عاش جمهور عاصمة الأوراس، لحظات من المتعة والتفاعل مع القصة خلال العرض الشرفي لمسرحية ”الرهينة” نهاية الأسبوع، على ركح مسرح باتنة الجهوي، لصاحبته نبيلة إبراهيم في أول تجربة إخراجية لها وكاتب النص محمد بويش، حيث يعدّ أول نص مسرحي جديد ينتجه مسرح باتنة هذه السنة. عرض ”الرهينة” يكشف عن قصة البطلة الحزينة التي شاءت لها أنانية المجتمع الذكوري أن تنشأ رهينة أهوائه وتظل حبيسة العادات والتقاليد التي جعلت من المرأة العبدة المطيعة للرجل وتروي المسرحية التي كتب نصها محمد بويش وأخرجتها الفنانة الشابة نبيلة إبراهيم في أجواء درامية، هموم المرأة المتهمة بأنوثتها المسلوبة من كل إرادة وحرية، وكيف تسعى بكل ما أوتيت من قوة للخروج من السجن الذي فرضه عليها الأب والأخ ثم الزوج. وتابع الحضور باهتمام بالغ مجريات العمل المسرحي رغم طابعه الفلسفي الذي اعتمد على حوار الذات ليصفق طويلا للمخرجة في نهاية العرض، الذي قال عنه الفنان المسرحي محفوظ الهاني بأنه متكامل، في حين لم يخف المخرج بوزيد شوقي إعجابه بهذا العمل الجديد. وأضاف بأن مسرح باتنة الجهوي شهد اليوم ميلاد مخرجة واعدة في سماء الفن الرابع بالجزائر، لقد استطاعت نبيلة أن تثبت قدراتها الإبداعية في أول تجربة إخراج لها، وأنا أنحني لما رأيته اليوم على الخشبة. أمّا المخرجة نبيلة إبراهيم المتخرجة من معهد الفنون الدرامية فقالت أنها حاولت في أول تجربة إخراج لها أن تكسر الطابوهات المغروسة في عقل المرأة وأن تجعلها تتحرر من السلطة الذكورية التي جعلتها سلبية وولدت لديها المراقبة الذاتية المميتة، قائلة ”لقد حاولت من خلال الرهينة الغوص في عقل المرأة وتقديم دلالات للمتلقي عن حالة البطلة النفسية كالصندوق الذي يرمز إلى ماضيها والشموع التي تعبر عن النور والظلمات وأيضا المفاتيح التي تدل على وجود باب أو أبواب تفصل بين عالم الأوهام الذي تعيشه البطلة والواقع الذي تسعى للوصول إليه”. وأوضح في السياق محمد بويش كاتب النص بأن المخرجة أضفت لمستها الأنثوية السحرية على العرض فأنا حاولت في النص الأصلي يقول المتحدث أن أتقمص شخصية الأنثى لكني وأنا أشاهد المسرحية وسط الجمهور لمست من حرارة البطلة والرجل السجان بأن نبيلة استطاعت أن توصل إلى المتلقي تلك الأحاسيس التي أردت التعبير عنها وفشلت.