أجواء مشحونة وكوارث في أكبر عملية ترقيات في قطاع التربية انطلقت أمس مسابقات التأهيل والترقية لقطاع التربية في أجواء مشحونة بسبب عدم تحضير الوزارة الوصية نفسها جيدا، حيث أقصيت عدة تخصصات من المشاركة ودون سابق إنذار، وذلك تزامنا مع مقاطعة آلاف المساعدين التربويين للعملية والذين خرجوا إلى الشارع في احتجاجات أمام مديريات التربية، تنديدا ب”التلاعب بهم والاستهزاء من خلال تخصيص فتات من المناصب وحذف الخبرة المهنية”، في وقت وصفت وزارة التربية ”المقاطعة غير شرعية”، بعد أن توسعت رقعة المقاطعة لتشمل اساتذة التعليم التقني الذين اعتبروا المسابقة ”إهانة لهم باعتبار أن الترقية حق ضائع منذ سنوات”. ونقل رئيس التنسيقية الوطنية لمساعدي التربية، فرطاقي مراد، في تصريح ل”الفجر”، أن احتجاج المساعدين التربويين عرف نجاحا كبيرا، حيث تمكن هؤلاء من أحداث مقاطعة تاريخية للمسابقات المهنية رفض من خلالها 24 ألف مساعد تربوي المشاركة في المسابقات، وقال إن نسبة المقاطعة عبر مختلف ولايات الوطن بلغت 100 بالمائة. وثمّن المتحدث وعي المساعدين الذين خرجوا بالآلاف للاعتصام أمام مديريات التربية ومراكز الإجراء، للتأكيد على رفضهم وتذمرهم من هذه المسابقة التي اعتبرها فرطاقي إهانة، بعد أن جعلت وزارة التربية المراقبين الذين لهم خبرة 10 سنوات ينافسون زملاءهم الذين لهم خبرة 30 سنة، و”الأخطر من ذلك أن هناك فتات من المناصب”، على غرار ولاية سكيكدة التي فتحت فقط 6 مناصب فيما تجاوز عدد المترشحين 237 من مجمل 550 مؤهل للمسابقة. وأكد فرطاقي تمسكهم بمطلب إدماج الجميع في المناصب القاعدية المستحدثة في الرتبة 10، مجددا مطلب الترقية وبدون شروط إلى الرتبة 10 والتي تم رفعها منذ 2008، مع تثمين الخبرة البيداغوجية، محذرا الوزارة من التماطل في ذلك، قبل أن يجدد أيضا تمسك التنسيقية بأهمية معالجة القانون الخاص. وتوعد فرطاقي الوزارة بالتصعيد في الاحتجاجات من خلال الزحف إلى مقرها بالعاصمة يوم 29 سبتمبر المقبل، منتقدا تصريحات الوزارة التي تقول ”إن المقاطعة غير شرعية”، وقال ”نحن أحرار في المشاركة أو لا ونتحمل كل المسؤولية في القرار المتخذ”، ورفض التشكيك من قبل وزارة التربية في نسب المقاطعة، مضيفا ”أتحدى أي واحد يعطي قائمة حول المساعدين الذين شاركوا في المسابقة”. في المقابل، قاطع الأساتذة التقنيين المسابقة للترقية لرتبة أستاذ تعليم ثانوي في بعض الولايات وفق ما نقله المكلف بالإعلام على مستوى ”الكناباست”، بوديبة مسعود، بعد أن اعتبروها ”إهانة” لأن الترقية حق لهم، داعين إلى الإدماج المباشر في الرتب القاعدية المستحدثة، وذلك في الوقت الذي تفاجأ من شارك في المسابقة في تخصص الاقتصاد والإعلام إلى عدم إدراج تخصصاتهم، رغم أن مدير المستخدمين على مستوى وزارة التربية أكدت أحقيتهم. وقال بوديبة ”إن هذا دليل أن وزارة التربية لم تحضر نفسها جيدا للمسابقة والذي من شأنه أن يضع القطاع على صفيح ساخن مجددا ويعود بالسلب على القطاع”، خاصة وأن الكثيرين من عمال القطاع لم يشاركوا أيضا بسبب عدم وصول تعليمات الوزارة بفتح المسابقة للعديد من المؤسسات والمديريات إلا قبل يومين من وقف استلام ملفات المترشحين. في المقابل تناقل أساتذة وقوع خطأ في محضر وزراة التربية مع ”الإنباف” حول إدماج أساتذة التعيلم الأساسي والذي يقول ”إن الإدماج إلى غاية تاريخ محضر المداولات 03/ 06/ 2013 ولكن الصحيح هو 03/ 06/ 2012 وليس 2013، وبالتالي من كان تاريخ محضر المداولات على دبلومه قبل 3/ 6/ 2012 سوف يدمج إلى 12 ومن ثم إلى الرئيسي والمكون أما من كان بعد التاريخ 03/ 06/ 2012 سوف يرقى فقط إلى 12 وبالتالي لن يكون من حقه الرئيسي والمكون إلا بعد مرور 5 سنوات”. وانتقد الأساتذه الرئيسيون في التعليم الثانوي حرمانهم من الترقية ”هم وحدهم من بين كل الرتب في قطاع التربية الذين أجبروا على اختيار المسار البيداغوجي، وحرموا إلى الأبد من الترقية في المسار الإداري، وفق هذا القانون الأساسي المعدل الجائر”، وذلك بعد السماح لأستاذ رئيسي في التعليم المتوسط الاختيار من بين ثلاث رتب في الترقية ”مستشار رئيس أو مدير متوسطة أو أستاذ مكون”، في حين أمام نظيره في الثانوي خيار واحد للترقية وهي رتبة المكون، مع العلم أن مسابقة أستاذ مكون مجمدة”، تضيف مصادرنا. طالبوا بالتصنيف في الرتبة العاشرة بغليزان بغليزان، قاطع أمس أكثر من 400 مساعد تربوي إجراء الإمتحان المهني للالتحاق برتبتي مشرف تربوي ومساعد تربوي رئيسي، موزعين على مركزي الإجراء بمتوسطتي بلعظم بصافي ودحون حاج عابد، حيت قرروا عدم دخول مركزي الإجراء، ليتوجهوا بعدها في وقفة سلمية أمام مقر مديرية التربية. وتساءل المحتجون عن كيفية توزيع المناصب الممنوحة لكل ولاية، حيث استفادت ولاية غليزان بعدد قليل من المناصب، مقارنة بعدد المساعدين التربويين المعنيين بالامتحان المهني، حسبما جاء في بيان لهم. 500 مساعد تربوي يقاطعون امتحانات التأهيل بسطيف وبسطيف قاطع مئات المساعدين التربويين مختلف امتحانات التأهيل المقررة لترقيتهم إالى رتبة مشرف تربوي ومساعد رئيسي للتربية عن طريق المسابقة. ورفض المشاركون في مسابقة التأهيل المقدر عددهم بأكثر من 500 يتنافسون على 51 منصبا في رتبة مشرف تربوي عن طريق المسابقة الالتحاق والدخول إلى مركز الامتحان بمتقن زهراوي الذي وفرت له المديرية كل الإمكانيات المادية والبشرية من أجل ضمان السير الحسن للمسابقة. وفي الشأن ذاته، قاطع أكثر من 400 مساعد تربوي مسابقة التأهيل إلى رتبة 51 منصب مساعد رئيسي للتربية مصنف في الصنف 8 بمركز متوسطة عمار مرناش. وفضل المشاركون في الامتحان إقامة وقفة احتجاجية والاعتصام أمام مديرية التربية بسطيف، ما تسبب في غلق الطريق وبالتالي ازدحام في حركة المرور. انتفاضة ضد ”الإجحاف” ببومرداس وفي بومرداس، اعتصم العشرات من مساعدي التربية، أمس، أمام مقر مديرية التربية لولاية بومرداس، معبرين عن مقاطعتهم للامتحانات المهنية المبرمجة يومي 8 و9 ديسمبر الجاري للتثبيت في المنصب أو كما سماه البعض ”الامتحان على المنصب المشغول”. واعتبر المحتجيون أن هذا الإجراء إجحاف في حقهم، باعتبار أن الامتحانات المهنية ما هي إلى امتحانات على المنصب المشغول، حيث أن هنالك من يشغل المنصب لمدة 32 سنة يجد نفسه مجبرا لإجراء امتحان مهني لالتحاق بذلك المنصب وهو يشارف على الإحالة على التقاعد. وبالمسيلة لم تختلف الصورة بعد أن أقدم أمس أزيد من 400 مساعد تربوي على مقاطعة الامتحان المهني، وأغلقوا مركز ”مي زيادة” المخصص لإجراء الامتحانات، قبل أن تتصاعد حدة احتجاجهم ويقدمون على غلق الطريق المقابل لعيادة التوليد سليمان عميرات ومديرية التربية. قلة المناصب وراء الاحتجاج بقسنطينة وبقسنطينة اعتصم أيضا مئات المساعدين التربويين أمام مدخل مقر مديرية التربية المتواجد بالكدية، مؤكدين رفضهم التام لمقترح الوزارة، وقاطعوا صباح أمس المشاركة في الامتحان المهني لمنصب مشرف تربوي الذي كان مقررا بمتوسطة ابن باديس بحي الأمير عبد القادر، ونزلوا إلى وسط المدينة للاحتجاج، مبرزين أنهم لن يقبلوا بفرض الأمر الواقع من قبل الوزارة الوصية. وقال المنسق الوطني للمساعدين التربويين، السيد فرطاقي، الذي كان ضمن المحتجين بقسنطينة، ل”الفجر” إن حوالي 380 مراقب آخرهم يحوز على خبرة 25 رفضوا المشاركة في هذا الامتحان لشغل 40 منصبا فقط بعاصمة الشرق، مبرزا في سياق حديثه أن نسبة المقاطعة على المستوى الوطني قاربت ال100بالمائة. احتجاج ضد ”القوانين التعسفية” بباتنة المشهد نفسه تكرر نهار أمس أمام مقر مديرية التربية لباتنة، بعد أن قاطع المساعدون الامتحانات المهنية للترقية، وقرروا القيام بهذه الحركة الاحتجاجية الموسعة، منددين بما اعتبروه قوانين ”تعسفية” في التوظيف على أساس الشهادات في للمشرفين التربويين المطالبين بالحصول على شهادة ليسانس العلوم التطبيقية أو شهادة تقني سام، في حين لا يعترف بشهادة الليسانس ويطالب حاملوها بإحدى الشهادتين المذكورتين رغم أن الليسانس أعلى درجة علمية من هاتين الشهادتين.