تحاول وزارة التربية إعطاء شرعية ومصداقية أكثر لعملية تقييم الإصلاحات التي باشرتها السنة الماضية، وذلك بإعلانها الاستنجاد بمنظمة اليونسكو، من خلال طلب قدمه المسؤول الأول عن قطاع التربية الوزير بابا أحمد، لممثلة البرنامج الأممي الإنمائي، قصد التعاون لتحسين جودة المنظومة التربوية الوطنية، في ظل الانتقادات الكبيرة التي تواجهها الوزارة الوصية المتهمة بمسؤوليتها عن تدني مستوى التعليم بعد أن حولت أزيد من 8 ملايين تلميذ إلى فئران تجارب. وستجسد مبادرة وزير التربية بعد حصولها على الضوء الأخضر من قبل وزارة الخارجية الكفيلة بالموافقة على تدخل المنظمة التابعة للأمم المتحدة في تقييم الإصلاحات التي يقوم بها من عدمه، وفق المعلومات الصادرة عن وزارة التربية التي أشارت إلى اللقاء الذي جمع عبد اللطيف بابا أحمد، أول أمس، والمنسقة المقيمة لمنظمة الأممالمتحدةبالجزائر وممثلة البرنامج الأممي الإنمائي بالجزائر كريستينا أمارال. وأوضح بيان صادر عن وزارة التربية أن كل من الوزير وكريستينا أمارال تطرقا في لقائهما إلى سبل ووسائل إقامة شراكة ملموسة ومستدامة في كافة مجالات التربية. وبهذه المناسبة تطرق الوزير إلى أولويات المنظومة التربوية الوطنية ”المصوبة جلها” نحو نوعية التعليم، مذكرا بأنه طلب من اليونيسكو مرافقة القطاع في تقييمه لإصلاح التعليم. ومن جهتها أعربت كريستينا أمارال عن استعدادها على العمل في اتجاه تعاون مع قطاع التربية الوطنية وتطلعاته، قبل أن يخرج اللقاء باقتراح حول تقييم التعليم من قبل أجهزة الأممالمتحدةبالجزائر بموافقة وزارة الشؤون الخارجية، ولهذا الغرض سيتم تسطير خارطة طريق لتحديد مجالات التعاون المستقبلي الواسع بين وزارة التربية وهيئات الأممالمتحدة الناشطة بالجزائر، يضيف البيان. وفي الإطار ذاته، يكون وزير التربية الوطنية الجزائر بصفته رئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة قد شارك أمس الجمعة في افتتاح الندوة العامة السابعة والثلاثين للمنظمة الأممية للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) التي تقام بفرنسا من 5 إلى 20 نوفمبر الحالي، والتقى نظيره الفرنسي فانسان بيون لتقييم التعاون الثنائي بين البلدين وآفاق تعزيزها على مستوى كل أطوار التربية والتكوين. وأوضح بيان آخر لوزارة التربية - تسلمت ”الفجر” نسخة منه - أنه من المفترض أن يلقي بابا أحمد يوم الإثنين المقبل أثناء انعقاد الجمعية العامة للمنظمة خطابا داخل مقر اليونسكو يدخل في إطار مناقشة السياسة العامة المسجلة في هذه الندوة، كما سيلتقي مع المديرة العامة للمنظمة إيرينا بوكوفا للتحاور حول ”المستوى الممتاز” للتعاون بين الجزائر واليونسكو. وسيقوم بابا أحمد بزيارة لأكاديمية العلوم بباريس ثم مصلحة (ELCO) المعروفة بنشر التعليم والثقافة الأصلية، إضافة إلى زيارة تفقدية للمدرسة الدولية الجزائرية التي ستكون فرصة للوقوف على سير المؤسسة التي تمنح لأبناء الجالية الجزائرية في فرنسا تعليما مبنيا على البرامج الجزائرية. ومن جانبه، سيجري الوفد المرافق لوزير التربية الوطنية من ممثلين عن وزارات التعليم العالي والتكوين المهني والثقافة والاتصال سلسلة من اللقاءات مع شخصيات في مجال التربية والثقافة والاتصال، كما سيشارك في الجلسة الخاصة بانتخاب أعضاء المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو.