وفق ما يشير إليه الباحثون في اضطرابات نمو الشعر وتساقطه في ”مايوكلينك” في الولاياتالمتحدة، فإن غالبية الناس الطبيعيين يفقدون ما بين 50 إلى 100 شعرة في كل يوم، وهذا التساقط الطبيعي لا يؤثر على المنظر العام لفروة الرأس لدى غالبية الناس الذين يتجاوز معدل عدد شعرات رؤوسهم أكثر من 100 ألف شعرة. ومقابل هذا التساقط الطبيعي هناك نمو طبيعي للعدد نفسه من الشعرات خلال اليوم، والحقيقة أن الشعرة الواحدة في فروة الرأس تمر ب3 مراحل في عمرها، هي مرحلة النمو، ومرحلة الرقاد، ومرحلة السقوط ثم في نفس مكان الشعرة، تبدأ شعرة جديدة في النمو. وتعرض الأكاديمية الأميركية لأطباء الأسرة لائحة لأسباب تساقط الشعر عموما لدى الرجال أو النساء أو الأطفال أو المراهقين، وهي تشمل: الضغوط النفسية: من أسباب تساقط الشعر، معايشة توترات الضغط النفسي وكذلك الحال عند التعرض لحالات صحية صعبة، خصوصا الخضوع لعمليات جراحية كبيرة، وهناك أيضا حالات النتف اللاإرادي للشعر، وتسمى هذه الحالة طبيا ب”اضطراب قلع الشعر” وهو أحد مظاهر الاضطرابات النفسية غير المفهومة طبيا حتى اليوم بشكل واف. اضطراب الهرمونات: تسبب مشكلات مؤقتة في نمو الشعر وتساقطه، مثل ما يحصل خلال مراحل الحمل والولادة والرضاعة، أو بعد تناول أدوية منع الحمل الهرمونية أو حتى بعد التوقف عن تناولها لفترات طويلة، أو خلال مرحلة بلوغ سن اليأس، أو اضطرابات أمراض الغدد الأخرى بالجسم، كالتي في الدماغ أو البطن أو الحوض، خصوصا الاضطرابات التي تزداد فيها نسبة هرمون تستوستيرون الذكوري. الأدوية العلاجية: تناول مجموعات مختلفة من الأدوية، والتي من آثارها الجانبية تساقط الشعر، خصوصا شعر الرأس مثل الأدوية المسيلة للدم أو الأدوية المضادة للاكتئاب أو بعض أنواع الأدوية المنومة، أو أدوية منع الحمل الهرمونية، أو بعض أنواع أدوية معالجة أمراض القلب والشرايين أو ارتفاع ضغط الدم، أو أدوية معالجة داء النقرس أو بعض الفيتامينات الدوائية مثل فيتامين (A)، أو أدوية معالجة السرطان الكيميائية، أو علاج السرطان بالأشعة، وغيرها مما يسأل الأطباء عنه مباشرة، وكذلك وجود أمراض مزمنة تؤثر على الجلد، مثل مرض السكري أو مرض الذئبة الحمراء أو غيرها. سوء التغذية: سوء التغذية أو حميات إنقاص الوزن، أو عمليات تحزيم وتقليص المعدة تؤثر على الشعر، ونمو الشعر بشكل طبيعي يحتاج إلى تناول كميات كافية من البروتينات، ذات نوعية تحتوي على أنواع الأحماض الأمينية الأساسية كافة، كما يحتاج الشعر إلى عنصر الحديد، ومجموعات أخرى من المعادن والفيتامينات. العناية الخشنة بالشعر: ومن أهم مظاهر ذلك هو المعالجات التجميلية للشعر، فتلك المواد الكيميائية أو التأثيرات الفيزيائية للوسائل المستخدمة في تصفيف الشعر أو إزالة تجاعيد الشعر والإفراط في تكرار تمشيط الشعر بأنواع من الأمشاط والفرشاة المصنوعة من مواد صناعية غير طبيعية، أو تعريضه لمجففات الشعر. ولأسباب مختلفة، قد تحدث الإصابة بالالتهابات الفطرية في فروة الرأس ما يؤدي إلى تساقط الشعر في مناطق من فروة الرأس، وتستوجب هذه الحالات معاينة الطبيب، وربما أخذ عينات من الشعر إلى المختبر لتحليلها ومعرفة ما إذا كانت ثمة فطريات تتطلب المعالجة. مراجعة طبيب أمراض الجلد ينصح الأطباء في ”مايوكلينك” بمراجعة طبيب أمراض الجلد للشكوى من تساقط الشعر، حينما تلاحظ المرأة حصول تساقط مفاجئ للشعر، أو حصول تساقط للشعر في أماكن دون أخرى من فروة الرأس، أو حينما تلاحظ زيادة غير معتادة في كمية الشعر العالقة بالمشط أو الفرشاة بعد تمشيط الشعر. وعلى الرغم من أنه لا يوجد حتى اليوم علاج دوائي يشفي من السقوط النهائي للشعر بفعل تأثيرات الجينات الوراثية، فإن من الضروري مراجعة الطبيب لمعرفة وتمييز سبب تساقط الشعر، خصوصا أن هناك عدة أسباب أخرى قابلة للمعالجة.