عبّر سكان بلدية حساني عبد الكريم بالوادي، عن غضبهم الشديد حيال الإنتشار الرهيب للنفايات المنزلية داخل النسيج العمراني، ما جلب لهم أضرارا صحية كبيرة، خاصة مع انتشار الذباب الذي زاد الطين بلة. وأوعز السكان سبب تراكم القمامة لتقاعس السلطات الوصية في رفعها بشكل منتظم، وهو ما جعل زهاء 30 ألف ساكن محاصرين بالنفايات المنزلية، حيث قال كثير من السكان أنهم أصبحوا تحت ضغط هذه الفضلات والأوساخ. أغلب أحياء بلدية حساني عبد الكريم، وتحديدا في أكبر وأقدم تجمع سكاني في ولاية الوادي وهي الزقم، إضافة لتجمع حساني عبد الكريم، ومركزين ريفيين بالذكار والغربية، الرّاجل والزائر أوالقاطن فيهم يقشعر بدنه من الانتشار الفظيع للأوساخ والمزابل في كل الأزقة، والتي تخدش المظهر العام الجمالي للمنطقة ذات الطابع التاريخي والأثري والديني. فالانتشار الرهيب للفضلات المنزلية والحجارة المتراكمة يفرض على المار بين الشوارع حبس أنفاسه حتى لا يصاب بإغماء تام. ويُرجع أغلب قاطني البلدية الوضعية البيئية الخطيرة لعديد العوامل، في مقدمتها التهاون الكبير من المصالح في رفع القمامة، حيث تمر شاحنة النظافة على كل شارع يوم واحد في الأسبوع فقط وأحيانا لا تأتي. كما تقتصر عملية الرفع على الطرق الرئيسية والكبيرة، رغم رفع الانشغالات للجهة الوصية وردّها بعجزها على تحقيق المطلب، متحججة بعدة أسباب بدءا بسرقة الشاحنة الكبيرة للرفع منذ عدة سنوات، والتي كانت تعمل على رفع الفضلات المنزلية وصعوبة تعويضها لمحدودية ميزانية البلدية. كما أن الشاحنة الجديدة تعمل على طول الأيام. وتضيف المصالح أن ما زاد الأمر تعقيدا بُعد مسافة التفريغ، وعدم وجود مكان مخصص للرمي والردم الصحي، حيث مُنعت شاحنات القمامة من التفريغ في المكان القديم، وحتى المكان الجديد المخصص لهذا الغرض والموجودة في إقليم بلدية الدبيلة التي رفض رئيس بلديتها تلويث إقليمه بالقمامة، حيث أجبر صغر مساحة البلدية الإقليمي على عدم توفر ولو مساحة ردم صحي صغيرة، مما ألزم المصالح على رمي النفايات في جنبات الطريق المؤدية للطريفاوي والدبيلة، وهو ما أدى في غالب الأحيان لعودة الأكياس و كل ما خف من الزُّبالة والروائح للأحياء القريبة بفعل عوامل الريح، لتتسبب في عديد الأمراض النفسية والتنفسية والجلدية وغيرها، حولت حياة السكان إلى جحيم حقيقي على حد قول كثير من قاطني البلدية. الوضعية البيئية الخطيرة أغضبت سكان الأحياء والقرى بالمنطقة، حيث هددوا بحجز الشاحنة في كثير من المرات لعدم مرورها على الطرق الفرعية وترك القمامة، إذ تشير مصادر أن السكان ينوون إطلاق حملة واسعة لتجميع الفضلات المنزلية، ووضعها أمام مقر البلدية، عساها تحس بمعاناتهم وتتحرك للاستجابة لمطالبهم بتمكينهم من مرور الشاحنة أكثر من مرة في الأسبوع والقضاء على ظاهرة انتشار القمامة. وناشد سكان بلدية حساني عبد الكريم المتضررين من تراكم الأوساخ، التي تهدد صحتهم وصحة أبنائهم من والي الولاية بالتدخل والوقوف على الوضعية، وتوفير المعدات والآليات الكافية لاحتواء الوضع، وإعادة الصورة المثالية الحقيقية المرتبطة بتاريخ المنطقة التاريخي.