قائد الطائرة العسكرية جنّب 3 مدن مأهولة بالسكان كارثة حقيقية مصدر عسكري: "خلل تقني سبب سقوط الطائرة و أستبعد عامل المناخ الجوي" رغم أن وزارة الدفاع الوطني سارعت إلى تشكيل لجنتين، الأولى أمنية عسكرية، والثانية تقنية مكونة من خبراء تقنيين في مجال سلامة أمن الطائرات العسكرية، بعضهم تلقوا تدريبًا في الولاياتالمتحدة في مجال صيانة الطائرات من نوع ”هيركول سي 130”، تم تكليفهما بمهمة إعداد تقرير كامل يتضمن تحديد أسباب وملابسات سقوط الطائرة العسكرية يوم الثلاثاء 11 فيفري الجاري، بأعالي جبل فرطاس، ببلدية أولاد قاسم، بدائرة عين مليلة بولاية أم البواقي، إلا أن شهود عيان يقطنون بالقرب من موقع سقوط الطائرة، بحوزة ”الفجر” أسماؤهم كاملة، كشفوا ل”الفجر” أنهم شاهدوا الطائرة العسكرية تحلق في السماء قبل وقوعها والنيران ملتهبة في مقدمتها، مخلفة سحابة من الدخان الأسود، قبل أن تفقد توازنها وتتمايل وتسقط في أعالي جبل فرطاس، وهي الشهادات التي تتناقض مع جميع الروايات المتداولة حول سبب سقوط الطائرة، والمتمثل في الضباب الكثيف والثلوج والرياح القوية، أي رداءة الأحوال الجوية. وفي السياق، كشف مصدر عسكري رفيع المستوى ل”الفجر”، طلب عدم ذكر اسمه، أن التحريات الأولية كشفت أن ”خللا تقنيا” وراء سقوط الطائرة العسكرية، نافيا الأنباء التي تحدثت عن أن سقوطها كان بسبب استهدافها بصاروخ من طرف الجماعات الإرهابية كما تردد على نطاق ضيق، أو بانفجار قنبلة شديدة المفعول تم وضعها داخل الطائرة. شهود عيان ل”الفجر” :لاحظنا اندلاع النيران بالطائرة ثم تمايلها قبل سقوطها” ”الفجر” التي عادت إلى مكان سقوط وانفجار الطائرة العسكرية ”هيركول. سي 130”، حاولت جمع المعلومات الكافية حول أسباب هذا الحادث المأساوي، والتقت بعدد من المواطنين من المنطقة كشفوا لنا عن مشاهدتهم للطائرة تحلق في السماء قبل سقوطها بلحظات، وألسنة النيران تلتهب مقدمة الطائرة، ودخان أسود كثيف، وما هي إلا لحظات حتى فقدت الطائرة توازنها وبدأت تتمايل إلى أن سقطت، مشيرين إلى أن طيرانها كان منخفضًا كثيرًا، ما يوحي بتعرضها إلى خلل أو عطب تقني أدى إلى سقوطها وارتطامها بقمة جبل فرطاس ببلدية أولاد قاسم. ”بلقاسم. ح”، مواطن ينحدر من قرية أولاد جحيش، ببلدية سيقوس، صرح ل”الفجر” أنه كان بمعية ماشيته بالقرب من جبل فرطاس، عندما شاهد في كبد السماء شيئا يضيء لم يتمكن من تحديد معالمه إلا بعد برهة من الزمن، ليتضح أنها ”طائرة اندلع بها حريق في أحد محركاتها على ما يبدو، وكانت النيران بادية للعيان مرفوقة بدخان أسود كثيف، وما هي إلا لحظات حتى فقدت توازنها وخرت ساقطة بسرعة رهيبة، وفي طرفة عين سمعت دوي انفجار قوي وانبعاث دخان أسود مائل إلى الرمادي بكثافة... أصابني في بادئ الأمر الفزع وحاولت الاتجاه صوب المكان، لكنني خفت على ماشيتي أن تضل الطريق فتريثت حتى جاء شقيقي الصغير الذي طلبت منه حراسة القطيع، وسارعت نحو مكان سقوط الطائرة وكانت المسافة أبعد مما تصورت، ولكنني وصلت بعد رحلة شاقة، وكانت النيران لا تزال مشتعلة في بعض بقايا الطائرة ولم يتبق منها إلا المؤخرة، كانت رائحة الموت تزكم الأنوف، جثث متفحمة متناثرة هنا وهناك، وبعض أجزاء الطائرة متناثرة هي الأخرى، لم يكن بالمكان أي أحد باستثناء بعض رعاة الغنم والفلاحين وأهالي المنطقة، كان الجميع في حالة ذهول، فيما لاذ البعض الآخر بالفرار والابتعاد عن المكان قدر المستطاع، أما من تبقى بالمكان فقد أصيب بحالة غثيان وإغماء... لم يكن معنا الماء فاضطررنا إلى تناول كميات من الثلج المتساقط، ولم نكن ندري ما الذي حدث بالضبط، لقد فقد الجميع بوصلة التفكير، المشاهد مأساوية وفظيعة.. وبعد مدة زمنية لاحظنا مروحيات عسكرية استطلاعية تحوم بالمكان وكان عددها 3، يبدو أنها تبحث عن الطائرة التي سقطت، وقد نزل في بادئ الأمر 5 مظليين ثم بدأ عدد الجنود يتزايد، وقد تم توقيف جميع من كان بالقرب من حطام الطائرة، وقاموا باستجوابنا وتفتيشنا، وبعد ذلك طلبوا منا مساعدتهم في البحث عن الجثث والأشياء المهمة، ومع مرور الوقت شاهدنا تطويق المكان بأعداد معتبرة من الجنود وأعوان الدرك الوطني والحماية المدنية، ليطلبوا منا بعد ذلك الانصراف والمغادرة”. نفس الرواية مع اختلافات بسيطة في التفاصيل وفي بعض الجزئيات سمعناها من حوالي 30 شخصًا، وهو ما يفيد بأن الأسباب الحقيقية لسقوط الطائرة العسكرية ليس بسبب الأحوال الجوية السيئة. أما ”الداودي. ب”، وهو من دوار العقلة ببلدية أولاد قاسم، فقد أبلغنا أن الطائرة سقطت في حدود الثانية عشرة و10 دقائق ظهرًا، لأنه شاهدها في السماء والنيران في مقدمتها وفي أحد جناحيها، وكيف فقدت توازنها وكانت تتمايل حتى سقطت فوق الجبل، وأحدث انفجارها دويا كبيرا. وقال”: ”أحسسنا بالأرض تهتز من تحت أقدامنا لنهرع مسرعين مرعوبين صوب مكان الحادث، وقد بلغناه بصعوبة كبيرة وبالضبط في حدود الواحدة إلا الربع زوالا، وعند وصولنا لم نجد أيا من السلطات المدنية أو العسكرية أو الأمنية التي التحقت بالموقع بعد مدة من الزمن، وبمجرد وصول قوات الجيش قاموا بحجزنا وتفتيشنا واستجوابنا وبعد ذلك طلبوا المساعدة ثم المغادرة”. قائد الطائرة جنّب 3 مدن مأهولة بالسكان كارثة حقيقية ويتداول سكان المناطق القريبة من جبل فرطاس فيما بينهم معلومات تفيد بأن قائد الطائرة الأول، وهو الرائد بن بوزيد علي باي، في العقد الرابع من العمر، والذي ينحدر من مدينة عين البيضاءبأم البواقي، ومقيم حاليًا بمدينة عنابة، وهو رب أسرة وأب لطفلين، من أقارب وزير التربية الوطنية السابق أبو بكر بن بوزيد، والذي كان ضمن ضحايا الكارثة، يكون بمساعدة باقي طاقم القيادة قد جنّب مدن أولاد قاسم، وعين مليلة، وسيقوس، المأهولة بالسكان، كارثة حقيقية، بعد أن يكون قد اقتنع بأن الطائرة العسكرية ساقطة لا محال، وكان الواجب المهني والضمير الإنساني يحتمان عليه إبعادها عن هذه المناطق والسقوط بها في جهة نائية تفاديًا لخسائر بشرية فادحة، ويقولون أن هذا القائد يستحق وسام البطولة والشرف خاصة وأنهم شاهدوا كيف اندلعت النيران بالطائرة وكيف سقطت بقوة وكيف حاول قائد الطائرة إبعاد سقوطها عن الأماكن المأهولة بالسكان. مصدر عسكري يرجّح فرضية الخلل التقني وقد جاءت إفادات شهود العيان في الوقت الذي رجحت فيه مصادر ”الفجر” أن يكون خلل تقني وراء الحادث المأساوي، مع الإشارة إلى أنه تم فتح تحقيق قضائي مكمل للتحقيق العسكري، وهو ما يؤكد أن سقوط الطائرة وراءه أسباب أخرى أكبر من الرواية الرسمية التي تحدثت عن الضباب والثلوج والرياح القوية، حيث ذكرت مصادر موثوقة ل”الفجر” أن المعطيات الأولية المتوفرة لدى فريق التحقيق، ترجّح فرضية ”الخلل التقني” الذي يكون قد أصاب الطائرة في انتظار تطورات ومؤشرات أخرى حسب نفس المصادر. من جهة أخرى، استبعد مصدر عسكري رفيع المستوى ل”الفجر” أن يكون عامل المناخ الجوي وراء حادث سقوط الطائرة العسكرية ”هيركول سي - 130” بجبل فرطاس ببلدية أولاد قاسم، بأم البواقي، وقال أن هذا العامل قد يكون من بين أسباب سقوط الطائرة الثانوية، ولكنه ليس بالضرورة السبب الأساسي، لأن طاقم قيادة الطائرة يزود بمعلومات جد دقيقة حول أحوال الطقس قبل الرحلة ب24 ساعة، ولا يمكن لأية طائرة التحليق في حال كانت الأحوال الجوية سيئة وغير مستقرة، مرجحا فرضية ”الخلل التقني” بسبب قدم الطائرة الذي يعود تاريخ صناعتها إلى سنة 1982، رغم إخضاعها بشكل دوري إلى الصيانة، وأن هذا لا ينقص من براعة وكفاءة ميكانيكيي الجيش الشعبي الوطني. وعندما استفسرناه عن صحة المعلومات التي أدلى بها شهود عيان ل”الفجر” حول اندلاع النيران بأحد أجزاء الطائرة وهي تحلق في السماء وتمايلها قبل سقوطها، أوضح: ”جميع الاحتمالات واردة، ولكن لب القول سيكون بحوزة العلبة السوداء التي تم العثور عليها في حالة جيدة يوم الأربعاء الماضي، وهي التي ستجيب عن الكثير من التساؤلات”. طائرة ”هيركول سي - 130” بإمكانها التحليق حتى بمحرك واحد وعن نوع الطائرة العسكرية ”هيركول سي - 130” ومجالات استعمالها، قال محدثنا ”إنها طائرة عسكرية يتم استخدامها لنقل الجنود وكذلك عائلاتهم، وتستخدم بشكل كبير في الصحراء، ويعود تاريخ صنعها إلى خمسينات القرن الماضي، وهي طائرة نقل أمريكية ما زالت تستخدم في مهمات متعددة في حوالي خمسين بلدًا. وتستخدم القوات الجوية طائرة ”هيركول سي - 130” لنقل الجنود والعسكريين وعائلاتهم، خاصة في المدن الصحراوية، وبإمكان هذه الطائرة الاستمرار في التحليق حتى بمحرك واحد في حال توقف باقي محركاتها”. المصدر العسكري ذاته، ورغم إقراره بأن ”جميع الاحتمالات واردة في أسباب سقوط الطائرة العسكرية”، إلا أنه استبعد بشكل نهائي فرضية تعرض الطائرة إلى اعتداء إرهابي من طرف الجماعات الإرهابية التي تنشط في المنطقة، كما استبعد أي إهمال غير مقصود أو خطأ بشري من طرف طاقم قيادة الطائرة، مشيرًا إلى أن ”إطارات الجيش الشعبي الوطني خاصة في مجال الطيران مشهود لهم بالكفاءة والبراعة”. ونفى المصدر أن تكون الطائرة العسكرية قد اصطدمت بجبل مجاور بمكان الحادث، مشيرا إلى أن الأخيرة سقطت على مقدمتها بنفس الموقع الذي يوجد به حاليًا حطامها. 12 خبيرًا أمريكيا لفحص حطام الطائرة المصدر العسكري أوضح ل ”الفجر” أنه وصل إلى مطار قسنطينة العسكري، خلال ال48 ساعة الماضية، وفد هام من خبراء شركة ”لوكهيد مارتن” الأمريكية لصناعة الطائرات المنتجة لعلامة ”هيركول سي 130” للمشاركة في التحقيقات الجارية حاليًا حول ملابسات حادث سقوط الطائرة العسكرية، ويتكون الوفد حسب ذات المصدر، من 12 خبيرًا أمريكيا جاؤوا لمساعدة خبراء من القوات الجوية الجزائرية كانوا قد شرعوا في فحص أجزاء من حطام الطائرة التي لا يزال أفراد الجيش الشعبي الوطني منهمكون في جمعها لحد الآن. وقد تنقل الوفد الأمريكي إلى موقع الحادث بأعالي جبل فرطاس ببلدية أولاد قاسم، صباح الخميس، على متن مروحية عسكرية قادمًا من قسنطينة، وقد تزامن وصول وفد الخبراء الأمريكيين مع إعلان وزارة الدفاع الوطني عن العثور على العلبة السوداء، حيث سيقوم الوفد الأمريكي بفحص العلبة السوداء أولاً، ثم حطام الطائرة، ومن شأن العلبة السوداء أن تكشف المكالمات التي جرت بين طاقم الطائرة قبيل تحطمها. وبحسب المعلومات الأولية المتسربة، فإن الخبراء الأمريكيين غير مقتنعين تمامًا بفرضية سقوط الطائرة العسكرية بسبب الأحوال الجوية السيئة، وأنهم بحسب مصدرنا، ما كانوا قرروا المجيء إلى الجزائر لولا اقتناعهم بأن ”خللاً تقنيًا” وراء الحادث المأساوي الذي أسفر عن سقوط 77 قتيل. وتابع المصدر أنه تعود أسباب استنجاد وزارة الدفاع الوطني بخبراء شركة ”لوكهيد مارتن” الأمريكية إلى كون الطائرة العسكرية ”هيركول سي - 130” المتحطمة من صنع هذه الشركة المنتجة لهذا الطراز من الطائرات، والتي اشترتها الجزائر من الولاياتالمتحدةالأمريكية في سنة 1982، ما يجعل هؤلاء الخبراء الأمريكيين على اطلاع كبير بأنظمة الطائرة المتحطمة ومؤهلين لمساعدة اللجنة التقنية التي سارعت وزارة الدفاع الوطني إلى تشكيلها لتحديد الأسباب التي كانت وراء الحادث المأساوي. عمّار قردود
بعد أن اكتشف ”خللا تقنيا خطيرا” أصاب أحد محركات الطائرة قائد الطائرة طلب النزول الاضطراري بالقاعدة العسكرية ببئر رقعة بأم البواقي كشف مصدر عسكري محلي رفيع المستوى ل”الفجر”، أمس، أن قائد الطائرة العسكرية ”هيركول سي 130”، الطيار الرائد بن بوزيد علي باي، طلب النزول الاضطراري بالقاعدة العسكرية ببئر رقعة، بأم البواقي، بعد أن اكتشف ”خللا تقنيا خطيرا” يكون قد أصاب أحد محركات الطائرة، وحاول ربط اتصالات فورية مع برج مراقبة القاعدة الجوية العسكرية ببئر رقعة، لكن فجأة انقطع الاتصال بالطائرة، وما هي إلا دقائق معدودة حتى لوحظ غياب الطائرة عن كشف الرادار، حتى لحظة سقوطها وارتطامها بقمة جبل فرطاس. وحول أسباب الانقطاع المفاجئ بين برج المراقبة بالقاعدة الجوية العسكرية ببئر رقعة، التي تعتبر أكبر قاعدة جوية عسكرية في القارة الإفريقية، والطائرة العسكرية ”هيركول سي 130”، أوضح ذات المصدر أنه يحتمل أن اندلاع حريق في أحد محركات الطائرة تسبب في إتلاف أجهزة الاتصال، وهو الأمر الذي تسبب في انقطاع مفاجئ. عمّار قردود
قائمة ضحايا الطائرة العسكرية المتحطمة بأم البواقي زود مصدر عسكري رفيع المستوى ”الفجر” بالقائمة الاسمية لضحايا الطائرة العسكرية التي سقطت يوم الثلاثاء الماضي: غليزان: تم تسجيل ضحيتين تم تحديد هوية الضحية درهمون بن مهل. عين الدفلى: متامر عماد، العرفاوي محمد، عنابي لمين، عرباني علي، عرباني حمزة، هدان إبراهيم، بن حسين حسان، قاسمي محمد، بن حاج محمد ياسين. الشلف: تلمساني عيسى، ضربان محمد، مكرفي جيلالي حمادي، لوركستي سليمان، غزلي محمد، دبيب خالد، فهمي بوعيشة. ميلة: جامع محمد، ولعثموني ياسين. أدرار: عبد الحليم دامبارك، دراقي محمد، كنتة علا عبد القادر، عياشي رمضان، الحاج عبد الله عبد القادر، بوريشي عبد الرحمان، دراوي محمد. ڤالمة: سعدان عصام، مساعد قائد الطائرة. إلى جانب أسماء الضحايا: قليل فتحي، بوعزيز محمد، خنفوسي عز الدين، مومن عبد الجبار، جعفري محمد، ولد عمارة لويزة، بكارة إبراهيم الخليل، غالي عمار، سحنون فهمي، بضريفي محمد، سليم جربال، رمزي سعادي، بلحداد كمال، إغيل ملاح عبد الهادي، شهيلي الباهي، لونيسة يحي، سالم مصطفى، مفتاح أمين، رمزي حمديكن. الفقيد عصام سعدان كان يحلم بسكن له ولعائلته وتوفي قبل أن يتحقق في جو مهيب حضرته السلطات المدنية والعسكرية لولاية ڤالمة وزملاء الفقيد، شيع مساء أول أمس جثمان الشهيد سعدان عصام صاحب ال 38 سنة تاركا وراءه ابنه الوحيد البالغ من العمر 11سنة. جثمان الشهيد عصام استقبل بزغاريد النسوة وتكبيرات المواطنين الذين حضروا من كل حدب لتوديع الفقيد. ”الفجر” كانت حاضرة بعين المكان واستطاعت رغم الحالة التي كان فيها والده كمال من افتكاك بعض الكلمات عن ابنه الشهيد، مؤكدا أنه فخور بابنه كونه شهيد الواجب وأن ما أصابه قضاء الله وقدره سبحانه وتعالى، وأنه على قدر ما حزين على فراقه وسعيد لأنه استشهد وهو يؤدي واجبه بكل أمانة وإخلاص. وعن آخر لقاء له مع المرحوم يقول الوالد أنه كان له معه لقاء منذ أسبوع قبل الحادثة حيث انتقل إليه بالجزائر العاصمة وهناك قضى الليلة معه، قبل أن يتوجه إلى مستشفى عين النعجة وبعدها عاد وهو آخر يوم يرى فيه المرحوم يقول الوالد، إلى غاية تلقيه خبر وفاته. وعما كان يأمل فيه المرحوم في حياته، يقول والده أنه كان يأمل في الاستفادة من سكن له ولعائلته الصغيرة، خاصة وأن ملفه يعود إلى سنة 2000 حتى عندما يرحل عن هذه الدنيا يترك زوجته وابنه مستورين. تشييع جنازة قائدة الطائرة العسكرية الرائد بن بوزيد إلى مقبرة زغوان عاشت أول أمس مدينة عنابة على وقع الحزن والأسى، بعد تشييع جنازة ابنها شهيد الوطن قائد الطائرة العسكرية المحطمة بجبل فرطاس بأم البواقي، الرائد بن بوزيد علي باي، 41 سنة، متزوج وأب لطفلين عمرهما 5 سنوات وعامان، حيث تدخلت مصالح الأمن العسكري خوفا من الازدحام وتفاديا لأي فوضى بعد التوافد القوي لأصدقاء الفقيد وأقاربه على بيت والده الضابط المتقاعد بالدرك الوطني بمنطقة الماجستيك بمدينة عنابة لتقديم التعازي. والد قائد الطائرة لم يدل بأي تصريح للصحافة المحلية وكان يذرف الدموع، لأنه فقد ابنه البار علي باي الذي حلم ومات طيارا للقوات الجوية الجزائرية، مؤكدا على الدعاء له ليترحمه الله، علما أن جنازة الرائد حولت إلى مسجد النصر للصلاة عليها قبل تحويلها إلى مقبرة زغوان. وقد حضر عملية الدفن ضباط سامون من الجيش الوطني وموفدون من الناحية العسكرية الخامسة والتي تابعت عن كثب عملية الدفن، بعد أن قدمت الراية الوطنية التي وضعت على جثمان فقيد الواجب لوالده، وقدمت له التحية العسكرية. كما حضرت الجنازة السلطات العسكرية والأمنية بعنابة وأخرى مدنية، وتجدر الإشارة أن أهل وأصدقاء الطيار علي باي تحدثوا طويلا عن خصاله وأخلاقه الطيبة وعلاقاته الجيدة مع الجيران وحبه لمهنته وأسرته خاصة ولديه اللذين لم يتوقفا عن السؤال عن والدهما، وهو المنظر الذي أبكى جميع الحضور. التعرف على عسكريين من بلديتي حمري بجديوية ومديونة بمازونة بغليزان وصل خلال الساعات القليلة الماضية جثمانا العسكريين اللذين لقيا مصرعهما في حادث سقوط الطائرة العسكرية يوم الثلاثاء الماضي بأم البواقي، وهما الشابان اللذان يبلغان من العمر 20 سنة، أحدهما ينحدر من دوار أولاد الجيلالي ببلدية حمري دائرة جديوية، والثاني ينحدر من مركز بلدية مديونة دائرة مازونة. ويتعلق الأمر على التوالي بكل من ”ب. سليمان” و” د. بالمهل”. علما أن المعلومات الأولية أفادت بأن الشهيدين التحقا بصفوف الجيش الوطني الشعبي في صائفة 2013. والدة ”وحيد نصر” :”أوصاني بأخويه المتمدرسين ووعدني بقضاء أول عطلة في القرية فعاد جثة هامدة” تلقت عائلة الشهيد ”وحيد نصر”، 21 سنة، ببلدية بني فضالة بباتنة، الذي قضى ضمن ضحايا الطائرة التي تحطمت قبل ثلاثة أيام بجبل فرطاس بولاية أم البواقي، نبأ وفاة ابنها البار بصبر كبير على ما ألم بالعائلة والأسرة، من فاجعة فراق الابن الذي يشهد له الجميع بالطيبة والأخلاق العالية، مثلما تؤكده والدته التي سردت أجواء تلقيها لخبر وفاة ابنها بكثير من الحسرة والألم، حيث اطلعت على خبر سقوط الطائرة عبر شريط الأخبار العاجلة في التلفزيون، ليؤكد لها ابنها أن هذه الطائرة هي التي سافر على متنها أخوه وحيد. تقول الوالدة أن ابنها كان مهتما منذ الصغر بتوفير حالة اجتماعية أحسن للعائلة، بعد إحالة والده الذي تعب وتقدم في السن على التقاعد، ففضل الانخراط في صفوف الجيش الوطني الشعبي والعمل ضمن المكلفين بحراسة الحدود الوطنية، وقد وعد والدته بقضاء أول إجازة يحصل عليها في القرية التي يقطن بها في بني فضالة بين أهله وأعمامه، غير أن الفقيد لم يكن يعلم أنه سيعود جثة هامدة وهو يوصي أمه وأباه خيرا بأخيه المقبل على شهادة البكالوريا وأخته المقبلة على اجتياز شهادة التعليم المتوسط، حيث ينتظر الجميع ممن عرف وحيد ببني فضالة وصول جثمانه في الساعات الأخيرة الماضية. ميلة تودع شهيديها من ضحايا الطائرة العسكرية ودعت ولاية ميلة، نهاية الأسبوع المنصرم، أحد المتوفيين في تحطم الطائرة العسكرية بالقرب من جبل فرطاس بعين مليلة ولاية أم البواقي، وهو المجند ”تموني ياسين” المولود سنة 1990، والذي ينحدر من بلدية ترعي باينان وبالضبط من حي باردو، في أجواء مهيبة وبحضور السلطات المحلية وجمهور غفير من المواطنين الذين جاءوا من كل أرجاء الولاية لتوديع الشهيد ولتقديم العزاء والمواساة للعائلة. عائلة الشهيد تعيش ظروفا اجتماعية قاسية، حيث أن والدته تعمل في إطار عقود ما قبل التشغيل، أما والده فهو عاطل عن العمل، الأسرة تعاني الفقر المدقع، هذا ما دفع بالشهيد، حسب بعض المقربين منه، للانضمام للجيش الوطني الشعبي من أجل مساعدة عائلته التي تتخبط في مشاكل عدة. أما الفقيد الثاني فينحدر من بلدية تسالة لمطاعي ويتعلق الأمر بالرقيب ”محمد جامع بن كمال” البالغ من العمر 23 سنة، وهو الرجل الوحيد في الأسرة المتكونة من ثلاث أخوات، والده يعاني من اضطرابات عقلية والأسرة تعيش هي الأخرى ظروفا اجتماعية قاسية، وقد تجند من أجل إعانة أسرته منذ أكثر من أربع سنوات. إقامة صلاة الغائب على أرواح ضحايا تحطم الطائرة العسكرية أقيمت أمس الجمعة صلاة الغائب عبر كامل مساجد التراب الوطني ترحما على ضحايا تحطم الطائرة العسكرية بأم البواقي، الثلاثاء الماضي. وكان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد أعلن عن حداد وطني لمدة ثلاثة أيام على إثر هذا الحادث الذي خلف 77 قتيلا. وأوضح الرئيس بوتفليقة في برقية وجهها إلى نائب وزير الدفاع الوطني ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد ڤايد صالح، وكافة عائلات الضحايا يوم الحادث، أن ”الجنود الذين سقطوا إثر تحطم الطائرة العسكرية هم شهداء الواجب. لذا نعلن حدادا وطنيا لمدة ثلاثة أيام ابتداء من الأربعاء 12 فبراير 2014”. كما أعلن رئيس الجمهورية أن يوم الجمعة سيكون يوم ترحم على أرواحهم الطاهرة عبر سائر التراب الوطني وفي جميع مساجد الجمهورية.