الضربات في سيناء. ما مدى تأثير المنطقة العازلة التي تقيمها مصر مع الحدود مع غزة واستمرار عملية هدم الأنفاق على وصول الإمدادات اللازمة لقطاع غزة؟ مصر صاحبة السيادة على كل أرضها، لكن المنطقة العازلة تكون بين الأعداء، ونحن لسنا أعداء لمصر ومصر صاحبة فضل في القضية الفلسطينية من زمن طويل، ولا يمكن لفلسطيني أن يتصور بأن مصر تعتبر قطاع غزة أعداء أو منطقة معادية حتى تعمل منطقة عازلة، لكنها في الأخير صاحبة سيادة تفعل ما تشاء على أراضيها، ويقول المصريون إن الهدف الأساسي من هذه المنطقة هو الأنفاق وهذه الأخيرة أصلا أبسط من هذا بكثير ومن الممكن جدا لو انتفت أسباب وجود الأنفاق وهي سهلة كأن يفتح معبر رفح باستمرار للسلع والأفراد كما كان تاريخيا، فينتهي دورها أصلا، فغزة لا توجد بها لا صناعة ولا زراعة وحتى صيد الأسماك أصبح بسبب الحصار نادرا، ماذا يفعلون في النهاية، فيتجهون للأنفاق، وإذا فتح المعبر انتهت منطقة الأنفاق، التي هي حق إنساني أصلا فمن حق الغزاويين العيش والتواصل بالعالم الخارجي. ترددت أنباء عن احتمال قيام مصر بضرب معسكرات داخل قطاع غزة يشتبه فيها أنها تستهدف وحدات الأمن المصري في سيناء، فهل تتوقعون أن يقوم الجيش المصري بذلك؟ لا اأتقد أن هذا الكلام منطقي، لا الواقع ولا التاريخ ولا المستقبل يدلل على مثل هذه الافتراءات والكذب، يستحيل أن يفكر الإخوة في مصر خاصة الجيش المصري أن يضرب قطاع غزة رغم الأصوات الداعية لذلك. ما حقيقة ظهور حركة تمرد في قطاع غزة ومن يقف وراءها، ثم هل ستسقط حكومة إسماعيل هنية؟ حركة تمرد ليست مجرد قيادة وبيانات إن لم يكن لها قاعدة على الأرض تستجيب لبياناتها ونداءاتها فلا قيمة لها، وأتصور أنه حتى الآن كل دعواتهم لم يستجب لها أحد من الشعب في قطاع غزة، ولم يثبت أن أحدا التفت إلى هذه القضية، ثم إن هناك حركة تمرد ضد الاحتلال في الضفة الغربية، وبالتالي الشعب الفلسطيني عليه الاختيار هل سيتمرد على الاحتلال أم على أهله في غزة. حماس كانت تتواصل مع النظام المصري سابقا في عهد مبارك وطنطاوي عن طريق المخابرات العامة، ومع تولي مرسي السلطة استغنيتم عن هذه القناة وأصبحتم تتواصلون مباشرة مع مرسي، مما أغضب الجانب المصري، ما صحة ذلك؟ أولا، تواصلنا في مصر مستمر ولم ينقطع أصلا، وثانيا تواصلنا في حماس مع مصر سواء في عصر مبارك أو عهد المشير طنطاوي أو حتى مرسي أو في العهد الحالي هو مع جهة سيادية واحدة وهي المخابرات العامة المصرية، ونحن متواصلون معها ولم ننقطع عنها، والسلطات المصرية يتواصلون مع الحركة ولم ينقطعوا عنها في أي مرحلة من هذه المراحل، وليس لدينا أي تردد في أي لقاء، فلقاءاتنا مع المسؤولين كانت عن طريق المخابرات العامة وليس مع المسؤولين أنفسهم.. وحتى لقاءات الحركة مع مرسي كانت تتم عن طريق المخابرات. نقلت بعض الصحف هذه الأيام عن مصادر في غزة أن خالد مشعل طلب زيارة مصر عدة مرات والسلطات المصرية رفضت ذلك؟ لا، ليس صحيحا، لم يطلب أي مرة، ولم تعترض مصر على زيارته، وسابقا لم تعتذر مصر أيضا عن زيارة أي من وفود الحركة حين طلبت. وزير الداخلية في حكومة غزة قال بأنه أرسل برقيات لكل من قطر والسودان وسلطنة عمان، للتوسط لدى مصر، لحل الخلافات التي نشبت بين الطرفين مؤخرا وكذا لفتح المعبر؟ شيء غريب، نحن لا نحتاج وساطة بيننا وبين المصريين والخطوط مفتوحة بين الجانبين ونستطيع التواصل مع من نريد واستقبال من نريد، بطريقة طبيعية ولا نحتاج لوساطة من أي جهة أخرى، ولم نطلبها أصلا. في أحد التصريحات قال القيادي محمود الزهّار أنه على الحكومة الجزائرية أن تحدد موقفها حيال الاعتراف بحكومة حماس، فأين وصلت القضية اليوم؟ ليس مطلوبا من الحكومة الجزائرية أن تحدد موقفها من حماس ولا من غيرها، ونحن لا نوجه السؤال إلى أي حكومة، ولا يمكن أن نطالبها بقطع علاقتها بالسلطة الفلسطينية.. نحن نطلب التعامل مع الفلسطينيين على قدر واحد وكتلة واحدة وألا تساهم أي جهة في تقسيم الفلسطينيين، لكن بلا شك الوضع الفلسطيني من المفروض هو من يتجه نحو وحدة كلمته حتى تتجه الأقطار الخارجية لموقف واحد، وهذا ما نسعى إليه، فنحن نسعى لأن تكون منظمة تحرير واحدة ومجلس تشريعي واحد ونرجو أن نتجاوز الصعوبات، ولا نريد أن يقتسم العالم حولنا. البعض أرجع تصريحات الزهّار وقرأ موقفه من الجزائر، بقضية الوقود وكذا ”عدم استقبال الجزائر الرسمية لقيادات حماس”؟ أعتقد أن في كل الزيارات وعلى الأقل فيما يتعلق بي، فقد زرت الجزائر مرات عديدة وبعضها كان بدعوة رسمية من الحكومة الجزائرية، وكنا نلتقي بالمسؤولين الجزائريين.. صحيح أننا لم نلتق بالرئيس، لكن التقينا بكل المسؤولين وأعتقد هذا الكلام بحاجة لمزيد من الدقة، لأنه ليست بهذه الصورة التي هي علاقة حركة حماس بالجزائر. أما الوقود فنحن طلبنا مساعدة من أكثر من بلد، لكن أصلا هناك مشكلة في قضية الوقود، فحتى بعض الدول التي لبت كقطر التي أرسلت لنا سفينة فيها 33 ألف طن، وفي النهاية هي موجودة اليوم في مخازن السويس، ولم يصل لغزة إلا القليل منه، لأن القصة أكثر تعقيدا مما تبدو عليه.