أكد رئيس الجمعية الجزائرية لمكافحة الفساد، جيلالي حجاج، أن الجزائر مهددة بانفجار بسبب امتداد رائحة الفساد إلى الخارج، بعد انتشارالصفقات المشبوهة لمسؤولبن في قطاعات المحروقات والأشغال العمومية، واتهم الوزير عمار غول، بإبرام صفقات مشبوهة مع الطرف الصيني، وقال إن حكومة أوباما تحمي شكيب خليل لتحقيق أغراضها، وكشف حجاج عن قضايا فساد عبر 40 ولاية بتواطؤ من السلطات التنفيذية والقضائية. أوضح حجاج، خلال ندوة نظمها حزب جبهة التغيير بمقر الحزب، أمس، تحت عنوان الفساد ورئاسيات 2014، أن الأوضاع السياسية الحالية التي تمر بها البلاد لا تسمح للجمعية بكشف المزيد من القضايا التي لم تنشرها وسائل الاعلام الوطنية ولا الأجنبية، مشيرا إلى أن نشرها قد يتسبب في انفجار المجتمع. وأشار إلى وجود قضايا فساد على المستوى الدولي لم يتم الكشف عنها عبر وسائل الإعلام، وهي ”أخطر من القضايا المكشوفة للرأي العام، على غرار الصفقات المشبوهة التي وقعت بين ”إيني” و”سايبام”، والتي فاقت ملايير الدولارات، وقضايا مشبوهة مع شركات ألمانية وإسبانية، مبرزا أن إدارة أوباما تحمي الوزير السابق شكيب خليل لتحقيق أغراضها. وتابع المتحدث بأن الدول الغربية لها كل المعلومات الدقيقة حول الصفقات المشبوهة، لكنها لا تتحدث قصد حماية مصالحها، مؤكدا أن الصفقات المشبوهة التي وقعت في إطار الطريق السيار، لم يتم الكشف عنها بعد، ومنها قضايا تتعلق بالوزير عمار غول، الذي اتهمه بابرام صفقات مشبوهة لصالح الطرف الصيني، حيث يتواجد مدير الشركة الصينية رهن الحبس في بلده، ومن بين التهم التي وجهت إليه هي الاستثمار في الجزائر. وانتقد جيلالي حجاج طريقة تسيير الديوان الوطني لمكافحة الفساد، والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، التي وصفها ب”ساعي البريد الذي يكتفي بإرسال قضايا فساد للعدالة دون التحرك”، وقال إن أكبر قضايا الفساد تلك المنتشرة على مستوى المنتخبين المحليين، حيث أحصى 6 ولايات فقط، لم تمسها قضايا فساد، في حين عمت رائحة الفساد 40 ولاية بتواطؤ من السلطة التنفيذية. ... مناصرة: لن ندعم أحدا ومن صالح بوتفليقة عدم الترشح من جهته، حمّل رئيس جبهة التغيير، عبد المجيد مناصرة، الرئيس بوتفليقة، مسؤولية انتشار الفساد في البلاد، وقال إن من صالح الرئيس عدم الترشح للرئاسيات، مشيرا إلى أن الفساد أصبح ”فساد دولة” وليس مجرد فساد قطاع، وهو ”فساد محصن، بدليل تورط الوزراء على غرار الوزير عمار غول، وقضايا التهرب الضريبي على مستوى مجلس المحاسبة، وأصبح كل شيء برخص مفتعلة غير مبررة”. ووصف مناصرة الوزير الأول عبد المالك سلال، ب”السلطان” الذي يوزع الأظرفة على الولايات، وقال إن ”السلطة أصبحت توزع الأظرفة المالية على حساب الاستماع لانشغالات المواطنين، والفساد في الجزائر أصبح مفسدا، حتى الأحزاب والجمعيات والإعلاميون أفسدوا. الفساد في الجزائر صنع الفقر والبطالة والاستبداد ومتحالف معها بقوة”. وواصل بأن الفساد لا يمكن أن يعيش في بيئة ديمقراطية نظيفة، مشيرا إلى أن الفساد يضعف الدور الخارجي للجزائر ويضر بسمعتها، رغم أن الدولة الجزائرية كانت من المبادرين للإمضاء على الاتفاقية الدولية لمحاربة الفساد. ... جمعية مكافحة الفساد تلزم المترشحين للرئاسيات بإمضاء ميثاق مكافحة الفساد كشف جيلالي حجاج، أن جمعيته بصدد إعداد ميثاق حول مكافحة الفساد سيتم توزيعه على المترشحين للرئاسيات، يتعهدون من خلاله على دعم الديمقراطية وإلغاء قانون الجمعيات، إلى جانب دعم الحريات النقابية وحماية المبلغين ضد قضايا الفساد. وأشار المتحدث إلى أن هذه الوثيقة تمثل ورقة ضغط على المرشحين لكي يقدموا تعهدات بمحاربة الفساد، وقال ”إن أردنا أن تكون رئاسيات تنافسية ما علينا إلا بإيلاء موضوع مكافحة الفساد الأهمية القصوى”، وطرح بالمناسبة معايير مكافحة الفساد في موعد ال17 أفريل القادم، منها ألا تكون الرئاسيات فاسدة في حد ذاتها، من خلال خطواتها ومراحلها وإجراءاتها، وأن لا يكون الرئيس فاسدا وليس متحالفا مع رجال الأعمال الفاسدين.