مجّد عبد الحق المريني، مؤرّخ المخزن والنّاطق باسم القصر الملكي، أوّل أمس، بالتّاريخ العسكري الفرنسي في المملكة، وبمشاركة آلاف المغاربة إلى جانب الجيش الفرنسي في الحربين العالميتين، وذلك خلال تدخله في ندوة تاريخية نُظمت بمدينة أزيلال المغربية بعنوان “المغرب وفرنسا، تاريخ عسكري مشترك: تادلة أزيلال نموذجا”. وتأتي تصريحات المريني في وقت تشهد فيه العلاقات المغربية - الفرنسية توترا كبيرا على خلفية اتّهام القضاء الفرنسي لمدير المخابرات المدنية المغربية، عبد اللّطيف الحموشي، بتعذيب مجموعة من المواطنين المغاربة وعلى رأسهم زكريا مومني مفجر الدعوى القضائية. وصادف انعقاد الندوة ذكرى مرور مائة سنة على الحرب العالمية الأولى التي اندلعت سنة 1914، حيث أشار المريني إلى أنّ جل المغاربة الذين شاركوا في الحرب العالمية إلى جانب القوات الفرنسية تم اختيارهم من إقليم أزيلال “لشجاعتهم وصبرهم على الشدائد”. كما وصف هذه الحقبة الزمنية بصفحة “مشرقة من صفحات التاريخ العسكري المشترك بين المغرب وفرنسا”. وأضاف “أنّ المغرب شارك إلى جانب فرنسا في الحربين العالميتين من أجل الدّفاع عن الحرية ومقاومة النّازية والفاشية والديكتاتورية”، مذكّرا بأنّ المغفور له الملك محمد الخامس قد دعا وقتها المغاربة إلى التعبئة لمساندة فرنسا وحلفائها حتى النصر بموجب رسالة وجهها إلى الشعب المغربي تليت من على منابر أهم المساجد، مدافعا عن الديمقراطية والحرية بتبصر وحنكة واستشراف للمستقبل رابطا بين مفاهيم الحرية والتحرير”. وفي نفس الشأن استحضر اليوم الدراسي خدمة المغاربة الذين كانوا تحت الاستعمار في القوات الفرنسية لتحريرها، في حين لم يتم التطرق بتاتا للجرائم التي ارتكبتها القوات الفرنسية في حقّ الشعب المغربي منذ الاستعمار سنة 1912 إلى تاريخ الاستقلال سنة 1956. وتجدر الإشارة إلى أنّ المغرب يبقى البلد العربي الوحيد إلى جانب دول إفريقية تعد على أطراف الأصابع، الذي يستمر في تمجيد الاستعمار، ولعلّ عنوان الندوة “المغرب وفرنسا، تاريخ عسكري مشترك: تادلة أزيلال نموذجا” أكبر دليل على ذلك.