أكد البروفيسور مصطفى سعدي بلويز، رئيس الرابطة الجزائرية لمكافحة مرض الصرع أن داء الصرع ينتشر بنسبة كبيرة لدى الأطفال بنسبة 80 بالمائة من أصل 350 إلى 400 ألف مريض بالصرع في الجزائر. وأفاد البروفيسور مصطفى سعدي بلويز على هامش اليوم العالمي لداء الصرع المصادف ل26 من الشهرالجاري بالمركز التجاري ”أرديس” بالصنوبر البحري بالعاصمة والذي حمل هذه السنة شعار ”جميعا من أجل الصرع” وهي التظاهرة التي نظمتها المؤسسة الجزائرية للطب العصبي والطب الفيزيوعصبي الاستشفائي، بالتنسيق مع رابطة مكافحة داء الصرع ”إن 80 بالمائة من الأطفال المصابين يمكنهم الشفاء من المرض إذا ما التزموا بالعلاج الموصوف وتوقيته وكذا نظام العيش الموصى به في مثل هذه الحالات ويمكن التخلص من المرض على مدار 3 إلى 4 سنوات على أن يتم توقيف العلاج تدريجيا، في حين يبقى الأمر صعبا بالنسبة ل20 بالمائة المتبقين، ولكنه ليس مستحيلا وإنما يتطلب وقتا طويلا”. في السياق، كشف بلويز” أن هذا الداء ينتشر بنسبة كبيرة لدى الأطفال بنسبة 80 بالمائة من أصل 350 إلى 400 ألف مريض بالصرع في الجزائر، مشيرا أن معدل الإصابة بالصرع كبير عند البالغين 25 سنة فما فوق، حيث تشكل نسبة 20 بالمائة تقريبا. وعن الأسباب الحقيقية للمرض يضيف البروفيسور بلويز ”أن 70 بالمائة من الإصابات لدى الأطفال مجهولة السبب، مركزا على أن المرض ليس وراثيا بل هونتيجة عوامل أخرى نادرا جدا ما تكون لها علاقة بالجينات،وكذا عوامل عدة قد ترتبط بإصابات شريانية أو أورام خبيثة أو سكتة دماغية. كما صنفه المختصون في داء الاعصاب على انه عبئ إضافي على ميزانية الدولة، إذ تنعكس مضاعفاته على مستقبل المصابين به إن كانوا راشدين، بفقدانهم مناصب عملهم، أو أطفالا بالتأثير على مستقبلهم الدراسي، خاصة أن الصرع من الأمراض المزمنة عند الأطفال، وهو ناجم عن صدور تشنجات كهربائية في منطقة معينة من الدماغ اتجاه منطقة أخرى. وقد يؤدي تكرار نوبات الصرع إلى تأخر الطفل دراسيا، وحدوث مشاكل نفسية تتطور إلى صعوبات ذهنية وفكرية لديه، حيث لاوجود لسبب معروف لصدور تلك الشحنات الكهربائية، أين أجمع هؤلاء ان 25بالمائة من الحالات ترجع أسبابها إلى تعرض المولود أثناء الولادة إلى نقص في الأوكسجين، لأن تأخر صرخة الصغير لحظة ولادته تعني عدم مرور الأكسجين إلى الدماغ بالسرعة المطلوبة، وهو ما قد يعرض المولود لمشاكل صحية لاحقا. من جهة أخرى، أوضح البروفيسور ”إن التشخيص عادة ما يكون بسؤال المريض والمقربين منه أو الشاهد للحظة وقوع الأزمة، على اعتبار أن المصاب لا يتذكرما حدث له خلال الأزمة، بالإضافة إلى فحص رسم المخ الكهربائي الذي لا يكون كافيا لوحده”. ونصح المختصون خلال مداخلاتهم المرضى بالحرص على تقليل مشاهدتهم للتلفزيون وكذا ألعاب الفيديو وعدم السهر لساعة متأخرة، بالإضافة إلى تجنب شرب القهوة، قائلين ”إن المصابين بالصرع بإمكانهم العيش والتمدرس بصفة عادية جدا”. وللإشارة، تعد الجزائر، التي تحيي اليوم العالمي للصرع للمرة الثانية على التوالي، من الدول القلائل في القارة الإفريقية التي تولي أهمية للحدث، حسب تصريحات ممثلي مخبر ”جي آس كا” الذي أكد استعداد مؤسسته لمد يد العون لهذا النوع من المرضى وتمكينهم من حياة عادية في المجتمع.