أشعل إطلاق الحكومة لخدمة الجيل الثالث للهاتف النقال المنافسة بين المتعاملين بإعطاء بعد إضافي والاستجابة لانشغالات زبائنهم الذين لا طالما انتظروا الحصول هذا النوع من الخدمات واستعمالها انطلاقا من هواتفهم المحمولة، في وقت كانت المنافسة بينهم مقتصرة على ابتداع خدمات معينة ضمن ما يخولهم القانون الساري العمل به. وعلى الرغم مما لمسناه من بعض التحفظ ومحاولة كل متعامل اخفاء أوراقه إلى حين الإعلان الرسمي عن الحصول على الرخصة في 15 أكتوبر الجاري، إثر موافقة سلطة ضبط البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية من الناحية الشكلية على العروض المقدمة من طرف كل المتعاملين، إلا أننا حاولنا الوقوف على أهم التحضيرات التي يعدها المتعاملون الثلاث للهاتف النقال لوضع خدمة الجيل الثالث تحت تصرف زبائنهم. وفي هذه الظروف التي تميل إلى السرية ”المطلوبة في المنافسة والعمل التجاري”، يُعد كل متعامل جملة من العروض لجعلها في متناول أكبر قدر ممكن من زبائنه، في ظل تكتم شديد على بعض النقاط المرتبطة بالتسعيرة المراد تطبيقها للحصول على الخدمة، إذ أن قواعد المنافسة الشريفة لا تسمح لهم بالخوض في هذه الجوانب. موبيليس ”جاهزون لإطلاق الخدمة منذ اليوم” يؤكد المتعامل الوطني للهاتف النقال موبيليس جاهزيته التامة لإطلاق خدمة ”الجيل الثالث”، وقال محمد صالح دعاس مستشار لدى مدير عام موبيليس ل”الفجر” أن المتعامل سيُلبي طلبات اكثر من 100 ألف زبون عند إطلاق الخدمة، وأضاف ”إن الإمكانات التي نتوفر عليها في هذا المجال تفوق تغطية الولايات الأربعة المنصوص عليها في دفتر الشروط لضمان الخدمة خلال السنة الأولى”. وأوضح المتحدث أن تردد الأنترنت الذي يمنحه الجيل الثالث سيكون مطابقا لما هو منصوص عليه في دفتر الشروط، وأن الخدمات ستكون متنوعة حسب الطلب ووفقا لحاجة الزبون، إذ أن موبيليس توجه هذه الخدمة إلى فئات المحترفين من التجار ورؤساء المؤسسات فضلا عن الزبائن العاديين، قبل أن يضيف بأن المتعامل سيعتمد على تبسيط الإجراءات للسماح لأكبر قدر ممكن من الزبائن بالاستفادة منها واستغلالها. اتساع الشبكة وخبرة فيمبلكوم نقاط قوة ”جازي” يراهن متعامل الهاتف النقال ”جازي” من جانبه على اتساع الشبكة وقوة تغطيتها على مستوى الوطني، للاعتماد عليها في توفير خدمة الجيل الثالث لزبائنه، في إشارة من مدير الإعلام لدى المتعامل حميد قرين في حديثه مع ”الفجر” بأن نوعية الخدمات التي ستوفرها ستكون وفقا للمعايير العالمية، على الرغم من أنه آثر عدم الكشف عن جميع الأوراق إلى حين حصول ”جازي” رسميا على الرخصة. وأوضح حميد قرين بالمقابل أن ”جازي” ستستفيد أيضا من خبرة الشركة العلمية ”فيمبلكوم” التي خطت خطوات هامة في هذا لمجال، عبر إطلاقها في عدة دول العالم خدمة الجيل الثالث والرابع أيضا. وأشار إلى أن ”جازي” نظمت عدة دورات تكوين لصالح إطاراتها على مستوى إيطاليا بدرجة أولى تحضيرا لهذا الموعد في مجال التحويل التقني والتحكم في هذه الخدمات لتوفير أفضل نوعية. ”نجمة” تفضل مفاجأة زبائنها ومن جهتها تفضل ”نجمة” التحفظ على ذكر تحضيراتها في مجال إطلاق خدمة الجيل الثالث وأرجاء، الأمر إلى ما بعد 15 أكتوبر الجاري، باعتباره تاريخ الإعلان الرسمي من طرف سلطة الضبط للحصول على الرخصة، وكما كان التصريح الأخير للمدير العام الوطنية تيليكوم جوزيف جاد بمناسبة فتح أظرفة المشاركين في الصفقة بأن نجمة ستفاجئ زبائنها، في إشارة إلى أن نوعية الخدمات ستكون على المقاس العالمي، كان أيضا رد نائب مدير العلاقات العامة رمضان جزائري على سؤال ”الفجر” حين قال إن الحديث عن ذلك سيكون عند الحصول على الرخصة. وعلى الرغم من ذلك فإن جوزيف جاد كان قد أعلن في مناسبات سابقة بأن نجمة جاهزة لخوض مغامرة الجيل الثالث للهاتف النقال بمليون مشترك بمجرد إطلاق الخدمة، مشيرا إلى أنها ستعتمد على مشتركيها في خدمات الملتيميديا، ومنوها باستعداد نجمة للجيل الثالث سواء بالموارد البشرية أو المادية لإطلاق هذه التكنولوجيا وضمان خدمة ذات جودة بمعايير دولية للزبون الجزائري.