يحضر حاليا المخرج السينمائي سالم براهيمي، للعرض الشرفي الأول لفيلمه الوثائقي الموسوم ب”عبد القادر”، الذي تتشرف قاعة ابن زيدون برياض الفتح بالعاصمة، الجزائر، باحتضانه في ال15 من الشهر الجاري، مساء، ويسبقه عرض مخصص للأسرة الإعلامية في نفس اليوم بحضور صاحب العمل. الفيلم الوثائقي الذي اختار له براهيمي سالم عنوان ”عبد القادر” أنتجته السنة الماضية 2013، الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي ”لارك” وبمساهمة من وزارة الثقافة من خلال صندوق ترقية الفنون والتقنيات السينمائية وبدعم كذلك من تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية خلال سنة 2011. الفيلم الوثائقي ”عبد القادر” الذي أعدّه المخرج سالم براهيمي وكتب سيناريوه المؤلف أودري براسور بالتعاون مع صاحب الفيلم، حول الشخصية الثورية والتاريخية الجزائرية ”الأمير عبد القادر”، يعود في زمن قدره 96 دقيقة، إلى عديد المحاور والمحطات المهمة التي طبعت ورافقت الرجل في بناء الدولة الجزائرية الحديثة وكذا في أهم المواقف التي تنيب عن نضال طويل وكبير أباه الراحل الأمير عبد القادر ضد الاستعمار الفرنسي، حيث يتطرق في طيات الوثائقي إلى بداية مرحلة الغزو الفرنسي للجزائر ومن ثمة يعقبها إلى مرحلة تأسيسه للدولة من طرف عبد القادر الجزائري، دون أن يغفل بعض العناصر المثيرة في تاريخ الجزائر وأبرزها انتشار الهمجية والفوضى والصراعات التي أهلكت البلاد آنذاك، لكن يشير إلى الدور الكبير الذي لعبه الأمير في محاربة الظاهرة من خلال اعتماده على الطابع والقانون الإنساني الذي كان يتميز به وانطلاقا من صفات الرحمة والعدالة التي كان يتسم بها في حياته، حيث يتجلى العفو والمصالحة وبعدالة رائعة. وبحسب ما جاء في المقدمة القصيرة التي تعرّف بالعمل فإنّ الأمير عبد القادر بن محي الدين الجزائري وعد بالحرية في الشرق، ليسجن هذا الرجل في الشمال، كما عرضت عليه المملكة واختار مقابلها الإيمان والنضال بالقلم ضد الاستعمار الفرنسية وفي تربية النشء على الأخلاق وتحصيل العلوم والمعارف، في مختلف المجالات، وفيما حولّ البعض إيمانهم إلى كراهية وغل وحقد جعل عبد القادر يده ممدودة على الانفتاح والتسامح. ويطرح المخرج في الأخير فكرة أو مقولة أنّ الأمير عبد القادر عاش أمس، غير أنّ تاريخه الكبير يرسم مسار الغد. في سياق ذي صلة قام المخرج الأمريكي شارل بورنت، بزيارة لمدين مليانة بمدينة عين الدفلى، أواخر السنة الفارطة، من أجل انجاز فيلم حول حياة الأمير عبد القادر ”1883 - 1835” والذي يندرج في إطار الاحتفال بإحياء الذكرى 181 لتاريخ مبايعة الأمير عبد القادر 1832 - 1883، مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة. وقد رافق المخرج الأمريكي بورنت فريق تقني متنوع الاختصاصات.