رغم الإجراءات التي اتخذتها وزارة الفلاحة من أجل القضاء على فيروس الحمى القلاعية ورغم الوعود التي قدمتها للمربين بتقديم تعويضات كاملة عن كل الخسائر التي يتعرضون لها، إلا أنها لم تستطع الحد من انتشار الوباء الذي تتسع رقعته يوما بعد يوم، ولا من القضاء على ظاهرة التهريب التي مست الحيوانات المصابة بالحمى القلاعية من أجل بيعها خارج مناطقهم، وهو ما يؤكد أن المربين لم يضعوا الثقة الكاملة في الوزارة من أجل الحصول على تعويضاتهم التي يرجح أنها ستبقى حبرا على ورق، بعد القضاء على الوباء الذي ستطول مدته رغم تطمينات المسؤول بأن كابوسه سينتهي خلال شهر. تعليمة غلق الأسواق ترفع من نسبة التهريب في الشرق من أجل الاستفسار عن ظاهرة التهريب التي مست الأبقار وحتى المواشي، رغم الإجراءات الأمنية التي وضعتها الوزارة بالتنسيق مع الداخلية من أجل منع تنقلات الحيوانات المصابة بالفيروس، إلا أننا لم نتمكن من الوصول إلى المعلومة كون جميع المسؤولين يتواجدون حاليا في عطل، رافضين الإدلاء بأي تصريحات. وحسب تأكيداتهم فإنهم لا يملكون المعلومات الكافية عن الوباء وما أحدثه من هلع وسط الفلاحين، وحتى الجزائريين الذين قرروا مقاطعة اللحوم قبل شهر ونصف عن دخول عيد الأضحى المبارك. تجنيد أزيد من 2500 طبيب بيطري عبر الوطن، عيادات طبية بيطرية متنقلة تجوب الولايات للحد من اتساع رقعة انتشار داء الحمى القلاعية كشف مصدر محلي مسؤول بمديرية المصالح الفلاحية لولاية أم البواقي ل”الفجر”، أمس، عن شروع وزارة الفلاحة والتنمية الريفية في إنشاء وإيفاد عيادات طبية بيطرية متنقلة إلى معظم ولايات الوطن لإخضاع جميع رؤوس الأبقار إلى الفحص الإجباري والتلقيح الإلزامي في خطوة منها للحد من اتساع رقعة انتشار داء الحمى القلاعية بالوطن، ومحاصرة الداء ومنع انتشاره في الولايات التي لا زالت بمنأى عنه، والذي مس لحد الساعة 19 ولاية من بين 48 ولاية من ولايات الوطن. وتضم العيادات الطبية البيطرية عددا معتبرا من البياطرة والمختصين، قدرهم مصدرنا بحوالي 2500 طبيب بيطري وكميات هامة من اللقاح المضاد للحمى القلاعية، وأعطتهم الوزارة الوصية أوامر صارمة بذبح جميع الأبقار المصابة بالداء، وفي حال رفض الفلاحين والموالين الخضوع للأوامر سيتم استعمال القوة العمومية، حسب ذات المصدر. من جهة أخرى سجلت مصالح الأمن تزايد أعداد المربين الذين ينتهكون حظر نقل المواشي دون رخصة بيطرية، وقامت تلك المصالح بحجز عدد من الأبقار المريضة بداء الحمى القلاعية في طريقها إلى وجهات مجهولة بعدد من ولايات الوطن، خاصة سطيف، قسنطينة، البويرة، الجزائر العاصمة، باتنةوبجاية، وهي الولايات التي ظهر بها المرض، فيما طالبت وزارة الفلاحة المصالح المعنية بتشديد الرقابة على عمليات نقل المواشي بولايات الجهة الغربية للوطن. وتأتي عمليات التهريب هذه، في ظل غلق أسواق بيع المواشي على المستوى الوطني مع حظر تنقل الماشية إلا بعد الحصول على ترخيص مسبق يسلمه البيطري بالمنطقة المتواجد فيها المربي، للسماح لهذا الأخير بالتنقل حصرياً للمذبح البلدي من أجل إجراء عملية الذبح الصحي، برخصة لا تزيد عن 12 ساعة، مع تحرير محضر معاينة مختوم ووضع علامة مميزة على الأبقار التي سيتم ذبحها. ورغم أن مصالح وزارة الفلاحة أكدت أن التعويضات التي أقرتها الوزارة تشمل جميع المربين الذين فقدوا مواشيهم سواء أكانوا مؤمنين أم غير مؤمنين، حيث أن الدولة ستعوض المربين الذين تكبدوا خسائر جراء إصابة ماشيتهم بالحمى القلاعية بنسبة 80 بالمائة من ثمن البقرة الحلوب و20 بالمائة يسترجعها المربي من بيعه للحم، إلا أن جشع وطمع بعض الموالين والفلاحين جعلهم يفضلون انتهاج سياسة التهريب بغية الكسب السريع. هذا ودعت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية المربين إلى عدم التكتم عن المرض وإخفائه عند ظهور أعراضه على الماشية، مشددة على ضرورة التبليغ السريع عنه عند أقرب بيطري بإقليم البلدية التي ينتمي إليها، مؤكدة على أن المخالفين سيعرضون أنفسهم إلى ”عقوبات صارمة”، مشيرة إلى أنه ستتم المتابعة القضائية للمتسببين في انتشار المرض. اتساع رقعة انتشار وباء الحمى القلاعية وارتفاع عدد الولايات إلى 19 تسجيل إصابة 22 رأساً من الأبقار بداء الحمى القلاعية ببلدية الحرملية بأم البواقي أعلنت مديرية المصالح الفلاحية بولاية أم البواقي حالة الطوارئ القصوى في أعقاب اكتشاف أولى البؤر لداء الحمى القلاعية ببلدية الحرملية التابعة إداريا لدائرة عين مليلة، فيما يعيش مربو الأبقار بذات الولاية حالة من الاستنفار بعد انضمام ولايتهم إلى الولايات التي مسها داء الحمى القلاعية، ليرتفع بذلك عدد الولايات التي تم انتشار وباء الحمى القلاعية بها إلى 19 ولاية، وذلك حتى مساء السبت استناداً إلى مصدر محلي مسؤول بالمديرية الولائية للمصالح الفلاحية لأم البواقي ل”الفجر”. وبحسب ذات المصدر فإنه يشتبه في تسجيل إصابات أبقار أخرى بهذا الداء في بلديات أخرى من الولاية، مع الإشارة إلى أن الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية كان قد كشف عن انتشار وباء الحمى القلاعية في 18 ولاية من شرق ووسط البلاد في الفترة الممتدة من 25 جويلية المنصرم إلى غاية السبت، موضحا أن الولايات الشرقية تعد الأكثر تضرراً من هذا المرض الفيروسي على غرار كل من بجاية، تيزي وزو، البويرة، برج بوعريريجوسطيف، وبالتحديد بئر العرش التي سجلت فيها أولى بؤر الحمى القلاعية بتاريخ 25 جويلية بعد أن أقدم موالوها على جلب عدد من العجول بطريقة غير شرعية من تونس التي تعاني من هذه العدوى منذ شهر أفريل، ما أدى إلى انتقال هذا المرض إلى الجزائر. بيطري يحذّر المستهلكين من خطر الإصابة بالتسمم الغذائي جرّاء تناول لحوم الأبقار المصابة بالداء من جهة أخرى كشف الطبيب البيطري ”أغزلان النذير”، ل”الفجر”، أن لحوم الأبقار المصابة بالحمى القلاعية لديها انعكاسات جدا سلبية على صحة المستهلكين، كالتسممات الغذائية، ولهذا فإنه لا يحبذ استهلاك مثل هذه اللحوم كإجراء وقائي بحت، لكنه بالمقابل أكد بأن المرض لا ينتقل للإنسان لأنه ليس مرضاً فيروسياً متنقلاً كبعض الأمراض كمرض السل على اعتبار أنه مرض بكتيري، وحذّر المستهلكين من تناول بعض الأعضاء من البقرة المذبوحة المصابة بداء الحمى القلاعية وهي الرّأس والرجلين والعمود الفقري، ونصح محدثنا الفلاحين والموالين بضرورة إخضاع رؤوس الأبقار لعملية التلقيح وقد قامت المصالح البيطرية بتلقيح 66 ألف رأس ماشية للتلقيح على مستوى ولاية أم البواقي. في هذا السياق دعا مدير المصالح الفلاحية بولاية أم البواقي الفلاحين والموالين إلى إبلاغ المصالح البيطرية الأقرب في حالة الاشتباه بالمرض شديد العدوى بين الحيوانات، وهذا بغرض اتخاذ الإجراءات اللازمة والحد من انتشار هذا الفيروس في البلديات والدوائر الأخرى من الولاية. وأوضح ل”الفجر” أنه مباشرة بعد اكتشاف العدوى يتم ذبح الحيوان المصاب حسبه، وأضاف أنه سيتم تعويض المربين بعد ذبح أبقارهم المصابة بنسبة 80 بالمائة من القيمة الحقيقية للبقرة الحلوب، أما فيا يخص عجول التسمين فقد قررت الوزارة تعويضهم على الحيوانات التي تم ذبحها من طرف البياطرة.